طهران ـ مهدي موسوي
تواجه الرسامة الإيرانية الناشطة آتينا فرغداني (29 عامًا) اتهامات جديدة بسبب مصافحة رجل، بعد أن تم الحكم عليها مسبقًا بالسجن لمدة 12 عامًا بسبب رسوم كاريكاتورية مسيئة للسياسيين الذين يتحكمون في السيدات بشأن تحديد النسل واعتبارهن مثل الحيوانات، حيث تقضي عقوبتها حاليًا خلف القضبان.
وذكرت منظمة العفو الدولية أن فرغداني صافحت محاميها محمد موغيمي في السجن، وأنه تم اتهامها بعلاقة جنسية غير شرعية وسلوك غير لائق.
وحُكم على الفنانة في أيار / مايو الماضي في المحكمة الثورية في طهران بالسجن 12 عامًا وتسعة أشهر بتهمة إهانة أعضاء البرلمان من خلال رسومها المسيئة لهم، وهو أمر يعتبر ضد الأمن القومي ويساعد في نشر الدعاية المسيئة لنظام الحكم مع إهانة رئيس الجمهورية وقائدها الأعلى، فيما يعتقد الخبراء أن هذا الحكم يتجاوز الحد القانوني لهذه الجريمة والتي يبلغ أقصى عقاب لها في العادة سبعة أعوام وستة أشهر.
من جانبها أوضحت منظمة العفو الدولية أن الفنانة الإيرانية تواجه الآن اتهامات جديدة بإقامة علاقة جنسية مع محاميها موغيمي، بعد أن زارها في السجن وصافحها، في 13 حزيران / يونيو الماضي، حيث تم توقيف المحامي، وأطلق سراحه بعد ثلاثة أيام بعد أن دفع كفالة 40 ألف إسترليني، وأنه من المقرر أن يحاكم الاثنين على تلك التهم في الوقت المناسب.
واعتقلت فرغداني في البداية بعد مداهمة الحرس الثوري لمنزلها في آب / أغسطس الماضي، وزعمت الفنانة أن عناصر الحرس الثوري هجموا على منزلها واقتادوها معصوبة العينين، واستولوا على ممتلكاتها الشخصية، وأخذوها إلى سجن سيء السمعة في طراهن، وهو سجن "إيفين"، وتم وضعها في الحبس الانفرادي بدون محام أو أحد أفراد أسرتها وفقا لما ذكرته منظمة العفو الدولية.
ورجع محامي الفنانة بعد الإفراج عنه بكفالة في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، إلى السجن مرة أخرى بعد اتهامه بمناقشة التعذيب والضرب الذي تعرضت له الفنانة علنًا على يد السجانين، حيث نشرت فرغداني فيديو على "اليوتيوب" يوضح سوء التعامل الذي تعرضت له في السجن، والذي يتضمن استجوابًا لمدة تسع ساعات يوميًا لمدة ستة أسابيع مع تعرضها للضرب، كما أنها نشرت رسالة مفتوحة تناشد فيها المرشد الإيراني الأعلى آية الله خامنئي على موقع "الفيس بوك" وتطالبه فيها بإعادتها إلى زنزانتها.
وأعيد توقيف الفنانة مرة أخرى في كانون الثاني / يناير من هذا العام، واتبعت نظام الإضراب عن الطعام احتجاجًا على ظروف سجنها، وأوضح محاميها أنها تعرضت إلى نوبة قلبية وفقدت الوعي بسبب إضرابها عن الطعام في شباط / فبراير.
وأفادت نائب مدير منظمة العفو الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسيبة حاج صحراوي "لا ينبغي أن يسجن شخص بسبب فنه أن نشاطه السلمي، حيث عوقبت الفنانة بالسجن بسبب رسوم كاريكاتورية ساخرة للعدالة، وهذه الأحكام قاسية وظالمة وهو ما يشير إلى اتجاه مقلق في إيران في ظل تصاعد عقوبة التعبير عن الرأي والمعارضة السلمية".
وأوضح أقارب الفنانة الإيرانية الذين تلقوا تهديدًا بالقتل منذ اعتقالها، أن الفنانة تعتزم الاستئناف ضد هذا الحكم القاسي، حيث يعرف القاضي الذي أصدر هذا الحكم بـ "قاضى الموت" ويدعى " أبو القاسم صلواتي"، بسبب شهرته في إصدار عقوبات قاسية في البلاد.
ويعرف هذا القاضي بقسوة أحكامه، وخصوصًا على الصحافيين والفنانين والمدونين والنشطاء السياسيين، وبالتالي يعلو اسمه في مظاهرات المحتجين في الشوارع التي تم سحقها بوحشية خلال الانتخابات الإيرانية العامة في 2009.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر