وجدة – إدريس بن عيسى
أوردت "وكالة المغرب العربي للانباء"، أن بيتر فام نائب رئيس مجموعة "التفكير الأميركية "أتلانتيك كاونسل"، مدير "أفريكا سنتر" التابع لها، أكد أن المغرب يمثِّل بفضل امتداده متعدد الأشكال في أفريقيا، تحت القيادة الرشيدة للعاهل المغربي الملك محمد السادس، نموذجا قويًا لتعاون ثلاثي الأطراف مع الولايات المتحدة في القارة الأفريقية. وقال فام في لقاء نُظم الثلاثاء في واشنطن، لتقديم دراسته الاستراتيجية بعنوان: "الاستراتيجية الأميركية في أفريقيا الجديدة"، إن "المملكة التي كانت أول أمَّة تعترف بالولايات المتحدة، والتي تجمعها بواشنطن أقدم معاهدة صداقة توقعها أميركا من بلد آخر، تمثل نموذجًا قويًا لتعاون ثلاثي الأطراف تستفيد منه القارة الأفريقية". وأضاف أن هذا التعاون الثلاثي أضحى ضروريًا، بالنظر إلى أن المغرب أصبح اليوم قوة إقليمية بفضل امتداده متعدد الأبعاد في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والروحية، وفي مجال حفظ الأمن بإفريقيا.
ولاحظ أن هذا الامتداد المغربي تعزَّز بالإعلان السبت الماضي في أبوجا، خلال حفل ترأسه الملك محمد السادس ورئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية، محمدو بوخاري، عن مشروع ضخم لخط أنابيب للغاز يربط بين نيجيريا والمغرب، مرورًا بعدة بلدان في غرب أفريقيا. وذكر بأن المغرب يعدُّ أول مستثمر في غرب أفريقيا والثاني في مجموع أنحاء القارة. وأكد الخبير الأميركي، في هذه الدراسة الاستراتيجية، التي كتب تقديمها مستشار الرئيس أوباما في مجال الأمن القومي، الجنرال جيمس جونز، أن هناك إمكانيات هائلة لتعزيز هذا التعاون الثلاثي، مذكرا بأن المغرب والولايات المتحدة وقعتا في آب/أغسطس 2014 مذكرة تلتزم بموجبها الرباط وواشنطن بدعم القدرات الإقليمية وتعزيزها خاصة في مجال تكوين العاملين في أجهزة الأمن المدني للبلدان الشريكة في منطقتي المغرب العربي والساحل، من خلال تعبئة الخبرات المتبادلة في مجالات مثل تدبير الأزمات، وأمن الحدود والتحقيقات. وفي مقدمة هذه الدراسة الاستراتيجية، أشار بيتر فام إلى أن أفريقيا اضطلعت بدور رئيسي في النشأة السياسة الخارجية للجمهورية الأميركية الفتية، مذكرا بأن "السلطان محمد الثالث" كان أول ملك يعترف سنة 1777 باستقلال المستعمرات الثلاث عشرة التي انفصلت عن الإمبراطورية البريطانية.وتابع أنه تم بعد ذلك توقيع معاهدة سلام وصداقة سنة 1786 من قبل رئيسين أميركيين، هما توماس جيفرسون وجون آدامز”، مبرزًا العلاقات العريقة الاستثنائية التي تجمع البلدين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر