الرباط - المغرب اليوم
كشفت السلطات بعض التفاصيل الدقيقة عن حياة مُهشّم جماجم المشرّدين في أغادير، فهو مِن مواليد عام 1989، في مدينة "وانداس" بإقليم بني ملال، أعزب، غادر فصول الدراسة منذ التاسعة أساسي (الثالثة إعدادي حاليا)، وكان يدرس في قرية "تيزي نيسلي" في القصيبة ببني ملال، ويحسن القراءة والكتابة، عاش حياة قاسية في طفولته، حيت الفقر والتهميش، مما جعله يفكر في مغادرة مقاعد التحصيل بعدما استعصى على عائلته مسايرة استكمال مشواره الدراسي.
بدأ مهشّم الجماجم مشواره الاجرامي في سن مبكرة، ليختار حياة الشارع بعيدا عن مسقط رأسه في مدينة بني ملال، وبعدها أحيل على مركز حماية الطفولة بعد أن ارتكب جريمة الضرب والجرح، وبعد 13 عاما التي قضاها بالإصلاحية صار "سلوكه عدوانيا بعد مغادرته للمركز".
هجر بيت والديه في بني ملال، واختفى عنهم لسنوات من دون أن تعرف أسرته مكان وجوده لينطلق بعدها في مسار جديد، ويعيش حياة التشرد لأكثر من عشر سنوات بعد مغادرته مركز حماية الطفولة، وأصبح يتنقل بين مناطق تارودانت وأغادير وشيشاوة والأوداية مشيا على الأقدام، من دون أن يستعمل وسائل النقل، إلا في حالات محدودة، وصار يخالط المشردين ويقبل على مواقعهم ويعاشرهم، ولم يتبث في مجريات التحقيق أن المتهم قد تعرض لأي اعتداء جنسي في طفولته.
واصل مهشّم رؤوس المشردين، مساره الإجرامي، ليصبح أكثر عدوانية ضد فئة المشردين التي عاش وسطها سنوات، قبل أن يبدأ مخططه في إزهاق الأواح، بعد أن نفذ أكثر من جريمة في مناطق متعددة، حيرت السلطات الأمنية، وتطلب الأمر شهوراً لتحديد هويته، بل تم توقيفه في المرة الأولى وإخلاء سبيله، ليصل عدد ضحاياه قبل اعتقاله 8 مشردين تم قتلهم بنفس الطريقة باستعمال الصخور.
وتعود أولى الجثث التي سقطت على يد المتهم، للأسبوع الأول من العام الماضي (2017)، حينما عثرت مصالح الشرطة القضائية في المنطقة الإقليمية لأمن بيوكري (أشتوكة آيت باها) على جثة متشرد يتجاوز عمره الخمسين عاما، ينحدر من قرية لكفيفات في أولاد تايمة (تارودانت)، على مقربة من أرض خلاء مقابلة للحي الصناعي في المدينة. وأوقف المتهم 12 مارس/ آذار الماضي، وأحيل على مصالح الشرطة القضائية في ولاية أمن أغادير لتعميق البحث معه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر