الرباط - وسيم الجندي
أرجع مجموعة من المهتمين بالمنظومة الأمنية في طنجة، أن العامل الأساسي في إبعاد والي أمن عاصمة البوغاز مولود أخويا عن مهامه، من طرف عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني، وفي هذا الظرف تحديدًا، يعود إلى عدم خضوع المعفي من مهامه، لمجموعة من القرارات الصادرة من جهات عليا، في ظل تحكم الفاعلين السياسيين في عدة قطاعات حيوية، فيها أن تظل في منأى عن غير أي تأثير خارجي، سواء القضاة، أو رجال الأمن بمختلف الرتب، الدرك الملكي، القوات المسلحة الملكية، وغيرها من المهن لمرتبطة باستقرار الوطن.
وما يزكي هذه الفرضية الصراع الخفي على نيل والي أمن جهة طنجة تطوان الحسيمة، بين مولود أخويا، المعتمد على كفاءته وخبرته وحنكته الميدانية، عندما كان عميدًا ممتازًا في الشرطة القضائية في المنطقة الأمنية الثانية بني مكادة، فرئيسًا للمنطقة الأمنية في سلا، ونائبًا لوالي أمن العاصمة الإدارية للمغرب.
ولا أدل على ذلك عمل مولود أخويا، على إرجاع الأمن والطمأنينة في صفوف الساكنة، بمحاربته لكل أنواع الجريمة، بالتصدي لمجموعة من المحاولات الإرهابية، في عاصمة البوغاز، بحكم الاعتماد على خطة استباقية، تعتمد على جمع معلومات مستفيضة عن أي طرف مشتبه فيه، هذا ما وقع عند اعتقال المواطن التشادي الموالي لتنظيم "داعش"، وفي حوزته أكياس بلاستيكية في مقر إقامته في إحدى الشقق المفروشة في المدينة، فضلًا عن السرعة القياسية في اعتقال الجناة، الذي نفذوا عمليات القتل أو السرقة، وما شابه ذلك، وخير دليل على هذا عدم تجاوز أربع ساعات من اعتقال مرتكبي جريمة قتل بائع المجوهرات في حي الحداد في بداية شهر شباط/ فبراير الماضي.
وأثبت فشل المقاربة الأمنية في مدينة الحمامة البيضاء، من محمد الوليدي، والي أمن تطوان، المستمد قوته من الياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بالمقابل يقوم الوليدي بالتستر على كبار مروجي المخدرات، المحسوبين على العماري، المتخذين مقر سكناهم بجوار القصر الملكي في تطوان، دون إغفال كثرة السرقة والتجارة في المخدرات في معظم الأحياء، بمن فيها جوار المؤسسات التعليمية، ولعل النقطة التي أفاضت الكاس وجعلت كل ساكنة تطوان، تصنف الوليدي بالفاشل في مهامه هي جريمة مسجد الأندلس ف حي الملاح، التي راح ضحيتها ثلاثة أفراد من بينهم إمام مسجد.
ولعل سبب تهاون والي أمن تطوان يرجع بالأساس في تلقيه الدعم المطلق من طرف الياس العماري، الذي أعطى أوامره لتعيينه بمنصبه، ووعده كذلك بتنصيبه على رأس ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، لذلك تم عزل مولود اخويا من مهامه بحجية كثرة المتربصين بالملك، أثناء تجواله في مدينة ذات البحرين، في سيارة مكشوفة، رفقة مستشاره الخاص وزميله في الدراسة فؤاد علي الهمة، أحد مؤسسي حركة لكل الديمقراطيين التي تحولت إلى حزب الأصالة والمعاصرة، المدعوم من طرف الهمة صديق العماري، لكي يحتل مرتبة أولى في الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية المقبلة، بغية كبح جماح تمدد وتقهقر حزب العدالة والتنمية في جميع مدن وبادي المغرب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر