موجة التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل مرشحة للتصاعد وسط غياب آفاق جدية للسلام
آخر تحديث GMT 22:30:21
المغرب اليوم -

موجة التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل مرشحة للتصاعد وسط غياب آفاق جدية للسلام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - موجة التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل مرشحة للتصاعد وسط غياب آفاق جدية للسلام

الوضع الأمنى في دولة فلسطين في ظل الاحتلال الإسرائيلي
غزة - المغرب اليوم

 تدخل موجة التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل عامها الثاني مطلع الشهر المقبل من دون آفاق حقيقية لاستئناف محادثات السلام بينهما ما يهدد بتوسيع رقعة الاشتباك الميداني، بحسب مراقبين فلسطينيين.

وتتواصل منذ الأول من أكتوبر عام 2015 موجة التوتر بين الجانبين مخلفة مقتل 231 فلسطينيا وأردنيا في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، في مقابل مقتل 40 إسرائيليا، بحسب إحصائيات رسمية.

وحمل هذا العام اتهامات إسرائيلية لعشرات الفلسطينيين بتنفيذ عمليات طعن ودهس وحتى إطلاق النار ضد جنود ومستوطنين إسرائيليين، في وقت اتهم فيه الفلسطينيون إسرائيل بتعمد ممارسة عمليات إعدام ميداني واسعة النطاق.

وشهد الشهر الأخير تصاعدا ملحوظا في عمليات التوتر ما أدى إلى مقتل ستة فلسطينيين وشاب أردني وجرح جندي واثنين من عناصر الشرطة الإسرائيلية في كل من شرق القدس والضفة الغربية.

وتطلق الفصائل الفلسطينية المعارضة على موجة التوتر الحالية اسم "انتفاضة"، فيما تصفها السلطة الفلسطينية "بالهبة" الشعبية وتحمل إسرائيل مسؤولية اندلاعها نتيجة استمرار الاحتلال وتعثر عملية السلام.

عمليات فردية

ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي من رام الله هاني المصري، أن ما يجري يمثل "موجة انتفاضية" فلسطينية بمعني أنها "أكثر من هبة وأقل من انتفاضة في ظل ما تشهده من مد وجزر في حوادث التوتر".

ويبرز المصري، أن حوادث التوتر "اندلعت عفوية وفردية من دون قيادة ولا أهداف ولا تنظيم ولا روافع اقتصادية كتعبير ميداني عن استمرار الصراع مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي وممارسته القمعية".

ويشير إلى أن "هذه الموجة خلافا للانتفاضات الفلسطينية السابقة تميزت بخلاف فلسطيني حولها بين رفض رسمي لها كونها تقدم الأطفال والشباب الفلسطيني ضحايا من دون مقابل، وبين تأييد فصائلي سعيا وراء الشعبوية وكسب تأييد الجمهور المتعاطف مع الموجة الانتفاضية".

ويعتبر المصري، أن العائق الأساسي الذي حال دون استثمار الموجة الانتفاضية فلسطينيا ودون اتساعها للتحول إلى انتفاضة مثمرة هو "الرفض الرسمي لأي شكل جدي من أشكال المواجهة مع إسرائيل والرغبة باقتصار الخيارات على نهج المفاوضات وعملية السلام".

لكنه يرى أن لموجة التوتر الحالية فوائد "إذ أرسلت رسالة مدوية جديدة إلى إسرائيل مفادها أن الشعب الفلسطيني لم ولن يقبل استمرار التشرد والاحتلال ولن يجعل سقف مطالبه تحسين شروط العيش تحت الاحتلال".

خطر تزايد التوتر

قابلت إسرائيل الهجمات الفلسطينية بإجراءات يقول الفلسطينيون أنها مشددة وحادة وتضمنت عمليات قتل مباشر لأغلب منفذي تلك الهجمات وتشديد القيود على المناطق السكنية التي خرج منها هؤلاء.

كما يشتكى الفلسطينيون من استمرار تصاعد الأنشطة الاستيطانية ومصادرة أراضيهم وفرض إجراءات "عقاب جماعي" وعزل لتجمعاتهم السكانية وهو ما يقابل بردود فعل تتمثل بتصاعد وتيرة الهجمات بحسب موقفهم.

في المقابل، دفعت إسرائيل بتعزيزات مستمرة من قواتها إلى الضفة الغربية وشرق القدس وحملت السلطة الفلسطينية مسئولية ما تتعرض له من هجمات لممارساتها "التحريض على العنف بدلا من مكافحته".

ويقول الكاتب والمحلل السياسي من رام الله سميح شبيب ل((شينخوا))، إن إسرائيل "رفعت في الأشهر الأخيرة لموجة التوتر من مستوى قمعها واتخاذ إجراءات حادة ضد الفلسطينيين لردع ما تشهده من هجمات فردية".

وينبه شبيب، إلى "واقع أن عمليات الدهس والطعن التي نشهدها هي حالات فردية غير منظمة ويصعب العثور على خيط استخباراتي للتوصل إلى الكشف عن إجرائها قبل وقوعها لأنها عمليات لا تحرك مدروس لها".

ويشير إلى إعلان السلطة الفلسطينية وبشكل واضح أن هذه العمليات هي "عمليات مبررة وفردية في آن واحد، سببها الأساسي هو حالة الاحتقان الشديد داخل المجتمع الفلسطيني أو فقدان الأمل في المستقبل".

ويلفت شبيب، إلى أن إسرائيل في المقابل "تلجأ عبر تفكيرها التقليدي الأمني لرفع مستوى الإعدامات الجماعية وتشديد قبضتها الأمنية رغم إدراكها خطورة حالة الاحتقان ودورها في تصاعد وتيرة هذه العمليات الفردية".

ويحذر شبيب، من أن إسرائيل "تحاول أن تنسى أو تتناسى بأن حالات الاحتقان من شأنها أن تؤسس لانفجارات أعنف وأوسع من عمليات الدهس والطعن وهو ما يهدد جديا بتصاعد وتيرة التوتر لمستوى غير محسوب".

الطرفان يخسران

وإلى جانب مخاطر استمرار الاشتباك الميداني فإن استمرار غياب آفاق حقيقية لاستئناف محادثات السلام يبقي فتيل الخطر الأكبر لإشعال دائرة تصاعد حوادث التوتر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وحمل العام الأول المنقضي من موجة التوتر طرح فرنسا مبادرة لعقد مؤتمر دولي للسلام لحل الصراع وهو ما قوبل بترحيب ودعم السلطة الفلسطينية مقابل اعتراض ورفض إسرائيلي.

ويأمل المسئولون الفلسطينيون حشد دعم الأطراف الدولية لعقد المؤتمر الدولي المنشود قبل نهاية العام الجاري، غير أن رفض إسرائيل وعدم الدعم الأمريكي العلني للمبادرة يبقي شكوكا كبيرة إزاء هذا التحرك.

وبموازاة ذلك سعت روسيا إلى المبادرة لاستضافة عقد لقاء ثنائي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من دون أن يكتب لها النجاح حتى الآن.

ويتبادل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي الاتهامات إزاء المسئولية عن استمرار تعثر جهود استئناف عملية السلام بينهما وسط تمترس واضح من كل طرف وراء مواقفه وما يعتبره شروط للمفاوضات من الطرف الآخر.

ويعتبر المحلل السياسي والوزير السابق في السلطة الفلسطينية أشرف العجرمي، أن استمرار الفراغ السياسي يبقى عامل تهديد رئيس في تصاعد حوادث التوتر الميدانية وغياب أمل حقيقي بحل الصراع.

ويقول العجرمي ل((شينخوا))، إن إسرائيل "تخسر لعدم انتهازها الفرصة بالذهاب إلى عملية سياسية واقعية تفضي إلى حل الدولتين الذي ينهي الصراع وبمراهنتها على عنصر الوقت الذي يقود إلى إدامة الصراع وتعقيده فقط".

ويضيف "كما أن القيادة الفلسطينية تخسر لأنها لا تقوم بواجبها بتهيئة الظروف لتدخل دولي فاعل بترتيب الأوراق الفلسطينية واستعادة الوحدة الداخلية لإقناع المجتمع الدولي بأن الظرف الفلسطيني ناضج لدولة ذات سيادة قادرة على القيام بواجباتها بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بعد تحقيق السلام".

ويعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة بالقوة وهو ما يضعف وفق ما يجمع المراقبين موقفهم ميدانيا وسياسيا في مواجهة إسرائيل. /نهاية الخبر

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موجة التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل مرشحة للتصاعد وسط غياب آفاق جدية للسلام موجة التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل مرشحة للتصاعد وسط غياب آفاق جدية للسلام



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 13:53 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

لجين عمران تروج لماركة حقائب شهيرة

GMT 17:42 2023 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

أفكار جديدة لديكورات غرف المكاتب المنزلية

GMT 05:48 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

تعرفي على "الصيحة" الأكثر رواجاً لتصاميم مطابخ 2019

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

أفكار لاستخدام "أسرّة الأطفال" في المساحات الصغيرة

GMT 20:54 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

عزيز بوحدوز يطلب من الجمهور المغربي أن يسامحه
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib