واشنطن - المغرب اليوم
تتغذى حيوانات الباندا العملاقة على الخضروات حتى على الرغم من أن أجسامها مهيأة بدرجة أفضل لأكل اللحوم لكن كيف يتسنى لهذه الدببة -ذات اللونين الأبيض والأسود التى تعيش فى المناطق الجبلية النائية التى يغلفها الضباب وسط الصين- أن تظل على قيد الحياة وهى تأكل طعاما يكاد يكون عديم القيمة الغذائية مثل أعواد البامبو؟. عثر العلماء على الإجابة الخميس 9 تموز إذ توصلوا إلى أن هذه الباندا مقترة بكل ما فى الكلمة من معنى فى كمية الطاقة التى تبذلها بصورة يومية -إذ تصل إلى مستوى يماثل حيوان الكسلان الشهير البليد الحركة ذا الاصابع الثلاثة- وذلك بفضل انخفاض معدلات النشاط البدنى وتدنى مستويات هرمون الغدة الدرقية.
والباندا -المعرضة بصورة كبيرة لخطر الانقراض- هى النوع الوحيد من الأنواع الثمانية للدببة ذات النظام الغذائى النباتى. وتمتلك الباندا -التى كان أسلافها من أكلة اللحوم- جهازًا هضميًا تطور كى يتكيف مع أكل اللحوم وذلك على الرغم من أن البامبو يمثل الآن نحو 99 فى المائة من غذائها. والبامبو عسير الهضم ويتعين على الباندا أن تلتهم كميات كبيرة منه كى تبقى على قيد الحياة.
درس الباحثون ثلاثة من حيوانات الباندا البرية فى محمية فوبينغ الطبيعية باقليم شانشى وخمسة فى الأسر في حديقة حيوان بكين. ووجدوا أن الاستهلاك اليومي للطاقة لهذه الدببة يمثل نحو 38 % فقط من حيوانات أخرى تماثلها فى الحجم. قال الباحثون إن سر التمثيل الغذائى (الأيض) المتدنى بدرجة كبيرة للباندا يكمن فى انها تحتفظ بمستويات منخفضة للغاية من هرمون الغدة الدرقية وربما يرجع ذلك إلى حدوث طفرة جينية تتعلق بتخليق هذا الهرمون. وتتحكم الغدة الدرقية فى عمليات الأيض بما فى ذلك استهلاك الطاقة. وقال فوين وى عالم الأحياء بمعهد الحيوان التابع لأكاديمية العلوم فى بكين الذى أشرف على هذه الدراسة التى أوردت نتائجها دورية (ساينس) "حققت الباندا العملاقة هذا المستوى المنخفض من الأيض من خلال مجموعة من التحورات المورفولوجية والسلوكية والفسيولوجية والوراثية خلال تاريخها الطويل من النشوء والارتقاء." وقال الباحثون إن حجم المخ والكبد والكليتين لدى الباندا صغير نسبيا بالمقارنة بأنواع الدببة الأخرى. وقال وى "ربما أسهم صغر حجم هذه الأعضاء فى تدنى احتياجاتها من الطاقة". وجد الباحثون أيضا أن الباندا البرية تستريح أكثر من نصف يوم وتسير مسافة نحو 20 مترا فى الساعة. وقال العلماء إنه نظرا لانخفاض مستوى الأيض لديها فإنها تحتاج إلى غطاء كثيف من الفراء للاحتفاظ بحرارة الجسم بغرض التدفئة. قال الصندوق العالمى للحياة البرية نقلا عن إحصائيات من الحكومة الصينية، إنه يوجد الآن نحو 1800 فقط من حيوانات الباندا فى البرية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر