مدينة هوشي منه - أ.ف.ب
تقوم مغنيات موسيقى الراب في فيتنام، البلد الشيوعي الذي يحكمه حزب واحد وتتحكم فيه الرقابة، بالتعبير عن آرائهن علانية من دون أن يخشين شيء.ودخلت ثقافة موسيقى الهيب الهوب حديثا الى هذا البلد المحافظ ذي التسعين مليون نسمة، حيث ما زالت رؤية الشابات وهن يتفوهن بعبارات نابية أمرا صادما.لكن ذلك لا يحول دون إقدام الشابات على موسيقى الراب، وتقول كيميس سبايس سبيكرز البالغة من العمر 23 عاما "انا افعل ما يحلو لي".وتعرفت هذه الشابة التي تزين الاوشام جسمها على موسيقى الراب بفضل الفرقة الاميركية "بون ثانغز-ان هارمونيكي"، واصبحت بعد ذلك نجمة في هذا الفن وهي بعد في الرابعة عشرة من عمرها.
وهي تصدرت المشهد الفني مؤخرا كمغنية للون "آر ان بي"، بعد توقف عن الغناء دام اربع سنوات.وتنتقد المغنية الاعراف الاجتماعية السائدة في بلدها بلغة انكليزية متقنة اكتسبتها من سماع الاغاني "في فيتنام، يمكن للرجال ان يزينوا اجسامهم بالاوشام، اما الفتاة ان فعلت ذلك فتوسم بانها +فتاة سيئة+، وبالنسبة لي من المثير ان تكون الفتاة +سيئة+، وإلا كانت مملة".
وتقول هذه الشابة المتمردة انها "غير معنية" بالقضايا السياسية، لكن اغانيها التي تنطوي على تعابير ينظر اليها على انها وقحة تشكل بحد ذاتها انتفاضة على القيم السائدة في مجتمع يعيش تحت سلطة استبدادية ومعتاد على الاغاني الوطنية واغاني الحب التقليدية.
في فيتنام، ما زالت النساء عرضة للزواج القسري، والضغط للانجاب، والاكتفاء بدور الزوجة الجميلة المدبرة لشؤون المنزل.واذا كانت المغنية تؤكد تجنبها الخوص في الشأن السياسي، الذي زج بالكثير من المعارضين وراء قضبان النظام الشيوعي، الا انها لا تنأى بنفسها عما تعتبره القضية الأساس، "المساواة" بين الرجل والمرأة.
والشهرة الواسعة التي حققتها هذه المغنية لم تنعكس على ايراداتها من اغانيها كثيرا، فالقرصنة الالكترونية منتشرة بكثرة في فيتنام، لكنها في المقابل ما زالت تستفيد من صورتها كمتمردة وتوقع عقودا إعلانية مع بيبسي وكي اف سي.وبات لهذه المغنية منافسات في فيتنام، على غرار المغنية سوبوي التي تعيش في مدينة هوشي منه العاصمة الاقتصادية للبلاد، والتي تتمتع ببعض الحرية مقارنة بالعاصمة السياسية هانوي.ونجحت كيميس في ان تنافس الرجال في مجال الغناء الذي يهيمنون عليه تاريخيا، وتقول "اريد ان اثبت ان النساء يمكنهن ايضا ان يكن قويات، وان الراب ليس حكرا على الشباب الذكور"، وهي تثير في اغانيها قضايا العنف الزوجي المنتشرة بكثرة، والتي ما زال المجتمع يتحفظ عن اثارتها ومعالجتها.
وهي تعمد الى تمرير بعض الافكار بين السطور في اغانيها، وتقول "لا يمكننا ان نتناول قضايا الجنس والمخدرات، فالناس لا يريدون ان يسمعوا شيئا عنها، لان الحكومة لا تريدهم ان يسمعوا".وتضيف "لدي غضب في داخلي من احوال البلاد، لكني ان نطقت بكلمة عن الحكومة قد اجد نفسي في عاقبة وخيمة".وتنشط كيميس وسوباي على مواقع التواصل الاجتماعي، ولديهما مئات الالاف من المتتبعين على موقع فيسبوك.ويقول المنتج الموسيقي هو هواي انيه "تسعى الثقافة الفيتنامية جاهدة لتصوير النساء على انهن لطيفات وناعمات وخاضعات (..) لكن هاتين المغنيتين تخاطبان مشاعر كل امرأة ترغب في ان تكون حرة وايجابية ومستقلة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر