تونس ـ حياة الغانمي
شارك مهندس الديكور توفيق الباهي من عاصمة الأغالبة القيروان، في تصميم ديكور الفيلم الأماني "الأصدقاء الخمسة"، وهو الديكور الفرعوني الذي صمّمه بمهارة فائقة، وأثار إعجاب الفريق الألماني إنتاجًا وإخراجًا، حيث عمل مع عبد اللطيف بن عمار في "نغم الناعورة" و"النخيل الجريح" ورباعية "خطى فوق السحاب" و"صندوق عجب" و"ديما براندو" لشقيقه رضا
وفيلم "خشخاش" لسلمى بكار و"فيلا الياسمين" لفريد بوغدير وسيناريو سارج مواتي و"ديكتا شوت" لمختار العجيمي، بجانب العديد من الأعمال التلفزيونية، من بينها "طاولة وكراسي" وفوازير "رمشة عين" التي أنجزتها شركة "CTV" للتلفزة الوطنية، والكثير من الأفلام الأجنبية من بينها "الشمس المغتالة" لعبد الكريم بهلول و"بنت كلثوم" لمهدي شارف.
وحصل توفيق الباهي على جائزة "أفضل ديكور" عن فيلم "Bousculade"، لسوسن صاية وطارق الخلادي في مهرجان الأقصر، درس سنة واحدة في كلية الطب لكنه غيّر وجهته نحو الهندسة المدنية في باريس وعاد بعد ذلك إلى تونس وأسّس شركة خاصة في الإشهار وعمل موضبًا عامًا في "الساتباك" لكنه تعرّض إلى حادث كاد ينهي حياته، وغادر تونس سنة 1984 نحو ألمانيا، موطن زوجته ليعمل في مجال تصميم الديكورات للمحلات التجارية ليعود بعد 5 سنوات إلى تونس محملا بتجربة متنوعة في مجال السينما في التوضيب العام والمونتاج لكنه ظل ينتظر فرصته كمهندس ديكور حتى سنحت له أخيرًا في "نغم الناعورة" لتتتالى بعده الأفلام التونسية والأجنبية،
وفي رصيده اليوم أكثر من ثلاثين فيلمًا عمل فيها كمهندس للديكور. وأوضح الباهي في مقابلة خاصّة مع "العرب اليوم"، أنّ "تونس تمتلك العديد من الديكورات الطبيعية المتنوعة إذ يمكنك أن تصور أفلاما عن الجزائر وفيتنام ولبنان ومصر وكأنك فيها"، وعن سبب تأخر شهرته، قال الباهي إنه إنسان واقعي، يعرف قانون اللعبة ويقبل به، واعتبر أن مخرج الفيلم هو بمثابة قائد الأوركسترا له تصوّر للفيلم ويسعى كل من حوله من تقنيين لتقديم أفضل ما لديه ضمن هذا التصوّر، وفي تقديره أنّ الديكور الناجح هو الذي لا يلفت انتباهك، حيث لا ينبغي أن يكون الديكور جزءًا منفصلا عن الفيلم بل هو جزء منه وفي خدمة التصوّر العام، الانسجام والتناسق مطلوبان ضمن مكونات الفيلم.
وأشار الباهي إلى أن أغلب الأفلام التي عمل فيها كمهندس ديكور ظهر فيها كممثل سواء في أفلام تونسية أو أجنبية، وقد قدّم شخصية الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل في فيلم أميركي " Deadline" وشارك في فيلم عبد اللطيف بن عمار وقدم شخصية شهريار في فيلم أنتجته قناة "arte"، وقال انه خجول لكنه أمام الكاميرا يتخلّص من هذا الخجل، وعن كيفية إقناع المنتجين العالميين بالعودة إلى تونس، قال إن شركات التأمين لا تشجع المنتجين على الحضور إلى تونس متى كانت غير آمنة، مضيفًا أنه لا بدّ أيضا أن تتحرّك الإدارة وتتفاعل إيجابيًا مع متطلبات السينما العالمية، من حيث الديكورات، وأنّ تونس ما زالت بكرًا وفيها مناظر طبيعية رائعة. وعن أسباب غياب ديكورات كبيرة في أفلام تونسية، بيّن الباهي أنها مسألة إمكانيات ومع ذلك هناك أفلام أنجز لها ديكورات ضخمة كما حدث في فيلمي "النخيل الجريح" و"خشخاش".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر