هاشتاغ حلمي في الحلقة الأخيرة من أراب جوت تالنت يثير الجدل عبر مواقع التواصل
آخر تحديث GMT 01:40:35
المغرب اليوم -

أبكى النجم المصري الكوميدي الشعوب العربية بكلماته الرنانة

"هاشتاغ" حلمي في الحلقة الأخيرة من "أراب جوت تالنت" يثير الجدل عبر مواقع التواصل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

النجم المصري أحمد حلمي يبكي على شهداء سيناء
دبي ـ جمال أبو سمرا

هي لحظة فارقة، تفصل بين الحقيقة والتمثيل، بين الأصالة والتزييف، بين المجاملة والصدق النابع من العمق، لحظة كان من الممكن أن يتحدث فيها الممثل أحمد حلمي الذي اشتهر بتميزه بأفكاره وأسلوبه وأدائه الكوميدي، عن تعاطفه مع ما يحصل في بلده مصر، وحزنه على القتلى الذين سقطوا ثمنًا للحرية بكلمات الأسى والأسف، والتنديد والشجب، والتعاطف المنمّق كما جرت العادة في مثل هذه المآسي، لكنه لم يفعل .

في الحلقة الأخيرة من مواهب العرب "أراب غوت تالنت" على "إم بي سي"، فاجأ أحمد حلمي الجمهور العربي كله، وزملاءه في لجنة التحكيم بانتقاله من صفوف النجوم والمشاهير للالتحاق بصفوف المواطنين المصريين مثله مثل أي شاب يعيش تلك اللحظات المصيرية المؤلمة من تاريخ وطنه.

نزل عن عرش الشهرة واستخدم الأضواء ليوجه رسالة إلى كل متطرف يقتل نفسًا بريئة في مصر، رأيناه أبًا لابنة ترسل له 3 أو 4 كلمات فتحثه على الذهاب إلى عمله، واستغلال كرسيه والأضواء لتوجيه كلمات الحب والتحدي تضامنًا مع بلده، ابنته ليلي كتبت له: "ربنا معاك يا بابا"، فقرر أن يستغل هذا الحزن ليقدم رسالة من خلال موقعه على الشاشة.

قبل أن تنتهي الحلقة، بل ما أن انتهى حلمي من قول كلمته حتى انتشر هذا المقطع عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح "هاشتاغ" أحمد حلمي كلمة السر الأكثر تداولًا ليلة السبت الماضي، وصار هو الحدث الذي قد يكون أكثر دويًا في مختلف أنحاء العالم العربي من حدث تفجيرات العريش وسقوط القتلى والضحايا من العسكريين والمدنيين في مصر، صارت كلمته لسان حال كل عربي، وصار نجم "أراب غوت تالنت" دون أن يسعى إلى مزيد من الشهرة والنجومية .

ببساطة وصدق أضاف: "أنا مواطن مصري" . . لم يعتمد أسلوب الخطاب المنمق وكلام النجوم من عليائهم، عاد مواطنًا عاديًا، وأكثر من ذلك، عاد إلى صفوف الجيش المصري وإلى الكتيبة التي التحق بها يوم لبى نداء الخدمة العسكرية.

وبفخر عرف عن نفسه: "أنا المجند أحمد محمد حلمي" . . صحيح أنه بكى، وأن الحزن جعل الكلام يغص في حلقه، لكن أهم من مشهد الدموع هي تلك الهوية التي حرص على تقديمها على الشاشة في وجه كل من يعتدي على مصر، وكله فخر بها وبوطنه وجيشه، فجعلها في المقدمة، وكأنه ينزع قناع الشهرة والتمثيل والكوميديا ليظهر باطنه الحقيقي وجوهره الأصيل .

طبعًا انتشرت عبارة "أحمد حلمي يبكي" و"شاهدوا دموع أحمد حلمي" على المواقع، بينما طغت في الساعات التالية الرسالة التي أراد هذا النجم إيصالها إلى الجميع، وبرزت بوضوح كلمات "احنا عاملين زي الحفرة، كل ما هتاخدوا منها هتزيد . . وهندفنكم فيها . ." . هذه لم تكن كلمات عزاء وتعزية، بل هي موقف أعلنه أحمد حلمي أمام الملايين، بلا مواربة ولا تنميق.

أعلن رأيه بلا تردد، ولو أنه اعتكف في بيته حزنًا على الشهداء ورفضًا لما يحصل، لما تأثر الناس، ولما تركت رسالته تلك الدمغة البارزة في مجرى الأحداث وفي ليلة فنية تبارى فيها الموهوبون العرب .

ما فعله حلمي نتمنى أن يكون رسالة موجهة إلى الفنانين أولًا، كي يحسنوا استغلال جماهيريتهم في سبيل خدمة مجتمعاتهم وأوطانهم، تلك الكراسي التي يجلسون عليها ليست مصنوعة من بريق الشهرة من أجل تحقيق الأموال والثراء وإصابة الـ"أنا" بتضخم وتورّم خبيثين.
 
من حقهم التمتع بالنجاح وحب الجمهور، إنما من واجبهم أن يقدموا رسائل قيّمة تفيد بلدهم، ألا يسعون دائمًا للفت الأنظار وليكونوا نماذج يقلدها الشباب؟ إذن فليمارسوا أدوارهم بحرفية ووطنية وإنسانية عالية، وليكن لفنهم معنى أسمى من بضع محطات فنية وضحكات عابرة.

الفنان محمد صبحي نشر كلمته أيضًا، وهو دائم الحضور في المناسبات الوطنية والأزمات السياسية التي تعصف بمصر . بكى، قال، انفعل . . شارك أبناء بلده مصابهم الأليم والأهم أنه يعبر بجرأة ووضوح عن مواقفه وآرائه ويسعى في كل مرة إلى بث رسائل توعية للناس خصوصًا البسطاء.

هذا هو الفرق بين فنان وآخر، بين من يشجب ويستنكر ومن يمد يده ويتحرك، المواقف ليست مجرد دموع تلتقطها عدسات الكاميرات في مناسبات حزينة للفنانين، ولا باقات ورود يقدمها المشاهير للمصابين في المستشفيات، ولا أغنيات تولد فجأة وكأنها أوراق نعي تلصق على الشاشات وفي الإذاعات، هي تحدّ، تواضع، عودة إلى صفوف الناس العاديين، إسقاط الـ"أنا" أمام عظمة الأحداث وهيبتها.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هاشتاغ حلمي في الحلقة الأخيرة من أراب جوت تالنت يثير الجدل عبر مواقع التواصل هاشتاغ حلمي في الحلقة الأخيرة من أراب جوت تالنت يثير الجدل عبر مواقع التواصل



GMT 20:02 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة نجوم الكوميديا في موسم دراما رمضان 2025

GMT 23:43 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

4 نجمات خارج المنافسة في رمضان 2025 أبرزهم نيللي كريم ويسرا

GMT 23:01 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

مسلسل يوثق مسيرة محمد عبده وتوهجه الفني عبر العقود

GMT 22:54 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

كريم عبد العزيز ومحمد رمضان أبرز الغائبين عن درما رمضان 2025

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 05:47 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

3 لاعبات من الحسنية في المنتخب المغربي النسوي

GMT 03:03 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

وعود صينية تٌضمد جراح أسهم شركات الألعاب

GMT 20:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سوني تطلق سماعة أذن لاسلكية بسعر منافس جدًا

GMT 13:05 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أغرب حالات الولادة في الحيوانات

GMT 06:47 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العراق يقلّص زراعة محاصيل الشتاء إلى النصف

GMT 06:37 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفضل المعالم السياحية في "إيبوه" الماليزية

GMT 00:27 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

معرض V & A دندي واحدٌ مِن أجمل المتاحف في العالم

GMT 06:01 2014 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

أشغال الجلد الطبيعي مميزة للغايّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib