هنالك وضع مرفوض في المغرب من طرف جميع الناس ومن الملك ومن كافة الوزراء والزعماء والسعداء والتعساء، وغير مقبول أيضا، حتى من المنطق والتاريخ والتطور والواقعية، ويتعلق بكرة القدم.. وهو أن تفوز " زامبيا " بكأس أمم أفريقيا، في هذا الزمن، ولا يفوز بها المغرب منذ 41 سنة.. من يقدم لنا إجابة شافية..؟ ولا واحد على ما يظهر لي يغامر بالرد الشافي..
وأنا في هذه الحلقة سأحاول ـ من باب الاقتراح التضامني ـ أن أقدم ما يمكن أن يساعد كرتنا لتحتل القيادة الفعلية للكرة في أفريقيا..
لما تستب لمنتخب كافة الشروط ليكون فريقا سائدا في محيطه، ولا يفعلن ما ذا يعني ذلك..؟
البقية في مكان آخر.
يعني أنه يعاني من خصاص:
المنتخب المغربي يتوفر على كامل الضمانات ليكون الأول في أفريقيا:
• هيكلة تقنية تنافس أ شهر التعهدات في دول أروبا.
• لاعبون من مستويات قادرة على مواجهة كامل المنافسات.
• مدرب من عيار كفء.
• إمكانيات حاضرة لكل المتطلبات.
• جماهثر بعشرات الآلاف تسانده من غير شح أو تردد.. الخ
• منتخب له كل هذا ولا يحقق العلامة المرسومة له، لا شك أنه يعاني خللا منزويا في مكان كيانه .. فما هو ..؟؟
قبل الرد، أروي لكم حكاية لها علاقة بمقترحاتي، رغم أنها حكاية دامية للشعور:
سنة 1974، صرح الكومندان المهدي بلمجدوب في مدينة فاس ـ بصفته كاتبا عاما لجامعة كرة القدم، وناخبا وطنيا بالجامعة، لميكريفون الإذاعة الذي كنت أحمله بما يلي: "..لا يعقل أبدا أن يأتي للمنتخب لا عب يخاف على رجليه، أو يجري 5 كيلومترات في 90 دقيقة. وأضاف: احْنا كنا كنقتلو روحْ على 5000 فرنك.." . وكانت النتيجة المرة لهذا التصريح، أن عوقب بلمجدوب عقابا قاسيا من طرف الجينيرال مولاي حفيظ العلوي..سأذكر تفاصيله في مناسبة قادمة..
ما هو الشرط دون سواه، للسفر إلى روسيا والفوز بكاس أمم افريقيا..؟
• لازم علينا لزاما قويا، تعويد عقلية اللاعبين المغاربة على التعايش مع الفوز دون سواه. لذا أقول لكل مسؤول أو صاحب قرار: أنه يسهل وضع أي شخص على جهاز رياضي، أو الإتيان بأغلى مدرب في الدنيا لمنتخب الكرة، أو تشتري نتيجة دولية بكلفة باهظة، أو تغري لاعبي المنتخب بمئات الملايين من الدراهم، لكنها جميعها تدابير مؤقتة تنتهي حياتها بانتهاء الهدف.. لكنه صعب أن تكوّن لاعبي منتخب من أصحاب الفنيات العالية تتوفر فيهم عقلية الفوز، أي يعتادون على الفوز في محيطهم الجهوي أو التصنيفي مهما كانت الأحوال.
ولتحقيق هذا المطلب الصلب، لا بد لنا ـ وهنا أخاطب السيد فوزي لقجع وجهاز المنتخب ـ العمل بكل الوسائل لأن نستدرج لاعبينا لتقمص هذه العقلية داخل المنتخب، لأن مبادئ تلك العقلية وصلتهم قواعدها وهم في فرقهم، ولكن وجودَهم في فرق صغيرة، لا يسمح لهم بفرض العقلية التي نتحدث عنها. بينما نرى أن التحقاهم بالمنتخب الوطني، هو فرصتهم الوحيدة لفرض قرارات الفوز في دون سواه منداخل العقل والإرادة، لأنهم يلعبون بجانب أفراد يماثلونهم ولهم نفس الرغبة. كلهم متعطشون لعقلية الفوز في فريق كبير هو المنتخب، ويقابلون مستويات أعلى من مستويات فرقهم وهي المنتخبات الأفريقية، ويتنافسون على أهداف عالمية لا تتيحها لهم نيس أو تورينو أو لاس بالماس أو ستوك سيتي. وأول خطوة للوصول إلى مرمى التعود على الفوز، هو التخلي عن خطبة موسى بن نصير:
مباراة حياة أو موت
الراية أمامكم والنشيد الوطني وراءكم.
الجميع موافق على مكافأتكم بما تستحقون من غير حساب.
جلالة الملك يرضي عليكم ويشجعكم.
راه الخصم خايف منكم.
وهذه العبارات دميعها تعني الخوف من المنافس.
بدل ذلك، ينبغي إقناعهم ـ بالموس ـ بقيمة عقلية الفوز، عقلية المغامرة بكل شيء بهدف الفوز.. حين أقدم لهم شريطا عن عقلية الفوز بكل المعدات لدى الآخرين " فيديرير أو هاميلتون أو بيتير ساغان أو بيرتي فوكس أو فلويد مايذر.
وأوضح لهم أن عقلية الفوز وحدها تقرب للألقاب العظيمة، وليس الاكتفاء بثروة مهما كانت ثقيلة... الألقاب في الريال وبرشلونة و باييرن والمنتخب الجيرماني، جاءت عن طريق لاعبين يتوفرون على عقلية الفوز، وهنا أستحضر أن الريال فازت بلقبين متواتريرن، لعصبة الأبطال من غير أن تكون هي الأقوى.. لسبب وحيد، هو أن عقلية الفوز في دار الريال أقوى منها في باقي أندية أروبا.
وأضيف لهم أن عقلية الفوز هي التي ترفع اللاعب من مستوى إلى مستوى أكبر، ومن سومة إلى سومة.
الآن باري سان جيرمان صرفت ما قيمته قوت دولة، ولن تربح عصبة الأبطال ما لم تقدر على تربية لاعبيها على عقلية الفوز.
قبل الوداع أدلي بشهادة تاريخية في الموضوع: ثلاثة لاعبين مغاربة عرفتهم في حياتي كانو ينفردون بعقلية الفوز: بوجمعة الكاك ـ م إدريس الماص ـ وع الله باخا الجيش..
حظ وتوفيق لمنتخبنا في باقي رحلته نحو الكريملين.