لندن ـ كاتيا حداد
هبط الجنيه الاسترليني الاثنين، إلى أدنى مستوياته في أكثر من سنتين أمام سلة مرجحة بالتجارة، بفعل استمرار المخاوف من احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما قد يؤدي إلى تفاقم الفجوة غير المسبوقة في ميزان المعاملات الجارية.
وأظهر مسح أجراه «معهد أوبينيوم» لحساب صحيفة «أوبزرفر» ونشرته في عدد أول من أمس، أن 43 في المئة من المشاركين يؤيدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في مقابل 39 صوتوا لمصلحة بقائها فيه. ومن المقرر أن يعقد الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد في 23 حزيران (يونيو) المقبل.
ويخشى المستثمرون في أنحاء العالم من أن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي قد يهدد تدفق الاستثمارات الأجنبية بكميات كبيرة على بريطانيا، وهي الاستثمارات التي تحتاجها لندن لتمويل العجز في ميزان المعاملات الجارية، البالغ خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي والذي يعد من بين الأكبر في الدول المتقدمة. وعادة ما يؤدي اتساع الفجوة في ميزان المعاملات الجارية إلى إضعاف العملة خلال فترة من الزمن في ظل زيادة التدفقات الخارجة من البلاد بوتيرة أكبر من التدفقات الواردة إليها.
وانخفض الجنيه الاسترليني 0.1 في المئة إلى 1.4225 دولار، في حين تراجع اليورو قليلاً إلى 79.90 بنساً، وهو مستوى لا يبعد كثيراً عن مستوى الذروة الذي بلغ 80.20 بنساً الجمعة الماضي، وهو الأعلى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2014. وأدى هذا إلى هبوط مؤشر الاسترليني المرجح بالتجارة إلى 84.1 وهو أدنى مستوى منذ أواخر 2013. وسجل المؤشر أسوأ فصل منذ أواخر 2008 من كانون الثاني (يناير) إلى آذار (مارس).
وارتفع الدولار المتعثر من أدنى مستوياته في خمس سنوات ونصف سنة، مدعوماً بهبوط أسعار النفط والنحاس، ما أضعف العملات المرتبطة بالسلع الأولية وأعطى دفعاً للعملة الأميركية، بعدما سجلت أسوأ أداء أسبوعي لها في شهرين. وكان الدولار النيوزيلاندي الخاسر الأكبر بين عملات الدول المتقدمة، في ظل ارتباطه الوثيق بأسعار السلع الأولية، حيث انخفض 0.9 في المئة أمام نظيره الأميركي. وهبط الدولار الأسترالي 0.7 في المئة.
وساهم ضعف تلك العملات في صعود مؤشر الدولار الذي يقيس أداءه في مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 0.2 في المئة إلى 94.706 بعدما سجل 94.319 الأسبوع الماضي. وهبط اليورو 0.2 في المئة إلى 1.1364 دولار ليبتعد أقل من سنْت عن أعلى مستوياته في خمسة أشهر ونصف شهر البالغ 1.1438 دولار الذي سجله الجمعة. ولم يتأثر اليورو بشكل يذكر ببيانات أظهرت انخفاض أسعار المنتجين في منطقة اليورو أكثر من المتوقع في شباط (فبراير).
ولم تغير بيانات قوية عن سوق العمل في الولايات المتحدة، الاعتقاد السائد في السوق بأن مجلس الاحتياط الفيديرالي (البنك المركزي الأميركي) قد يرفع أسعار الفائدة مرةً واحدة فقط هذا العام إن لم يرفعها مطلقاً. وأظهرت البيانات ارتفاع عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية الأميركية بواقع 215 ألف وظيفة الشهر الماضي.
وهبطت أسعار الذهب أمس بعد نشر بيانات قوية عن الوظائف في الولايات المتحدة، ما عزز إقبال المستثمرين على المخاطرة إضافة إلى استقرار الدولار، في وقت استمر الغموض بشأن توجهات مجلس الاحتياط في ما يتعلق بأسعار الفائدة. وانخفض الذهب 0.6 في المئة في المعاملات الفورية إلى 1215.13 دولاراً للأونصة، في حين نزل 0.4 في المئة في العقود الأميركية الآجلة تسليم حزيران، إلى 1218.20 دولاراً للأونصة.
وشهدت أسعار المعدن الأصفر أكبر ارتفاع فصلي في نحو 30 سنة في المعاملات الفورية في الربع الذي انتهى في آذار، حيث زاد أكثر من 16 في المئة بفعل تكهنات بأن «المركزي» الأميركي لا يستعجل تطبيع أسعار الفائدة لكنه انخفض باتجاه مستوى 1200 دولار المهمّ، بعد تصريحات من مسؤولين في المركزي تصب في مصلحة رفع أسعار الفائدة.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى هبطت الفضة 0.3 في المئة إلى 14.98 دولاراً، في حين انخفض البلاتين 0.2 في المئة مسجلاً 952.40 دولاراً، والبلاديوم 1.2 في المئة ليقفل على 558.60 دولاراً.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر