كتل منحوتة تُبرز كيف كانت تبدو الملكة حتشبسوت قبل تغيير صورتها إلى رجل
آخر تحديث GMT 15:25:17
المغرب اليوم -

العلماء توقعوا أنَّها محاولة لمحو الإناث الفرعونيات من التاريخ

كتل منحوتة تُبرز كيف كانت تبدو الملكة حتشبسوت قبل تغيير صورتها إلى رجل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كتل منحوتة تُبرز كيف كانت تبدو الملكة حتشبسوت قبل تغيير صورتها إلى رجل

اكتشف علماء الآثار عددًا من القطع المنحوتة التي ربما تعود لمبنى غير معروف عن المكلة حتشبسوت والتي يبينها على شكل أنثى
القاهرة ـ سعيد الغمري

إستمر حكم الملكة حتشبسوت لأكثر من عقدين من الزمن، إلَّا أن التاريخ نسى إمرأة قوية مثلها في عالم الرجال، وأن العديد من المعالم التي خلفتها المكلة القوية التي حكمت وإعتبرت كملك وملكة في ذات الوقت دمرت، وأصبحت صورها كامرأة نادرة للغاية, وإكتشف مؤخرًا علماء الآثار العديد من القطع المنحوتة التي ربما تعود إلى مبنى غير معروف من عصر الملكة والذي ظهر فيه كيف تغيرت صورتها, وإستطاع معهد الآثار الألماني في جزيرة الفنتين بأسوان أن يعثر على كتلة واحدة تشير الى تغير شكل المرأة كي تصبح رجلا، وكيف خدشت وشوهت نقوش تحمل إسمها، وأوضح الخبير في الآثار المصرية الدكتور محمد عفيفي أن المبنى يحتوي على كتل ربما أقيمت في السنوات الاولى من حكمها قبل أن يبدأ الجميع بالإشارة لها على أنه ملك ذكر.
كتل منحوتة تُبرز كيف كانت تبدو الملكة حتشبسوت قبل تغيير صورتها إلى رجل

كتل منحوتة تُبرز كيف كانت تبدو الملكة حتشبسوت قبل تغيير صورتها إلى رجل

ووصلت المكلة حتشبسوت إلى العرش في 1437 قبل الميلاد وتغير إسمها من النسخة النسائية حتشبسوت الذي يعني السيدات النبيلات إلى النسخة الذكورية "حتشبسو"، وإستطاعت هذه الملكة أن تحافظ على أكثر الحضارات تقدمًا في العالم القديم، وإستولت على العرش من ابن زوجها الشاب تحتمس الثالث في خطوة غير مسبوقة وأعلنت نفسها فرعونًا على مصر, وارتدت الملكة الملابس التقليدية من أجل تعزيز مكانتها كأول حاكمة أنثى مثل لباس الرأس واللحية المستعارة كما فعل كل الفراعنة الذكور في مصر، ويعتقد أنها حافظت على ملكها لأكثر من عقدين من الزمن قبل أن تموت في 1458 قبل الميلاد، إلَّا ن كل المعالم التي ذكرت إسم حتشبسوت وتحتمس محيت وإستبدلت كل التأكيدات على شخصيتها الأنثوية بصور لملك ذكر وهو زوجها المتوفي تحتمس الثاني.
كتل منحوتة تُبرز كيف كانت تبدو الملكة حتشبسوت قبل تغيير صورتها إلى رجل
وعثر على عدد قليل من المباني من هذه المرحلة المبكرة من حياتها المهنية حتى اليوم، من بنيها تلك الموجودة في الكرنك، مما جعل هذه الكتل الجديدة نادرة للغاية، وصرحت هيئة الآثار المصرية أن البناء المكتشف حديثا يسلط الضوء على عهد مبكر للملكة وعلى عصر تحتمس الثالث الذي كان يعرف باسم نابليون مصر بسبب حملاته العسكرية, وأشار المدير الميداني للبعثة الأثرية فيليكس أورنولد أن المبنى يعود على الأرجح للإحتفال بمهرجان الإله "خنو".
كتل منحوتة تُبرز كيف كانت تبدو الملكة حتشبسوت قبل تغيير صورتها إلى رجل
وإكتشفت قبر الملكة حتشبسوت هوارد كارتر الذي اكتشف المقبرة الشهيرة للملك توت عنخ أمون، وعثر على مومياء واحدة في الداخل ولم تكون واضحة المعالم عندما وجدت لأول مرة، إلا أن العلماء أكدوا على أنها تنتمي إلى ملكة من خلال تحليل الأسنان، وأشاروا إلى أنها كانت تعاني من السمنة المفرطة بسبب أسنانها الفاسدة وثدييها المتدلي.
كتل منحوتة تُبرز كيف كانت تبدو الملكة حتشبسوت قبل تغيير صورتها إلى رجل
وصرح كبير علماء الآثار المصرية زاهي حواس في عام 2007 " أن هذا أهم إكتشاف في وادي الملوك منذ إكتشاف مقبرة الملك توت عنخ أمون، وواحدة من أعظم المغامرات في حياتي، فالملكات مثل حتشبسوت ونفرتيتي وكليوباترا قد شغلت بالنا كثيرًا، ولكن حتشبسوت كانت الملك والمكلة الأروع، فجاء حكمها خلال عهد الأسرة الـ18 في مصر القديمة والتي تتصف بالإزدهار."

وفكك المبني حديث الإكتشاف لاحقا، وكان أكثر من 30 كتله منه وجدت في أساسات معبد خنون نيكتانيبو الثاني وهو فرعون حكم بين 360 و 342 قبل الميلاد، وإكتشفت بعض الكتل في مواسم التنقيب السابقة على يد أعضاء المعهد السويسري، ولكن هذه الكتل الوحيدة التي ظهرت فيها المكلة كامرأة في وقت مبكر من حياتها.

ويمكن إعادة بناء المبنى الذي يضم غرفة للإله خنوم محاطا بأربعة أعمدة من جميع الجهات الأربعة، وهناك نسخ أخرى من هذا الاله بعضها على شكل سيدة وأخر موجود في النوبة، وأشارت السلطات المصرية " يمكننا اضافة المزيد لمعرفتنا لتاريخ المكلة حتشبسوت والمعتقدات الدينية التي كانت سارية في جزيرة الفنتين خلال فترة حكمها."

وعاشت الملكة حتشبسوت في العصر الذهبي لمصر، وكانت يحظر عليها إعتلاء العرش بالرغم أنه تحمل النسب الملكي، ولكن آلهة مصر كانت تفرض مرسومًا بأن دور الملك لا يمكن أن تحققه امرأة على الرغم من أن الفرعون بحاجة الى ملكة تحكم معه، ورفضت حتشبسوت هذه الفكرة وإدعت أنها كانت متزوجة من ملك الالهة وبالتالي حيث لها الجلوس على العرش كما أي فرعون سابق.

وإعتلت العرش في عام 1473 وغيرت إسمها من النسخة النسائية حتشبسوت إلى النسخة الذكورية "حتشبسو" وكانت تزين معابد الآلهة بصورها كما يفعل الفراعنة، وارتدت ملابس الفراعنة مثل اللحية، وحكمت شؤون البلاد بينما يحيط بها الخدم الذكور، ومع ذلك تظهر التمثايل السابقة في فترة حكمها انها تحب العباءات الضيقة، وكانت أول ملكة امرأة تهيمن على مصر القديمة.

وتبعتها المكلة نيفرتيتي ثم الملكة كليوبترا بعد 1500 عام ولكنها لم تتخذ لقب الفرعون لنفسها، إلا أنها أظهرت طموح لا يرحم ومثابرة استثنائية في العصر الذي عاشت فيه، وأطلق على المكلة حتشبسوت أعظم امرأة في التاريخ، وأصرت على أحقيتها بالحكم من والدها الفرعون تحتمس الأول، ولكن كان لهذا الفرعون العديد من الأبناء الذين توفوا فقرر أن يسلم العرش لإبنته، إلا أنها تزوجت أخوها الأصغر غير الشقيق والذي أصبح تحتمس الثاني وعندها أصحت ملكة، وكانت الزيجات بين الأشقاء عادة في تلك الأيام، وتظهر مومياء الملك أنه كان يعاني من مرض جلدي بشع.

وأصبحت حتشبسوت الوصي على ابن زوجها، إلا أنها في غضون عامين فرضت سيطرتها على عاصمة البلاد طيبة وإرتدت اللحية المستعارة، ولسنوات عديدة يبدو أنها وابن زوجها عاشوا براحة مع هذا الترتيب، فيما كان هو متحمس دائما لحياته العسكرية حيث يلقبه الخبراء باسم نابليون مصر.

ويشتبه المؤرخون أن حملاته كانت ذريعة للهروب من تأثير عدم رحمة زوجة أبيه وقوة شخصيتها، وأصبح في سنينه الأخيرة يخشى على حياته منها، وفي غيابه بنت المعابد على شرفها وزينت بنقوش كثيرة حتى إستطاعت أخيرًا أن تستعيد الحكم, وتوفيت في سن ال50 بسبب السرطان، وكان يجب أن تدفن في معبد بالقرب من وادي الملوك، ويبدو تحتمس الثالث انتقم منها، فدفنها في موضع أقل شأنا، وعاش أكثر منها بحوالي 40 عامًا ويبدو أنه ساهم في حملة لمحو إسمها من التاريخ.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتل منحوتة تُبرز كيف كانت تبدو الملكة حتشبسوت قبل تغيير صورتها إلى رجل كتل منحوتة تُبرز كيف كانت تبدو الملكة حتشبسوت قبل تغيير صورتها إلى رجل



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب
المغرب اليوم - استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب

GMT 09:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدّر ميدان

GMT 05:47 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

3 لاعبات من الحسنية في المنتخب المغربي النسوي

GMT 03:03 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

وعود صينية تٌضمد جراح أسهم شركات الألعاب

GMT 20:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سوني تطلق سماعة أذن لاسلكية بسعر منافس جدًا

GMT 13:05 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أغرب حالات الولادة في الحيوانات

GMT 06:47 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العراق يقلّص زراعة محاصيل الشتاء إلى النصف

GMT 06:37 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفضل المعالم السياحية في "إيبوه" الماليزية

GMT 00:27 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

معرض V & A دندي واحدٌ مِن أجمل المتاحف في العالم

GMT 06:01 2014 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

أشغال الجلد الطبيعي مميزة للغايّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib