الرياض ـ عبدالعزيز الدوسري
يحل غدًا أول أيام عيد الأضحى المبارك، الذي يتم فيه تقديم الأضحيات، ويُفضِّل كثيرون إعداد الأطباق التي يغلب على مكوناتها اللحوم الحمراء، كالشواء و"مقلقل" قلي الأعضاء المقطعة كالكبد والكلى، وتعد لحوم الضأن من الأطعمة الصحية إذا جرى إعدادها بطريقة صحية.
وأكد أخصائيو التغذية أنَّ اللحوم الحمراء عمومًا، هي مصادر غنية بالبروتينات والمعادن والفيتامينات، مقارنة مع بقية الأنواع الغذائية النباتية والبحرية، مشيرين إلى أهمية تناول تلك اللحوم الحمراء بكمية معتدلة خلال أيام الأسبوع.
ويوصي الأخصائيون باتخاذ خطوات صحية لتناول اللحوم، أي بإتباع احتياطات معينة تمكن الجسم من الاستفادة منها بالدرجة القصوى دون أن تكون سببًا في أي اضطرابات صحية، من خلال التوازن في الكمية المتناولة من اللحوم الحمراء، وفي نظافتها وسلامتها من الميكروبات وكيفية إعدادها وطهوها.
وحذروا من تسبب الشحوم الحيوانية بأضرار منها: رفع معدلات الكولسترول والدهون الثلاثية، ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض الشرايين القلبية والدماغية.
وأشاروا إلى أساليب إعداد وطهي اللحوم الطازجة والإجراءات الصحية قبل وأثناء تناولها من خلال القيم الغذائية التي تمنحها والسعرات الحرارية التي تتنج منها وذلك من خلال:
قطعة من اللحم الخالص التي جرت إزالة الشحوم عنها، أو ما يُعرف بـ "مُشفاة من الشحم"، من لحم الضأن المطهوة والمطبوخة جيدًا، بوزن نحو 90 غرامًا، هي حصة غذائية واحدة في تعريف المصادر الطبية.
وهذه الكمية من لحم الضأن تزوّد الجسم بنحو 26 غرامًا من البروتينات، أي ما يُعادل 45 في المائة من حاجاته اليومية من البروتينات، وبنحو 75 في المائة من حاجاته اليومية لفيتامين بي12، و30 في المائة من حاجاته إلى الزنك، و50 في المائة من حاجته اليومية لمعدن السيلينيوم، و30 في المائة من حاجته اليومية من معدن الفسفور، وبها نحو 160 كالوري من السعرات الحرارية، أي كمية الكالوري فيها تُعادل كمية الكالوري في شريحتين من خبز التوست.
ولحوم الضأن مصدر غذائي غني بنوعية عالية الجودة من أنواع البروتينات التي يحتاجها جسم الإنسان، وتحديدًا جميع أنواع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم، ومعلوم أنَّ البروتينات تتكون من مجموعات من الأحماض الأمينية، منها ما هو أساسي ومنها غير أساسي. والأحماض الأمينية الأساسية يحتاجها الجسم ولا تتوفر إلا في اللحوم بأنواعها. ونحتاج البروتينات لأنَّ البروتينات في جسم الإنسان هي أحد أعمدة وأساسيات قدرة أعضاء الجسم على القيام بوظائفها الحيوية.
واللحوم الطازجة مصدر مثالي غني جدًا بالحديد، وهو ما يتوفر فيها على هيئة مركبات الـ«هيم» التي يسهل على الأمعاء امتصاصها وبالتالي سهولة تزويد الجسم بالكميات اللازمة بشكل يومي من عنصر الحديد. ولذا، فإنَّ الحديد الموجود في اللحم أفضل من الحديد الموجود في المنتجات النباتية. وعمومًا، تمتص الأمعاء أكثر من 30 في المائة من الحديد الموجود في اللحوم مقارنة بأقل من 10 في المائة من الحديد الموجود في المنتجات النباتية.
واللحوم الحمراء مصدر غني بالزنك اللازم للنمو والتئام الجروح وبناء الأنسجة وتقوية جهاز مناعة الجسم، خصوصًا في الجهاز التنفسي العلوي. والزنك الموجود في لحوم الضأن تمتصه الأمعاء بطريقة أفضل من أي مصادر غذائية أخرى. إضافة إلى معادن النحاس والمنغنيس والسيلينيوم والبوتاسيوم وغيرها.
ولحوم الضأن الطازجة ممتاز لفيتامينات مجموعة «بي»، خصوصًا فيتامين "بي12" وفيتامين الثيامين اللذين لا غنى للجهاز العصبي عنهما والمتوفرين في اللحوم.
وأكثر من نصف مكونات الدهون في لحوم الضأن هي من نوعية الدهون الغير المشبعة وغالبية الدهون الغير المشبعة في لحوم الضأن هي من نوعية الدهون الأحادية الغير المشبعة، وهي من أجود أنواع الدهون الصحية. وتحديدًا، 5 غرامات من الدهون عمومًا، وبالتفصيل، نحو 2 غرام من الدهون المشبعة ، و2 غرام من الدهون الأحادية الغير المشبعة، و1 غرام من الدهون العديدة الغير المشبعة، وكمية الكولسترول نحو 75 مللي غرام، والحد الأعلى لكمية الكولسترول الممكن تناولها يوميًا هي 300 مللي غرام.
من جهة أخرى أوصى أخصائيو التغذية بطرق مهمة لإعداد وطهي اللحوم الحمراء الطازجة وذلك:
أنَّ مدة الطهو، ودرجة الحرارة المستخدمة في طهو لحم الضأن تختلف باختلاف القطعة من جسم الضأن، وعمومًا، فإنَّ الطهو الجيد للحوم بأنواعها، ملتصقة بالعظم أو مجردة منه، يعتمد على بلوغ درجة الحرارة الآمنة لإتمام النضج في قلب القطعة المطهوة.
وهي أمر مهم لضمان نضج اللحم ولضمان زوال أي خطر لأي نوع من الميكروبات قد تكون في قطعة اللحم، وهناك جهاز صغير يُغرز في قطعة اللحم لتوضيح مدى درجة حرارة قلب قطعة اللحم أثناء الطهو، وهو أفضل طريقة لضمان طهو اللحم بطريقة سليمة.
فمثلًا عند طهو كامل الطرف السفلي للضأن، أو الرجل، بوزن نحو 3 كيلوغرامات، فإنَّ مدة الطهو هي نحو نصف ساعة إلى 45 دقيقة في درجة حرارة الفرن 325 فهرنهايت (163 درجة مئوية). وشواء قطع الكباب بحجم نحو 2 إلى 3 سنتيمترات مكعبة، وفوق درجة حرارة عالية من جمر الفحم، يستغرق نحو 10 دقائق.
عند إعداد لحم الضأن للطهو يجب الاهتمام بعدم ملامسته أي أطعمة طازجة أخرى، خصوصًا الخضراوات التي سيجري تناولها نيئة في السلطات، والاهتمام بغسل اليدين جيدًا قبل وبعد ملامسة اللحوم عمومًا، والاهتمام كذلك بنظافة السكين ولوح الخشب أو البلاستيك الذي يجري عليه تقطيع لحم الضأن. والحرص على إزالة الشحوم عن قطع اللحم بجعلها خالية منه، أو ما يُسمى "لحم الهبر"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر