شاركت أرامكو السعودية في فعاليات مؤتمر الإسكان العربي الرابع الذي انطلقت فعالياته أمس بالرياض، كشريكٍ استراتيجي، باستعراض تجربتها في تطوير المجمعات السكنية المتكاملة والمستقبلية بشكل يدعم الخطط الوطنية للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
ويتزامن عقد مؤتمر الإسكان العربي الرابع مع الدورة 33 لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب، الذي يتمحور حول تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتطوير قطاع الإسكان.
ويهدف المؤتمر إلى التعريف بدور الجهات المعنية في تحقيق الرؤى الوطنية في مجال الشراكات في الإسكان، وأهمية تعاون كل من القطاعين العام والخاص، ومناقشة السياقات التنظيمية والقانونية والتمويلية.
وأوضح النائب الأعلى للرئيس للتشغيل وخدمات الأعمال في أرامكو السعودية المهندس محمد بن محسن السقاف في كلمته خلال المؤتمر, أنه مع وجود نحو 400 مليون مواطن في عالمنا العربي، منهم نحو 50 % أو أكثر من فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة، مبيناً أن التحديات والضغوط متصاعدة لتمكين هذه الملايين من الحصول على مساكن ملائمة، خلال فترة مناسبة وبتمويل ميسر، مبيناً أنه رغم صعوبة هذه الأهداف إلا أنها قابلة للتحقيق، ولا يمكن أن تتحقق بشكل فعّال إلا من خلال تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأفاد أن أرامكو لديها تجربة مضيئة نتج عنها تأسيس برنامج رائد لتملك البيوت وتطوير الأحياء السكنية, مبيناً أن هذا البرنامج عمره الآن 65 عاما، وتم خلاله بناء 65 ألف مسكن نوعي, مفيداً أن استراتيجية أرامكو في هذا البرنامج تقوم على أربعة ركائز وهي تطوير مناطق وأحياء سكنية نموذجية للموظفين، وتوفير المقومات الأساس لهذه الأحياء من مدارس وبنية تحتية نموذجية، واستخدام برنامج تملك البيوت، وآليات القروض المرتبطة به، لاجتذاب الموظفين المتميزين، والمحافظة عليهم، والشراكة الفاعلة بين القطاعات الحكومية.
وعد السقاف مشروع حي " أجيال " السكني الذي تقوم أرامكو السعودية بإنشائه حالياً في منطقة جنوب الظهران، نموذجاً فريداً في مجال التطوير العمراني, مبيناً أن هذا الحي يمتد على مساحة تقدر بأكثر من 10 ملايين متر مربع، متوقعاً أن تتجاوز كثافته السكانية 80 ألف نسمة عند اكتمال جميع مراحله"، منوهاً أن هذا المشروع ينفذ بالشراكة بين أرامكو السعودية (القطاع الخاص)، والقطاع العام ممثلاً في أمانة المنطقة الشرقية، ووزارة الإسكان، وأكثر من 10 جهات أخرى حكومية وشبه حكومية.
مما يذكر أن مشاركة أرامكو السعودية في المؤتمر تأتي في إطار التزامها ببناء مجتمع آمن ونابض بالحياة يعزز الجهود الوطنية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. حيث تضع الشركة، منذ بدأت في إنشاء المجمعات السكنية المتكاملة في عام 1935م، نصب عينيها مستقبل المجتمع السعودي، وتعرض تجربتها في هذا المؤتمر كنموذج يُحتذي به في تأسيس مجتمعات فاعلة ومتفاعلة تُبرز دور الإنسان والمكان معاً في التنمية.
وقدمت أرامكو السعودية، منذ أول مشروع سكني قامت به وحتى أحدث مشاريعها السكنية تحت الإنشاء، (مشروع أجيال السكني)، آلاف الوحدات السكنية والتمويل السكني والبنية التحتية لتأسيس مجتمعات سعودية ناجحة, حيث تنطلق الشركة من التزامها الراسخ تجاه مستقبل أفضل للمملكة والمشاركة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة يوفر بيئة داعمة للتفاعل والتعاون البناء بين أفراد المجتمع.
ولدى أرامكو السعودية حالياً 5 آلاف وحدة سكنية تقريباً تحت الإنشاء في مدينتي الجبيل والدمام، بالإضافة إلى مشاريع توسعة المجمعات السكنية الحالية, كما قدمت الشركة التمويل السكني لـ 65 ألف موظف منذ عام 1951م وحتى الآن، لمساعدة الموظفين على بناء أو شراء المسكن المناسب، من خلال برنامجها الخاص للتمويل السكني.
وتحرص أرامكو السعودية على تأمين مقومات النجاح في المجمعات السكنية التي تقوم بإنشائها، وتضع الكثير من عناصر التكامل في الحسبان عند التخطيط لتلك المجمعات، حيث تراعي المعطيات البيئية والمتطلبات المستقبلية المختلفة مثل البنية التحتية، والمرافق الصحية، والترفيهية، والتعليمية, وقد أنشأت أرامكو السعودية 140 مدرسة حول المملكة كعناصر أساسية في مجتمعاتها، وقدمت كذلك 800 فصلاً دراسياً ذكياً لدعم جهود تطوير برامج العلوم والرياضيات، بالإضافة إلى الكثير من المشاريع والبرامج المختلفة التي تؤسس لمجتمعات فاعلة وصحية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر