إبراهيم عبدالمجيد يحتفل بـأداغيو منغمسًا بشدة داخل النفس
آخر تحديث GMT 08:14:00
المغرب اليوم -
استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان الجيش الروسي ينفذ هجومًا بالصواريخ والطائرات المُسيرة على مدينة أوديسا مما أسفر عن مقتل شخصًا وإصابة عشرة آخرين على الأقل حارس منتخب تونس أمان الله مميش يرتكب خطأ فادحاً خلال مواجهة مدغشقر في التصفيات المؤهلة لكاس أمم إفريقيا 2025 زلزال قوي يضرب إندونيسيا بلغت قوته 6.5 درجة على مقياس ريختر زلزال بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر يضرب ولاية ملاطيا وسط تركيا اليويفا يفرض غرامات على الاتحاد الفرنسي لكرة القدم والإسرائيلي عقب الأحداث التي وقعت أمس في باريس ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية وفاة الأميرة اليابانية ميكاسا أكبر أعضاء العائلة الإمبراطورية عن عمر يناهز 101 عاماً
أخر الأخبار

إبراهيم عبدالمجيد يحتفل بـ"أداغيو" منغمسًا بشدة داخل النفس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إبراهيم عبدالمجيد يحتفل بـ

"أداغيو"
القاهرة ـ المغرب اليوم

يطغى الجو "الميلودرامي" في رواية "أداغيو" للدار "المصرية اللبنانية"، للكاتب المصري إبراهيم عبدالمجيد، الفائز بجائزة "كتارا" للرواية العربية، على ما سواه من عناصر؛ إلا أنّ هذا الطغيان لم يجعل من النص كئيبا وسوداويا تماما؛ إنما فتحه على أسئلة وجودية، حول الموت والحياة والمرض ومباهج الحياة واضمحلالها.

وتأملت الرواية في علاقة الحب التي تربط زوجا بزوجته، وتقصت في الحب نفسه، عندما لا يكون هناك وجود لآخر تشاركه، كما تعمقت في أحوال الجسد، عند لحظة تاريخية له، حين يفقد نضارته وعنفوانه ويؤول إلى جثة هامدة، ويختبر عبد المجيد هشاشة الكائن في مواجهة المرض والفناء، ويزج بالذات في تجربة ملؤها الألم وشقاء الروح، الذات التي تتشبث بالحياة وملذاتها، من خلال عدم تصديق أنّ الموت يمكن له أن يأخذ في لحظة، سببَ سعادتها وفحوى وجودها.
 في المقابل يواصل صاحب "الإسكندرية في غيمة" الكتابة انطلاقا من فضائه الأثير، الإسكندرية، مستمرا في تلمس الخراب ومعاينة الفوضى التي تضرب كل شيء، ليتنقل من جسد آيل إلى الموت، حتى مكان تندثر معالمه الحيوية يوما بعد يوم.
ويرفض الشخصية الرئيسة في الرواية سامر، فكرة أنّ زوجته وحبيبته عازفة البيانو الشهيرة ريم، ستموت وتتركه وحيدا، وحتى اللحظة الأخيرة يُظهر مقاومة عنيدة للحقيقة التي تتبلور ملامحها مع تقدم المرض الخبيث في الجسد الذي طالما لبّى نداء شهواته وخبر أسراره، طوال حياة مفعمة بالبهجة ومتع الدنيا التي عاشاها معًا خلال تجوالهما في مدن العالم.

ولم يستسلم رجل الأعمال وتاجر التحف سامر، ولو مرة واحدة، وبقي يعيش وهما كاذبا أنّ الحياة لا بد عائدة إلى الجثة الجامدة التي يتعهدها بالرعاية والنظافة، كأنما تحول تشبث سامر بزوجته حية، إلى تمسك بحياته، حياته معها، إذ بفراقها ستموت كل لحظة مبهجة انغمرا فيها، وكأنما بموتها ستذوي روحه وتفقد الأشياء أيَّ معنى لها.
وما أن يكتشف الأطباء المراحل المتأخرة التي بلغها مرض "العضال"، أخبروه بألا فائدة من العلاج وأنه لم يتبقَّ لها سوى أيام، حتى يقرر مغادرة القاهرة إلى الإسكندرية، في إصرار نبيل على أن يعتزل الجميع ويعيش معها وحدها لحظاتها الأخيرة، داخل مسكنهما في العجمي، لتمضي الأيام، يتأمل التغييرات التي تطرأ على جسدها، بينما يبدل ملابسها وينظف بعناية جسدها من الإفرازات.

وتبدأ الرواية التي تتكون من 20 فصلا، بعد أن دخلت ريم في غيبوبة، وتنتهي بتشييع جنازتها على إيقاع الموسيقى الحزينة، يعزفها موسيقيون من الأوبرا جاؤوا خصيصا لهذا الغرض، وتسلك الرواية مسارين أساسين، تجمع فيهما بين هموم الذات وأسئلتها المعقدة التي تطاول أشياء كثيرة، وبين العالم الخارجي وما يشهده من تحولات.
وبالنسبة إلى المسار الأول، ينشغل فيها سامر بريم، في داخل "الفيلا" الفاخرة التي تزين جدرانها لوحات كبار الرسامين وصور عظماء الموسيقيين، ويلبي حاجاتها، مرة ينظفها ويغير ثيابها، وتارة ثانية يعزف لها مقطوعات موسيقية، سواء التي تحب أن تصغي إليها، أو تلك التي عزفتها لعشاق موسيقاها، وخلال هذا المسار، يراقب بكثير من الأسى، الجسد الذي كان فتيا يفيض بالمباهج، ليراه يترهل ويفقد جماله ويتلاشى إغواؤه، بينما تنفتح الذاكرة وتتشعب على حياة عريضة مليئة بالمسرات.

أما المسار الثاني، فيعاين الفضاء الخارجي والخراب الذي ينخر فيه رويدا رويدا، من تسرب المياه وتغلغلها في أساسات "الفيلا"، منذرة بسقوطها، مرورا بانتشار البنايات العالية إلى تفشي السرقة، وتتلمس الرواية، في هذا المسار، التحول الذي حدث في العجمي، إذ لا مكان للبهجة هنا، فالمياه الراكدة تعيث في كل شيء، والأحياء والشوارع الفاخرة في الخمسينات، هجرها أصحابها وأصبحت أكثر عشوائية من أي مكان آخر، لتفقد سحرها القديم، حيث غيرتها البيوت الكثيرة والبنايات العالية وأحالتها إلى فوضى.
ولا يتصور سامر في عزلته، حياته خالية من رفيقة عمره، فيبقى حتى اللحظة الأخيرة يعيش أمل أن تعود العافية إلى جسدها الذي نهشه "السرطان" وجعله كومة من الذكريات، وحده يجترها في أيامه ولياليه، بعيدًا من الأصدقاء الذين أخفى مكانه عنهم، ولم يستطع اختراق هذه العزلة سوى صديقة ريم وبديلتها في العزف حين غيابها غادة،؛ إلا أنها أيضًا عاشقة لسامر الذي يعرف هذا الحب الذي تكنه له؛ لكنه لم يمنحها ولا سواها، من نساء كثيرات كن يرغبن فيه، الفرصةَ للانفراد به، حتى عندما كانت ريم تسافر لتحيي حفلات موسيقية.

بيد أن مجيئها في هذا الظرف الخاص، كسر من مقاومته لها في ما مضى، ستعزف له غادة الموسيقى التي كانت تعزفها له ريم، وتساعده في العناية بالجسد المريض، ويستسلم أخيرا، تحت ضغط الجسد وحاجاته فينغمسان في الممارسة الجنسية، وعلى غير المتوقع، ستنتاب غادة مشاعر مضطربة، وتطلب منه عدم الجلوس معها بينما هي تعتني بريم، ثم تقرر فجأة العودة إلى القاهرة، تاركة إياه مع حبيبته التي تبرد جثتها يوما بعد الآخر.
في المسار الأول، لا المرض يتوقف ولا الزوجة تصحو من غيبوبتها، وفي الثاني، يفشل سامر ومعه العمال في محاصرة المياه التي يبدو أنها تغلغلت تماما في سكنهما، ليواجه الخراب المزدوج، مرة يطاول حبيبته ويواصل افتراس روحها وجسدها، ومرة ثانية يتسلل إلى منزله والفيلات المجاورة له، الخراب الذي يبلغ أوجه بموت ريم فبمجرد خروج جثمانها على أنغام "أداغيو" تلك المقطوعة الشهيرة التي تنسب إلى الموسيقي الإيطالي ريمو غيازوتو، وتأخذ الرواية اسمها منها، حتى تنهار خلفهم "الفيلا"، في إشارة لا تخلو من معنى، ورمزية تحيل إلى موات شامل يطاول الإنسان والمكان في آن.
والرواية التي تحتل الرقم 16 في المشروع الروائي لإبراهيم عبد المجيد، استطاع من خلالها تحويل ألم شخصي، عاشه، إلى عمل خلاق وتجربة إنسانية تمسنا جميعًا، بدت شديدة الانسجام، بعيدة من الثرثرة الروائية، شخصياتها قليلة ولغتها مشدودة، في حين جاءت حركة السرد سلسة، تغذيها فيوض من التفاصيل والحكايات التي لا يخلو بعضها من المرح، خصوصًا التي يرويها السائق عثمان، الشخصية التي عبرها كسر إبراهيم عبدالمجيد، الإيقاع البطيء للرواية، بسبب هيمنة أجواء المرض ومناخ الحزن.
وينجح إلى حد كبير، بجعل الموسيقى مكونا أساسا في الرواية، ليس لأن ريم موسيقية شهيرة،  إنما لأن الطابع "الميلودي" الذي يهيمن على الرواية يفرض تعاطي موسيقي مع الحدث، وأظهر ولعا بالموسيقى العالمية، تحديدًا، وأفصح عن معرفة بتكنيكها ورموزها، ومن هنا لا عجب أن تأتي الرواية في هيئة مقطوعة موسيقية، أو قطعة شعرية مؤثرة، تحتفل بالحياة والبهجة وتعلي من شأنهما، حتى حينما تغوص في المشاعر العميقة التي يخلفها الفقد وخسران الأحبة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إبراهيم عبدالمجيد يحتفل بـأداغيو منغمسًا بشدة داخل النفس إبراهيم عبدالمجيد يحتفل بـأداغيو منغمسًا بشدة داخل النفس



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 05:49 2022 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الطرق العصرية لتنسيق الجينز الفضفاض

GMT 18:53 2022 السبت ,05 شباط / فبراير

الوداد يكتفي بالتعادل أمام إتحاد طنجة

GMT 18:18 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib