مراكش - ثورية ايشرم
كشفت المطربة المغربية هدى سعد أنَّ الفن المغربي أصيل ولذلك فهي تعشق كل ما يتعلق به، وتعتبر نفسها ضمن الفنانات المغربيات، هذا وإنَّ لم تكن الوحيدة التي تكتب وتلحِّن جميع الأغاني التي تؤديها.
وأضافت سعد، خلال حديث خاص لـ"المغرب اليوم": "هذا لم ينبع من فراغ بل يرجع إلى كوني تربيت في وسط فني؛ حيث تشبعت بأصول الفن المغربي والأدب والشعر والزجل المغربي، كون والدي يعتبر زجالًا مغربيًا كبيرًا، حيث كان يكتب أغاني لفِرق موسيقية كبيرة من بينها فرقة "لمشاهب"، فأبي هو مدرستي الأولى التي تلقيت فيها أسس الفن المغربي الأصيل وتعلمت مبادئ العمل الناجح".
وأضافت هدى: "من الملاحظ أنَّ الساحة الفنية أصبحت تعجّ بالمنافسة القوية بين الفنانين، ورغم ذلك فإنَّ هناك بعض الفئات التي لا تنتمي إلى الوسط الفني الحقيقي الذي يعتمد على معايير ومقاييس فنية من أجل حصول الشخص على لقب فنان، وأرى سبب هذه الأزمة التي أصبح المجال يعاني منها التطور الحاصل في المجتمعات، والذي ساهمت فيه وسائل التكنولوجيا بشكل كبير، لاسيما وأنها منزل له باب دون مفتاح يستطيع أيّن كان أنَّ يدخله دون استئذان، فقد أعطت الشبكة العنكبوتية فرصة لبعض الفئات لإنجاز أغانيهم الخاصة على الإنترنت، وهذا ما اعتبره عملاً غير احترافي، كونه لا يتوافر على مقومات الفن الحقيقي والأصيل".
وأشارت هدى سعد إلى أنَّ "مثل هذه الموجات سرعان ما تختفي وأنا لا أهتم لها فهي تبحث فقط عن الشهرة المؤقتة التي لا تدوم، فالأهم عندي أنَّ أقدم عملاً فنيًا بكل المواصفات والمعايير الحقيقية، التي تجعله يبقى خالدًا وليس صيحة من الموضة يقبل عليها الناس والصحافة التجارية فترة معينة، ثم تأتي صيحة جديدة تمحيها لتبقى ضمن الأرشيف الذي لا يبحث عنه أحد".
وأكدت هدى أنَّ "منذ بدايتي والجمهور المغربي والعربي يعرف أني أجسد صورة المرأة المغربية بامتياز، وذلك من خلال ظهوري وكلماتي وألحاني وكذا أدائي، وهذا ما يجعلني مميزة، إلا أنني تلقيت أخيرًا العديد من الطلبات من جمهوري الذي يرغب في رؤيتي بلون آخر، وهذا ما شجعني أكثر على الاقتناع بخوض تجربة مغايرة وجديدة، من خلال إنجاز عمل جديد مختلف عما تعودت عليه سابقًا، والذي سيشرف عليه الفنان العراقي وليد الشامي، وذلك بعد أنَّ قمت بدراسة شاملة لجميع الجوانب التي ستساهم في النجاح على مستوى العالم العربي".
واختتمت الفنانة هدى كلامها: "في الفترة الأخيرة قمت بتحضير ديوان خاص بكتاباتي سيصدر قريبًا، والذي يعد بمثابة "ريبرتوار" لأعمالي الفنية، وهذا ما يؤكد أهمية التكوين والدراسة الأكاديمية الفنية والثقافية والتخصُّص التي تلقيتها، والتي تضمن النجاح الدائم لاي شخص ليس فقط الفنان، فقبل ظهور الأغنية العصرية كانت بدايتي مع روتانا بأغنية "ما تفكرنيش" وغيرها من الأغاني التي كانت باللهجة المغربية، في الوقت الذي لم تكن هذه اللهجة التي أعتز بها معروفة أو متداولة بين الشعوب العربية، لأكون أنا أول من رفع شعار التحدي لأنشرها، وأصبح بذلك سفيرة للأغنية المغربية، والتي أصبحت اليوم تعيش حملة من التهافت من معظم الفنانين العرب الذين أقبلوا عليها بشكل كبير، وهذا ما منحني التميز والانتشار والذي أسعى للحفاظ عليه عن طريق توثيق الديوان الخاص بأعمالي الذي سينجز هذه المهمة، فأنا أعتز باللهجة المغربية، وأعشق كل ما له علاقة بالأصالة والعراقة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر