الدوحة – المغرب اليوم
اختتم المشروع البحثي "القرش الحوت في قطر" موسمه الخامس بنجاح منذ إطلاقه عام 2011، وكان هذا العام أيضاً حافلاً بالتحديات والفرص بالنسبة لفريق عمله الذي ضم أعضاءً من وزارة البيئة القطرية، و ميرسك قطر للأبحاث والتكنولوجيا وجامعة هيريوت وات بالمملكة المتحدة.
وكانت وزارة البيئة القطرية قد أطلقت 15 قارباً مخصصاً للأبحاث خلال عام 2015 انطلاقاً من ميناء الرويس باتجاه حقل الشاهين البحري الذي يبعد قرابة 90 كيلومتراً شمال غرب الشواطئ القطرية. ومن المعروف أن طول سمكة القرش الحوت قد يتجاوز 15 متراً ويتعدى وزنها 30 طناً، ما يجعلها أكبر سمكة في العالم بلا منازع. ، يجمع حقل الشاهين البحري أعداداً كبيرة منه لا تتواجد سوى في مناطق قليلة جداً حول العالم.
وقال محمد الجيداه، المستشار البيئي الخاص في وزارة البيئة : "قد يظن اي شخص أن السباحة إلى جوار أكثر من 100 سمكة قرش عملاقة هو بمثابة كابوس حقيقي، غير أن الاقتراب من هذه الاسماك قد يكون في الواقع التجربة الأجمل والأكثر إبهاراً على الإطلاق. وبالرغم من ضخامة حجمها، إلا أنها تبدو بديعة المنظر للغاية عندما تمر بجوارك بكل هدوء وتلقي نظرة فضولية عليك قبل أن تفتح فمها محاولةً استخلاص ما تستطيعه من غذاء من الماء".
وكان فريق أبحاث المشروع قد لاحظ أن هذه الاسماك تأتي إلى حقل الشاهين لالتهام بيوض الأسماك الأخرى. وقال الجيداه في هذا السياق: "لاحظ عمال مشروعنا أن أسماك القرش الحوت تتجمع هنا في شهر مايو وتغادرنا مع نهاية سبتمبر كل سنة". وبناءً على نتائج تحليل الحمض النووي (DNA) التي أجرتها المخابر الأحيائية في وزارة البيئة بالتعاون مع جامعة شيكاغو، تبين أن بيوض الأسماك التي يتغذى عليها القرش الحوت تعود لأسماك الكنعد (التونة) ".
وتابع الجيداه: "تضع أسماك الكنعد ( التونة ) هنا ملايين البيوض خلال فصل الصيف، وهذه تعتبر غنيمة مثلى لأسماك القرش الحوت في المنطقة".
ولمعرفة مكان العش الرئيسي لبيوض الكنعد ( التونة)، تم تثبيت أجهزة تعقب على أكثر من 100 سمكة قرش حوت تقوم بإرسال ذبذبات صوتية عالية التردد إلى أجهزة استقبال موزعة بدقة في حقل الشاهين. وبهذا الخصوص، قال ستيفن باخ، مستشار بيئي في " مركز ميرسك (قطر) للأبحاث والتكنولوجيا ": "وضعنا هذا العام علامات مميزة على 29 سمكة قرش حوت تبدي تقريباً النمط السلوكي نفسه كل عام، ويبدو أنها تفضل ارتياد منصات معينة تشكل بيئات مثلى لتكاثر سمك الكنعد ( التونة). وقد يظن المرء أن العثور عليها في تلك الأماكن أمرٌ سهلٌ للغاية، ولكن ذلك مغايـر للواقع تماماً؛ فبعد أكثر من 100 جولة، أصبحنا نتمتع بخبرة جيدة في رصد هذه الأسماك التي لا تزال تفاجئنا يوماً تلو الآخر.
كما أننا نستعين بأحدث الوسائل التقنية لدعم خبراتنا الممتدة على خمس سنوات".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر