الرباط - عمار شيخي
نظمت مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، في إشبيلية، منتدى حول "الثقافة، الهوية والتنمية البشرية". وأوضحت كاتبة الدولة الإسبانية للهجرة، مارينا ديل كورال تيليز، في افتتاح المنتدى أن الهجرة، التي هي مصدر غنى سواء بالنسبة لبلدان المنشأ أو بلدان الاستقبال، تساهم في تلاقح الثقافات، مشيرة إلى أن التنوع الثقافي ضروري للبشرية، كضرورة التنوع البيولوجي للنظام البيئي.
وأضافت المسؤولة الإسبانية أن حركات الهجرة تعتبر مرادفًا لنقل الثقافة والمعرفة، مذكرة في هذا السياق، بالدور الهام للمجتمع المدني في تعزيز التنوع الثقافي، وكذا بأهمية هذا الأخير في التصدي لكل أشكال التطرف وتعزيز الاحترام بين الشعوب. وأكد سفير المغرب في إسبانيا محمد فاضل بنيعيش، أهمية تعزيز النقاش حول قضايا مثل الحوار بين الثقافات، ودمقرطة الثقافة، والتعاون الثقافي، وإبراز التراث والسياحة الثقافية، مذكرًا بدور الدبلوماسية الثقافية في العلاقات الدولية، وإسهامها في التعريف بثقافة البلدان، وفي تعزيز التفاعل والحوار بين مختلف الحضارات.
ودعا نائب رئيسة حكومة جهة الأندلس مانويل خيمينيز باريوس، في كلمة بالمناسبة، إلى تضافر جهود مجموع الفاعلين المعنيين من أجل مزيد من التوافق والتفاهم بين شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط ، وأشار خيمينيز باريوس، إلى المكانة التي تحتلها الأندلس كجسر بين الثقافات والحضارات في ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مشددًا على أن الثقافة ليست فقط مؤشرًا على التقارب، ولكن أيضًا على التنمية البشرية.
ويتضمن برنامج المنتدى، ندوتين ستركز الأولى على القيم المشتركة لبناء التعايش والتعاون على أساس احترام التنوع، أما الثاني فسيهم التنوع الثقافي مصدر الثروة والتنمية الاجتماعية، وسيتناول المشاركون من خلالهما قضايا من قبيل "المناهج العملية لتدبير التنوع"، و"التعاون الثقافي باعتباره عاملًا للتفاهم". كما سيناقش المشاركون في المنتدى مواضيع مثل "دور الجامعات في دمقرطة الثقافة والولوج إلى مجتمع المعرفة"، و"تعزيزالتراث ودور السياحة الثقافية"، و"المراكز التاريخية الأندلسية والمدن العتيقة نموذجًا حيًا للتعايش".
وتهدف التظاهرة إلى المساهمة في توطيد العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمع بين ضفتي حوض البحرالأبيض المتوسط، وذلك في محاولة لاستكشاف مشاريع تعمل على تعزيز التعايش الجيد والتنمية البشرية، بروح من التبادل والتسامح والانفتاح، والتركيز على الثقافة كأداة أساسية لتقارب الشعوب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر