علوان يعلن إجراء أول عملية زرع خلايا جذعية في العراق
آخر تحديث GMT 03:46:30
المغرب اليوم -

أوضح لـ"المغرب اليوم" أنها ستجرى في مركز نخاع العظم

علوان يعلن إجراء أول عملية زرع خلايا جذعية في العراق

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - علوان يعلن إجراء أول عملية زرع خلايا جذعية في العراق

الدكتور عبد المجيد علوان
بغداد – نجلاء الطائي

أكد استشاري أمراض الدم والحاصل على شهادة البورد العراقي والمتدرب على عملية زرع النخاع في إنجلترا وإيطاليا، الدكتور عبد المجيد علوان، أن نخاع العظم سائل دموي موجود داخل العظام يحتوي على عدد كبير من الخلايا الجذعية المسؤولة أساسا عن تكون الدم بجزئه الخلوي أي الكرات الحمراء والبيضاء والأقراص الدموية، ويوجد نخاع العظم عند الإنسان البالغ في العظام المسطحة؛ مثل عظم الحوض، ىبينما يوجد عند الأطفال في العظام الطويلة وخصوصا نهاياتها مثل عظم الفخذ ويدعى النخاع النشط "النخاع الأحمر"، في حين أن النخاع الخامل هو "الأصفر" المحتوي أساسا على مواد دهنية، وعملية زرع النخاع هي استبدال النخاع المريض بنخاع سليم، إما من المريض نفسه في حالة خمول نخاع العظم "زرع النخاع الذاتي" أو من شخص آخر متبرع "زرع النخاع من متبرع".
 
وكشف علوان أن أول عملية لزرع النخاع في العراق جرت في مركز نخاع العظم التابع لمستشفى حمايات الأطفال التعليمي العام 2003 بإشراف طبيب إيطالي متخصص، وأجريت مؤخرا ثلاث عشرة عملية زرع نخاع العظم الذاتي، أما آخر عملية قمنا بها فكانت للمريض محمد حسن البالغ من العمر 49 عاما، ويعاني من مرض النقيومة المتعددة "ملتيبل مايلوما"، وتم فصل خلايا نخاع العظم بجهاز فصل الخلايا "COBE SPECTRA"، وأُعطي المريض جرعة كيمياوية قبل أن يتم زرع الخلايا له من جديد، وأجرى العملية أطباء عراقيون، ويمكث المريض الآن في المركز تحت إشراف طبي دقيق وحالته الصحية مستقرة.
 
وبيَّن أن المركز بصدد خطوة جديدة كانت بداياتها النظرية قبل ثمانية أشهر، بإجراء عمليات زرع الخلايا الجذعية، وهي مفيدة جدا للأمراض العصبية؛ مثل تصلب الأعصاب والشلل الرعاشي؛ حيث أُجريت ست عمليات لمرض تصلب الأعصاب المنتشر، وكذلك ست عمليات لضرر النخاع الشوكي، وأول عملية لزرع الخلايا الجذعية كانت لمريض بريطاني الجنسية "كانون آندرو وايت 46 عاما"، ويعاني من تصلب الأعصاب، وخضع إلى ثلاث جلسات علاج أدت إلى شفائه التام، أما آخر عملية فكانت لعراقي مقيم في هولندا "ميثم اياد"، ويعاني من مرض الأعصاب الحركية، وفقد الأمل في شفائه في هولندا، وخضع إلى أول جلسات العلاج وحالته الآن مستقرة وسيخضع إلى جلسة جديدة بعد ثلاثة أسابيع.
 
وأوضح أنه يمكن تصنيف الحالات المستفيدة من زرع الخلايا الجذعية في ثلاث مجموعات؛ تضم الأولى الأورام، وتشمل عديدا من الأورام الصلبة وسرطانات الدم والعقد اللمفاوية، والمجموعة الثانية لأمراض الدم سواء الوراثية أو الناتجة عن نقص تنسج نخاع العظم ومتلازمة اعتلال نخاع العظم وتليف النخاع، أما المجموعة الأخيرة فللأمراض الوراثية وتشمل اعتلال وظيفة خلايا الدم البيضاء وحالات نقص المناعة الموروثة واضطراب الأفعال الأيضية الخاصة بالشحوم، ويلاحظ عند الإشارة إلى الحالات المستفيدة أن بعض الحالات تستدعي نوعا معينا من أنواع الزرع؛ مثل حالات النكسة الحاصلة في مرض هودجكن "ورم العقد اللمفاوية"؛ إذ يحتاج المريض إلى أسلوب الزرع الذاتي بواسطة الأسلوب التقليدي بجمع الخلايا الجذعية.
 
وتابع أن عملية اختيار المتبرع تعتمد على التطابق النسيجي بين الشخص المتبرع والمريض؛ حيث إن الكروموسوم السادس داخل نواة خلايا الإنسان يقع عليه المورث المسؤول عن التصنيف النسيجي، وهو الذي يجعل لكل شخص خصائصه المناعية التي تختلف من شخص لآخر، وبسبب هذا التباين في التصنيف النسيجي فإن جسم الإنسان يرفض زراعة أي جزء من شخص لآخر، وليس من السهل أن نجد شخصا يتطابق نسيجيا مع شخص آخر، ولكن في الأقرباء وخصوصا العائلة الواحدة يمكن الحصول على نسب تطابق نسيجي عالية، وهناك عدة فحوص مختبرية نقوم بها للتأكد من مدى التطابق النسيجي.
 
وذكر أن هناك عدة إجراءات متبعة لإنهاء نخاع العظم المصاب قبل إعطاء نخاع العظم الجديد، ولا بد من استخدام الأدوية المضادة للسرطان بجرع عالية نسبيا لإنهاء خلايا نخاع العظم السابقة؛ مثل عقار السايكلوفوسفايد أو البوسلفان لعدة أيام متتالية تتراوح من 2 إلى 4 أيام عادةـ أو استخدام أجهزة تعريض الجسم للإشعاع بجرع مجزاة لعدة أيام مع استخدام الأدوية المذكورة لإنهاء خلايا النخاع، وأن استخدام الأدوية وحدها ممكن في بعض الحالات المحددة؛ مثل حالات فقر دم البحر المتوسط الوراثي أو حالات نقص تنسج نخاع العظم، وتتم هذه الإجراءات قبل يوم الزرع الذي يكون فيه المريض جاهزا لاستلام نخاع العظم المجمد أو النخاع المستلم من شخص متبرع.
 
وأفرد قائلا: يتوجب على المريض الخضوع إلى مجموعة من الإجراءات لغرض التهيئة للزرع؛ منها وضع قسطرة خاصة أعلى الصدر، وذلك لغرض أخذ نماذج الدم ولإعطاء العلاجات المناسبة، وتخفيف الشعر قدر الإمكان لتقليل احتمال التلوث ولطول فترة المكوث في المستشفى، وتتم تهيئة مكان رقود المريض بحيث يكون بعيدا عن التلوث، ويكون الهواء معقما بصورة جيدة والماء مرشحا ومعقما، أما بعد العملية فيجب إبعاد المريض عن اللقاء المباشر مع أي شخص، وعدم التماسه بأشخاص يعانون من التهابات مرضية وكذلك الأطعمة التي يتناولها المريض يجب أن تتعرض لإجراءات تعقيم خاصة بواسطة أجهزة التعقيم، ولا يجوز تناول الأطعمة من مصادر خارجية كون ذلك يعرض نظام المناعة للخطر.
 
وأضاف أنه بعد إجراء العملية يعزل المريض في غرفة ذات مواصفات خاصة من ناحية التعقيم كما ذكرنا لفترة تتراوح من أسبوعين إلى ستة أسابيع، والمدة الأهم هي الأسبوعان الأولان بعد الزرع؛ حيث تكون خلايا الدم قليلة عموما، ولا بد من إعطاء المريض مكونات الدم؛ كالاقراص الدموية، كما تستخدم مضادات البكتريا لحين وصول خلايا الدم البيض إلى 500 خلية لكل مكروليتر، حينذاك تكون حركة المريض أكثر حرية لاستعادة مناعته ونجاح الزرع، ويكون معظم المرضى بعد الشهر الأول من الزرع بحالة جيدة، ويمكنهم مغادرة المستشفى شرط المتابعة الطبية أسبوعيا لمدة ستة أشهر، لأن نظام المناعة لا يعود لوضعه الطبيعي إلا بعد مرور سنتين من الزرع، ويكون المريض مؤهلا للعودة لعمله بعد مرور أول سنتين من الزرع، ولابد من إجراء جدول لقاحات خاص لكون المناعة المكتسبة سابقا قد انتهت مع النخاع السابق.
 
وكشف أن معظم المشاكل والمضاعفات تحصل خلال الستة أشهر الأولى بعد الزرع؛ ومنها التهابات الرئة لأسباب عدة كالأدوية والإشعاع والتعرض للفيروسات وتكون نسبتها 10-20% من الحالات التي لا تستجيب إلى العلاج بسهولة، ورفض النخاع للجسم؛ حيث إن مناعة المريض ضعيفة والنخاع الذي استلمه يحتوي على خلايا مناعية يمكن أن تهاجم الجسم وتؤدي إلى نوع خاص من الرفض يقسم زمنيا إلى الرفض الحاد، ويحصل خلال المائة يوم الأولى بعد العملية والرفض المزمن الذي يحصل بعد مرور المائة يوم، وفي هذه الحالة يجب إعطاء المريض علاجا مثبطا للمناعة.
 
وأكد أنهم في الوقت الحاضر يجرون عملية زرع النخاع الذاتي؛ حيث إن نسبة النجاح في هذه العمليات كبيرة جدا تتجاوز الـ90%، وتصل نسبة الشفاء التام من المرض إلى 70%، أما نسبة الوفاة بعد إجراء العملية فتبلغ 3% فقط.
 
وأوضح أن المركز يحصل على دعم مباشر من قبل وزارة الصحة التي أخذت على عاتقها توفير الأجهزة والعلاجات المختلفة، لاسيما التي تكون باهظة الثمن لتصبح في متناول المريض.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علوان يعلن إجراء أول عملية زرع خلايا جذعية في العراق علوان يعلن إجراء أول عملية زرع خلايا جذعية في العراق



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib