هبوط سعر النفط يهزم الخلافات السياسية بين السعودية وإيران ويدفعهما للتعاون
آخر تحديث GMT 03:32:01
المغرب اليوم -

"النقد الدولي" يحذر من انتهاء الاحتياطي النقدي للرياض خلال 5 أعوام

هبوط سعر النفط يهزم الخلافات السياسية بين السعودية وإيران ويدفعهما للتعاون

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - هبوط سعر النفط يهزم الخلافات السياسية بين السعودية وإيران ويدفعهما للتعاون

سيدة إيرانية تقوم بتزويد السيارة بالنفط في الوقت الذي صدقت فيه إيران بالموافقة على اتفاق لخفض إنتاج النفط
الرياض - سعيد الغامدي

دفع هبوط سعر النفط العالمي كلٌ من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية إلى الدخول في "تحالف الأعداء" والعمل سويًّا من أجل تدارك التداعيات السلبية لهذا الانخفاض، وذلك رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والخلافات الاستراتيجية بشأن الأزمتين اليمنية والسورية.

ويتصور البعض أن تأييد إيران للخطة التي تبنتها المنافس الإقليمي اللدود وهي المملكة العربية السعودية من أجل تحقيق الاستقرار في أسعار النفط العالمية، قد يكون بمثابة انقلاب دبلوماسي لصالح الرياض، ومع ذلك، فإن دعم طهران لتجميد إنتاج النفط لم يكن بناءً على رغبة جديدة في إعادة التقارب السياسي بقدر قبول العدو الأكبر ألا وهو "الانهيار في أسعار السلع الأساسية".

 وبعدما تم إغراق الأسواق بالنفط الخام في الوقت الذي تراجع فيه الطلب بسبب التباطؤ في النمو المتوقع من المستوردين الرئيسيين مثل الصين، فإن الأوقات العصيبة تتطلب اتخاذ تدابير قاسية، وعند النظر إلى إيران والسعودية، نجد أنهما من المتنافسين في إنتاج النفط ولكنهم على جانب آخر خصمين في السياسة الإقليمية.

وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران في كانون الثاني/ يناير الماضي في أعقاب الاعتداء على سفارتها في طهران، وذلك خلال الاحتجاجات التي جاءت على خلفية إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في المنطقة الشرقية من المملكة، كما تتعارض سياسة البلدين تجاه تناول قضايا الحروب في سورية واليمن من ناحية التنافس الاستراتيجي والعداء الطائفي.
وعلى الرغم من هذه الخلفية الجغرافية السياسية غير الواعدة، فقد كانت هناك تحركات إيجابية من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن إنتاج النفط، إذ ارتفع سعر مزيج خام برنت إلى 7.5% عقب اجتماع وزير النفط الإيراني بيجان زنجانيه، الذي امتد لنحو ساعتين مع بعض نظرائه داخل منظمة أوبك للتصديق بالموافقة على العقد الذي تبنته السعودية قبلها بيوم مع روسيا التي لا تندرج ضمن الأعضاء في المنظمة.

وأكدت إيران أنها تدعم التدابير التي تساعد على استقرار السوق وضبط أسعار النفط الخام، على أن زنجانيه لم يتطرق إلى إمكانية قيام إيران بالحدّ من إنتاجها الخاص، فقد كانت تمتلك رابع أكبر احتياطيات نفطية في العالم وتفاخرت في السابق برغبتها في رفع سقف إنتاجها من النفط، في أعقاب التوصل إلى إتفاق بشـأن برنامجها النووي في كانون الثاني/ يناير الماضي ورفع العقوبات التي كانت موقعة عليها.

ولا تزال الرؤية غير واضحة في الوقت الحالي بالتحديد بشأن ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، حيث ذكر المسؤولون في السعودية وروسيا أن الإنتاج سيتوقف عند مستويات كانون الثاني/ يناير الماضي حال انضمام بلدانٍ أخرى بما فيهم إيران، بينما توصلت المملكة إلى عقد صفقة مماثلة خلال فترة الثمانينات فقط لترى روسيا وغيرها من البلدان تتراجع عن التزاماتها، ما أجبر الرياض على خفض إنتاجها من 10 ملايين برميل يوميًا إلى 2.5 مليون مع تأثير طفيف في الأسعار.

هبوط سعر النفط يهزم الخلافات السياسية بين السعودية وإيران ويدفعهما للتعاون

وواصل سعر مزيج خام برنت ارتفاعه الأسبوع الماضي ليصل إلى نحو 36 دولار للبرميل، وذلك في أعقاب التصريح الصادر عن إيران على الرغم من البيانات الجديدة الصادرة، أخيرًا، من الولايات المتحدة الأميركية وتظهر حجمًا أكبر من المخزونات النفطية عن أي وقتٍ مضى، ومن ثم فإذا كانت هناك زيادة في سعر برميل النفط عن الشهر الماضي الذي سجل 28 دولارًا، إلا أن هذا السعر يبقى بعيدًا جدًا عما سجله سعر برميل النفط في حزيران/ يونيو 2014 والذي سجل 115 دولارًا.

ويرى تجار النفط والمستثمرون أن التطورات التي جرت الأسبوع الماضي تعطي بادرة الأمل على نحوٍ متزايد من أن الدول المنتجة ستبذل قصارى جهدها من أجل النهوض بأسعار برميل النفط مرةً أخرى، ومع ذلك، فإنه من غير المرجح انتهاء التناحر السياسي والديني واسع النطاق بين المملكة العربية السعودية وإيران في وقتٍ قريب، حيث تتمتع الأخيرة بالشرعية في العالم الإسلامي السُني بحكم سيطرتها على مكة المكرمة وتنظيم شعائر الحج، بينما تعد إيران منارة للشيعة في كل مكان.

ويشتهر العرب والفرس بالذكريات الطويلة مع التحيز، وإن كان في العصر الحديث قد بدأ العداء مع اندلاع ثورة 1979 ونمت بعد الحرب على العراق العام 2003، حيث قامت إيران في الآونة الأخيرة بنشر الحرس الثوري الخاص وحزب الله في لبنان إضافة إلى المسلحين الشيعية من العراق وأفغانستان وباكستان؛ من أجل الإبقاء على بشار الأسد في السلطة في دمشق، في حين يرى المسؤولون في السعودية تورط طهران في دعم المتمردين الحوثيين، وتصف طهران الرياض بالحاضنة للمتطرفين المتشددين.

وأبدت المملكة العربية السعودية مخاوف من تداعيات الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، في الوقت الذي صاحبت فيه استراتيجية المملكة بضخّ ما يزيد عن 10 ملايين برميل نفط يوميًّا وتخفيض أسعار النفط الخام في الأسواق الرئيسية حدوث نتائج عكسية، وقيل إن السعودية التي تعد أكبر بلد مصدرة للنفط في منظمة الأوبك تحتاج أن يصبح سعر برميل النفط 100 دولار من أجل تغطية التزاماتها الهائلة في الإنفاق العام، بينما حذر صندوق النقد الدولي من أن الاحتياطي النقدي الذي تمتلكه الرياض سينتهي في غضون خمسة أعوام عند سعر 50 دولارًا للبرميل ما لم يتم اتخاذ خطوات لزيادة الضرائب أو خفض الإنفاق التي بدأت به بالفعل.
وشهدت المملكة العربية السعودية في الأشهر...

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هبوط سعر النفط يهزم الخلافات السياسية بين السعودية وإيران ويدفعهما للتعاون هبوط سعر النفط يهزم الخلافات السياسية بين السعودية وإيران ويدفعهما للتعاون



GMT 08:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس بنك المغرب يقرر خفض سعر فائدته الرئيسي إلى 2,5 في المائة

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib