ميلانو - ليليان ضاهر
قدّم أشهر بيوت الأزياء الإيطالية "غوتشي" عرض أزيائه الرائع ضمن فعاليات أسبوع الموضة في ميلانو، الاثنين، والتي شهدت تغييرًا جذريًا في تصاميمها التي عكست عقلية متفوقة تمزج بين السمات القديمة والمميزات الجديدة المبتكرة لأزياء العلامة الايطالية.
واستعان مدير العلامة التجارية الإبداعية، اليساندرو ميشيل، بعرض الأزياء الذي يضم الملابس الرجالية، ليبتعد عن التصاميم الفاخرة والمحتشمة، ويقترب نحو الأزياء التي تعكس روح الشباب المفعمة بالإثارة والطاقة.
وحققت العلامة الإيطالية نجاحًا كاسحًا في تغيير السمات التي ميزتها طوال الأعوام الأخيرة وأبرزها الأزياء الفاخرة والمملة، لكن سرعان ما غمرت العلامة روح الشباب والإثارة، وربما كانت هذه هي الرسالة التي نقلتها خلال عرضها الجديد.
ويعود الفضل في ذلك إلى مديرها الإبداعي، الذي تمكن في غضون ستة أشهر من تحويل تصور الأزياء الذي كان يسيطر على العلامة التجارية.
وكانت "غوتشي" معروفة بأزيائها الفخمة، ولكن وبعد ثلاثة عروض من "ميشيل" تغيرت النظرة تمامًا، وهو ما يعني أن الرجال ذوي النظارات الغريبة، والسراويل ذات الساق الواسعة يمكن أن يحملوا حقائب يد، وذلك فضلًا عن التكتيكات المتبعة في تصميم المنصة، والتي يمكن وصفها بأنها "ضربة معلم".
ولم تكن رسالة العلامة ضمنية، ففي أكثر عروض "ميشيل" ثقة وجرأة، اتجه في تصميم المنصة صوب منطقة جديدة للمرة الأولى منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، حيث صممت المنصة على خط سكة حديد مهجور في شمال غرب ميلانو، تتناقض فيه أضواء شريط السكة الملون مع كراسي الأوبرا بطباعة الأزهار المبطنة.
كما حرصت العلامة هذه المرة على العزوف عن الأزياء ذات الأسعار الخيالية، وتقديم تصاميم بأسعار في متناول الجميع، وقد يعتقد البعض أن العلامة أقدمت على ذلك في سبيل الترويج لمجموعتها، إلا أن الملابس في العرض حملت الكثير من المعاني الدالة.
وحرص "ميشيل" على أن لا يسجن أزياء "غوتشي" في منطقة الحداثة والشباب فحسب، بل أراد أن يستوحي بعض من سمات أزياء العلامة في الماضي، من حيث ألوان السبعينات، وأحذية "اللوفر" المطوية من الخلف، والمعاطف التي تجمع بين الأخضر الداكن والأحمر، وقال المصمم وراء الكواليس إنه يريد أن يعبر عن الفكر الجديد للعلامة التجارية في العرض ولكن لم يريد أن يكون سجين داخله، وأضاف: "أنا أحب العمل مع الماضي لترجمة المستقبل".
وتميزت مجموعة التصاميم الرجالية لهذا العرض، بالبلوزات النسائية ذات ربطة العنق، والسراويل الحريرية المطرزة، وأكمام الفراء. فضلاً عن السراويل الوردية من الدانتيل، والملابس الرياضية التي تنطوي على بلوزات "الوركس"، وطيات السترة الكبيرة.
وقدمت هذه المجموعة تحديًا جريئًا لمفهوم الرجولة، حيث يمكننا مشاهدة حمل الرجال لحقائب اليد، بتصفيفة شعر المذيع البريطاني الشهير، روبرت بيتسون، وبنظارات جارفيس كوكر العملاقة، كما تميزت بعض الأزياء بطباعة الأزهار والتطريز التي كانت تميز خلفيات مسلسلات السبعينات، وقال ميشيل إن الرجولة تعبر عن الجمال، وهو الأمر الذي يمكن أن يفسره كل شخص كيفما شاء.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر