أبوظبي - سعيد المهيري
شهدت منطقة المارينا في أبوظبي مساء الأربعاء عملية رصد مفتوحة لظاهرة القمر الأزرق العملاق، من خلال مرصد الإمارات الفلكي المتحرك، الذي أقيم خصيصا لإتاحة الفرصة أمام أعداد كبيرة من سكان أبوظبي لمشاركة سكان العالم متابعة الحدث الفلكي الناجم عن توازي الشمس مع القمر مع كوكب الأرض، بحسب نزار سلام رئيس المرصد، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء، والذي أكد أن الخسوف الذي شهده العالم أمس نجم عن وقوع الشمس والأرض والقمر على استقامة طردية واحدة وتكون الأرض في المنتصف، وحينما يدخل القمر في ظل الأرض تحجب عنه أشعة الشمس ويقع أسيرا في ظل الأرض فلا يصبح مرئيا بشكله المعتاد.
وقال إن الخسوف الكلي المقبل سيكون يوم 28 يوليو/تموز من عام 2018، وسيكون مرئيا بالكامل من دولة الإمارات لمن فاته الحدث ولم يستطع مشاهدة خسوف مساء الأربعاء.
ظاهرة فلكية نادرة
وعبّر الكثير من الحضور عن ابتهاجهم بحضور هذه اللحظة المهمة ومتابعة ظاهرة فلكية نادرة الحدوث، والاستماع الى شرح من رئيس مرصد الإمارات الفلكي المتحرك عن هذه الظاهرة وبعض المعلومات عن عالم الفلك والنجوم، خاصة وأنه تم تنصيب المرصد في مكان حيوي على كورنيش أبوظبي، ما أتاح للأفراد من كل الأعمار معايشة هذه التجربة الفريدة على أرض العاصمة، سواء من هواة الفلك أو الأفراد العاديين.
واعتبر الحضور أنهم من المحظوظين لمشاهدة الخسوف أمس، لأنهم يعيشون في الإمارات، كون الظاهرة الفلكية بدت في آخر جزء منها في المنطقة الشرقية من العالم العربي، خاصة الإمارات وسلطنة عمان، بينما تابع سكان المحيط الهادي وشرق آسيا عملية الكسوف كاملة.
مصطلح “القمر الأزرق”
وقال إبراهيم الجروان الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية، مساعد مدير المركز، إنه تم رصد الظاهرة الفلكية وكانت المرحلة الجزئية منه في الساعة 11:48 بالتوقيت العالمي (15:48 بتوقيت الإمارات)، حتى ينتهي في 15:12 بالتوقيت العالمي (19:12 بتوقيت الإمارات)، واستمر وقوع القمر بمنطقة ظل الأرض “كلية خسوف القمر” مدة 77 دقيقة، من 12:52 حتى 14:08 بالتوقيت العالمي (16:52 - 18:08 بتوقيت الإمارات).
وأضاف أن ذروة الخسوف في 13:30 بالتوقيت العالمي (17:30 بتوقيت الإمارات)، وشوهد في البلاد مع غروب الشمس وطلوع القمر في الساعة 18:02، وقد انجلت مرحلة كلية الخسوف القمري، فيما شوهدت الظاهرة الفلكية في دول شرق آسيا وأستراليا منذ بدايتها، وبحلول منتصف الليل في جزر المحيط الهادي، وقبل الفجر في غرب أميركا الشمالية.
وأشار الجروان إلى أن مصطلح “القمر الأزرق” المتداول عالميًا، ذكر في ثلاثينيات القرن الماضي بإحدى المجلات الفلكية الشهيرة وعرف بأنه “البدر الثاني” في الشهر الواحد، وكان التعريف السابق هو “البدر الثالث” في الفصل الواحد المكون من أربعة أقمار مكتملة، ولكل بدر اسم في الثقافة الغربية فأعطي الزائد اسم “الأزرق”، كما نوه إلى أن آخر خسوف للقمر الأزرق العملاق كان في ديسمبر/كانون الأول 1982، وليس كما يشاع في الإعلام بأنه كان قبل 150 عامًا، وذلك التاريخ يشير لأول خسوف مسجل للقمر الأزرق العملاق، وكان في 31 مارس/آذار 1866.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر