كشف تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية عن تصنيف اللحوم المصنعة مثل "لحم الخنزير المملح والبرغر والسجق" باعتبارها مسرطنة، جنبًا إلى جنب مع "الزرنيخ والأسبستوس".
وأوضح مسؤولون في منظمة الصحة، أن تناول 50 غرامًا من اللحوم المصنعة في اليوم يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة الخمس تقريبًا، كما صنف التقرير اللحوم الحمراء على أنها ربما تكون مسرطنة، وهي مرتبة أقل بدرجة واحدة عن الأغذية المسرطنة لكنه أضاف أن فيها بعض الفوائد الغذائية.
وحث الخبراء الجمهور العام لتجنب تناول اللحوم المصنعة قدر الإمكان وتناول سلطة الفاصوليا بدلًا منها، وذكر الدكتور كورت ستريف من منظمة الصحة العالمية: "خطر الإصابة بسرطان القولون نتيجة اللحوم المصنعة لا يزال صغيرًا ولكن يزداد الخطر مع زيادة كمية اللحوم المستهلكة".
وتحظى اللحوم الحمراء بقيمة غذائية عالية وتعد مصدرًا أساسية للبروتين والحديد والزنك وفيتامين "بي 12" الذي يحمي جهاز المناعة، لكن عالم أبحاث السرطان في جامعة أكسفورد البروفيسور تيم كي أفاد: "علمنا بوجود علاقة محتملة بين اللحوم الحمراء المصنعة وسرطان الأمعاء مدعمة بالأدلة المادية، ولا يعني هذا ضرورة التوقف عن تناول اللحوم الحمراء والمصنعة، ولكن إذا كنت تأكل الكثير منها فعليك تخفيض الكمية، ويمكنك تناول الأسماك في العشاء بدلًا من السجق أو تناول سلطة الفاصوليا بدلًا من اللحوم المصنعة، ولكن تناول لحم الخنزير المملح على فترات متباعدة لم يفعل الكثير من الضرر مع ضرورة تناوله باعتدال".
وتتمثل اللحوم المصنعة في أي شيء يضاف إليه مواد كيميائية للمساعدة في حفظه مثل "لحم الخنزير والسلامي وغيرها"، ولا يشمل ذلك اللحم المفروم من الجزار والأسواق، ولكن يدخل "البرغر والسجق" في هذه الفئة طالما أنه غير مصنع في المنزل.
وأوصت توجيهات الحكومة في عام 2011 بأن لا يتناول البالغون أكثر من 70 غرامًا من اللحوم الحمراء أو المصنعة يوميًا ما يعادل قطعة سجق واحدة صغيرة أو شريحتين من لحم الخنزير المملح أو قطعة من لحم الغنم أو الخروف، ولكن ربما تقلل منظمة الصحة العالمية اليوم هذه النسبة.
وأفادت رئيس صندوق تمويل أبحاث السرطان في بريطانيا الدكتورة راشيل ثومبسون: "من الأفضل للناس تجنب اللحوم المصنعة إذا ما استطاعوا ذلك، ويفضل الحصول على ما تحتاجه من اللحم الطازج، وتحتوي اللحوم المصنعة على أملاح ودهون أكثر ما يجعلها تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان، وننصح الناس بتناول اللحوم الحمراء الطازجة لأنها أفضل من الناحية الغذائية، فضلًا عن تجنب خطر اللحوم المصنعة، وإذا تناول شخص ما شطيرة لحم خنزير مملح يوميًا صباحًا وشطيرة برغر في الغداء فإنه يواجه خطرًا كبيرًا".
وحاول رواد صناعة اللحوم رفض تحذير منظمة الصحة العالمية، مدعين أنه مزور ولا يستند على أدلة سليمة، وأضاف نائب رئيس الشؤون العلمية في معهد لحوم أميركا الشمالية الدكتور بيتسي بوريني: "استغلوا البيانات للوصول إلى نتيجة محددة، ويتناول من يتبعون النظام الغذائي المتوسط ضعف الكمية الموصى بها من اللحوم المصنعة، كما أن من يتبعون نظام حمية البحر المتوسط مثل أسبانيا وإيطاليا وفرنسا يتمتعون بأعمار أطول وصحة ممتازة عالميًا".
ولفت الأكاديميون إلى أنه يجب على الجمهور تجنب تناول لحم "الخنزير المملح والبرغر"، وفي حالة تناول اللحوم الحمراء يجب الالتزام بتناول اللحوم الحمراء الطازجة، وربما تشمل التوجيهات الجديدة وضع ملصقات تحذيرية على علب لحم الخنزير المقدد.
وتأتي تحذيرات منظمة الصحة العالمية وسط مخاوف متزايدة من دور اللحوم المصنعة في زيادة الإصابة بالسرطان الذي يعاني منه أكثر من 150 ألف شخص سنويًا في بريطانيا.
ويعد سرطان الأمعاء واحدًا من الأمراض الفتاكة في العالم، ويمكن تجنب الإصابة بالمرض لنصف الحالات منه عن طريق الالتزام بنمط حياة صحي.
وخلص الخبراء العلميون في وزارة الصحة، إلى أن اللحوم الحمراء والمصنعة تزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الأمعاء، بل ذهبت منظمة الصحة العالمية إلى القول إن اللحوم المصنعة تسبب السرطان، حيث تتكون اللحوم المصنعة من اللحوم المدخنة والمعالجة من خلال التمليح أو إضافة مواد كيميائية.
وتحتوي اللحوم عامة على تركيزات عالية من الدهون، ويعتقد أن المكون الذي يعطى اللحوم لونها الأحمر قد يؤدي إلى تلف بطانة الأمعاء، واتهمت اللحوم المصنعة مسبقًا بالتسبب في 30 حالة وفاة، وتعد اللحوم الحمراء من الأطعمة الخطيرة نتيجة أساليب حفظها ما يرفع نسبة المواد الكيميائية فيها والتي تسبب السرطان.
وتشير التقديرات إلى أنه عند تخفيض كمية اللحوم المصنعة إلى 20 غرامًا مرة واحدة أسبوعياً يساعد ذلك في منع 20 ألف حالة من الوفاة المبكرة في بريطانيا سنويًا، وترحب الجامعات المعنية بمرض السرطان بأي مقترحات أو توجيهات لتخفيض تناول اللحوم المصنعة.
وتواجه صناعة اللحوم تهديدًا كبيرًا بعد تحذيرات منظمة الصحة العالمية مثل ما حدث من انخفاض مبيعات السكر عندما أصدرت المنظمة تحذيرًا من خطورة الاستهلاك المفرط للسكر، ويدر قطاع صناعة اللحوم حوالي 2.8 بليون إسترليني للاقتصاد ويوفر 440 ألف وظيفة في إنجلترا.
وتحدى معهد لحوم أميركا الشمالية، تقرير منظمة الصحة حيث لم تظهر الدراسات العلمية وجود ارتباط بين اللحوم وشيوع السرطان، وبيّن رئيس المعهد باري كاربنتر، أن اللحوم الحمراء والمصنعة تقع بين 940 مادة استعرضتها الوكالة الدولية للبحوث باعتبارها من المواد الخطيرة، حيث أشارت الوكالة إلى أنه يمكنك ممارسة "اليوغا" دون تنفس الهواء لأن الهواء مسرطن بالإضافة إلى شرب الخمور والقهوة وتناول الطعام المشوي، ولذلك يجب النظر إلى المخاطر والمنافع قبل إخبار الناس بما يأكلون أو يشربون.
ولفت قطاع اللحوم المصنعة إلى أن اللحوم الحمراء غنية بالبروتين، كما أنها مصدر جيد للفيتامينات والحديد والزنك وجزء أساسي من النظام الغذائي المتوازن، وأوضح الخبير السابق في معهد أبحاث السرطان البروفيسور ريتشارد نوكس: "معظم وفيات السرطان لا تكون بسبب سرطان الأمعاء والقليل منها يرتبط باستهلاك اللحوم، وأوصت التوجيهات الحكومية بعدم تناول أكثر من 70 غرامًا من اللحوم للبالغين في عام 2011، بينما يوصي الصندوق العالمي لأبحاث السرطان بتجنب اللحوم المصنعة تمامًا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر