أرملة تقدّم رثاءً في زوجها بعد مقتله على يد داعش
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

روايات عوائل من مدينة الموصل في العراق

أرملة تقدّم رثاءً في زوجها بعد مقتله على يد "داعش"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أرملة تقدّم رثاءً في زوجها بعد مقتله على يد

أرملة تقدّم رثاءً في زوجها
بغداد – نجلاء الطائي

دخل داود حودي وحيدًا وخائفًا بعد أشهر من الغياب إلى منزله الذي تركه حين سيطر "داعش" على المدينة لإحضار عدد من الوثائق المهمة، ورثت زوجة الشهيد زوجها بعبارات حزينة وهي تتذكر أخر اللحظات التي جمعتها بزوجها قائلة: أوصلني الى كركوك وقبل أن يعود للموصل لاحضار وثائق مهمة من بيتنا الذي هربنا منه علّقت الصليب في رقبته، ودعوت أمنا العذراء طويلاً أن تحفظه"،  وتابعت الزوجة وهي تبكي " لقد عرف جيراننا بوجوده بالبيت فأبلغوا عنه رجال داعش.. قبضوا عليه، وقطعوا قلادة الصليب من رقبته وأجبروه أن يبتلعها... ضربوه بوحشية حتى صار ينزف من كل مكان وسقط مغمياً عليه.. فمروا بسيارتهم فوق جسده الطاهر وقتلوه، بينما انشغل الجيران بنهب أثاث البيت..!!، مرددة عبارة "الألم لا يموت، بل يتجدد، ولن يسكنه غير الثأر".

أرملة تقدّم رثاءً في زوجها بعد مقتله على يد داعش

 لم يكن حودي إلا واحدًا من بين الالاف الذين قُتِلوا بوحشية على يد "داعش" ومع دخول عملية استعادة مدينة الموصل أسبوعها السادس، يستمر تنظيم داعش في استحداث أساليب وأدوات جديدة في المعركة لإبطاء تحرك القوات العراقية نحو المدينة، نوال بولص التي قطع رأسها بعد تعذيبها بوحشية واحدة ممن امتنعن عن علاج حرجى داعش، إذ لم تكن الشهيدة سوى حمامة بيضاء حاولت ان ترسم للبلاد أبهى صور السلام، وتروي ابنة خال الشهيدة قصة بولص قبل أن تذهب الى جنان الخلد وهي ترفض مساعدة المتطرفين في تدمير بلدها قائلة" اختطفها داعش مع طبيبين من أمام المستشفى الأهلي وسط الموصل.. وبعد ثلاثة أيام عثر الناس صباحاً على رأسها مقطوع ومعلق من الشعر على باب جامع "النبي شيت"..!! عرفنا لاحقاً من أحد الطبيبين المختطفين أن الدكتورة نوال رفضت علاج جرحى داعش، وكانت تلعنهم وتشتمهم وتبصق بوجوههم بكل شجاعة، فاعتدوا عليها وعذبوها وقطعوا لسانها بالسكين، وأذنيها وصدرها، ثم ذبحوها".

 ورثت ابنة خال الشهيدة "أتذكرك كل يوم وقلبي يقطر دماً.. قتلوك وقتلوا كل جميل في حياتنا، لكن يوم القصاص قريب.. فليرحم الله روحك الطاهرة، ويسكنها جناته، ويصبر قلوبنا على مصابنا الأليم"، فيما يرقد حميد والدم يتسرب من ضمادتين ملفوفتين حول جروح بساقيه ناجمة عن انفجار، بعدما عاد إلى منزلهم السابق في منطقة استعادتها القوات العراقية من الموصل لكن لا تزال عرضة للخطر، ويؤكد حميد وزوجته كردية "بالنسبة لعائلتي تضررت .. اثنين من أبنائي قطّعت أيديهما وثالث أخذوه ولا أعرف عنه شيئا وأخي أيضا أخذوه و لا أعرف عنه أي  شيء وابن أخي وابن أختي كل هؤلاء في عداد المفقودين. وأنا أمامك مصاب .. يعني داعش آذانا".

وفي مشهد آخر لمأساة العائلة الموصلية المنكوبة جلس أرام حميد ويده مربوطة بضمادة بعد أن فقدت الإحساس بفعل مخدر أمام حشد ينتظر قطع متشددي تنظيم داعش يده عقاباً له، لكن آل حميد ، الذين حررتهم قوات عراقية من حكم تنظيم داعش في الموصل في إطار مسعى السلطات لاستعادة المدينة، يحملون جراحا أكثر من معظم الأسر الأخرى جراء عامين من الخلافة التي أعلنها المتشددون، وتضاهي مأساة الأسرة التاريخ الحديث للموصل من اقتحام داعش لها في 2014، وفرض الحكم المغالي في التشدد في معقلها الرئيس في العراق وصولاً إلى حملة الجيش العراقي لاستعادتها والتي أدت إلى قتال ضار في أحيائها الشرقية.

وعرض أمام محكمة تابعة لداعش نزاع بشأن شحنات الطحين (الدقيق) اتهم فيهما شقيقان من أسرة حميد قبل أكثر من عام. وكان المتشددون قد أخذوا شقيقا آخر لهما قبل بضعة أشهر، وأعطيت للأسرة وثيقة تقول إنه أُعدم بالرصاص للاشتباه في عمله مع الجيش العراقي لكنهم لم يروا جثته على الإطلاق، ولم ترحم اليد التي يبطش بها "داعش" في الموصل، وقوانينه القاسية أسرة حميد، فقط قُطعت أمام الملأ يد أزاد حميد وشقيقه محمد بزعم السرقة، ويحتفظ أرام على ناقل بيانات (يو.إس.بي) بنسخة من تسجيل مصور يظهر الحادثة آملا أن يحصل يوما ما على شكل من أشكال العدالة.

وقال الأخوان حميد، "إنهما وقعا في خلاف مع تنظيم داعش في مايو/ أيار من العام الماضي، لأنهما كانا يبيعان الطحين لخباز موال للمتشددين لم يدفع الديون المستحقة عليه، وفي يوم من الأيام اقتحم الشقيقان مخبزه لأخذ الطحين عوضا عن المال"، وأوضح أرام أن قضاة تنظيم داعش استدعوهما واحتجزوهما واتهموهما بالسرقة. وحكم عليهما قاض عراقي يعرف "بقاضي الدم" بقطع رأسيهما وصلبهما لكن قاضيًا سعوديًا خفف الحكم إلى قطع اليد.

وأُخذا لاحقًا إلى ساحة عامة حيث جمع تنظيم داعش المئات لمشاهدة تنفيذ الحكم منذ الصباح الباكر. وحقن طبيب معصميهما بمخدر، وفي التسجيل المصور لداعش كان مقاتل من التنظيم أول من عوقب حيث صاح قائلا: "الله أكبر" بعدما قطع متشدد ملثم يده بساطور، ثم جاء الدور على محمد (25 عامًا) ثم أخيرًا قطعت يد أرام بعدما مُدت ذراعه اليمنى على طاولة. وقام متشدد آخر بلف الذراع الدامية بضمادات، ويعلق أرام  البالغ من العمر 21 عامًا على تنفيذ "حد السرقة" به وبشقيقه قائلا: "قاموا بقطع يد أخي أول مرة.. وتلك اللحظة طبعا لن أنساها طوال حياتي.. هذه لحظة مؤلمة.. وبعدها جاء دوري قاموا كذلك بقطع يدي. بصراحة شعور لا يوصف.. تمنيت الموت في ذلك الوقت حتى لا أرى أخي تقطع يده أمامي، الوضع مأساوي صراحة. ما دمت حيا لن أنسى تلك الحظة.. لقد تمنيت أن تخسف القاعة بكل الموجودين… بما فيها نحن".

والآن يتطلع كل من الأخوين المتزوجين واللذين لا يعملان ويعيشان على دعم الأسرة إلى المساعدة من وكالات الإغاثة لتقديم أطراف صناعية لهما. وليس لدى أي منهما أمل يذكر.

أما شقيقهما الأصغر نياض (20 عامًا) فقد سلك طريقا آخر إذ انضم إلى فصيل سني مسلح ترعاه الحكومة ويشارك في حملة الموصل، ونقش نياض على ساعده الأيمن وشما لوجه امرأة شعرها منساب وهي صورة يقول، إنه نقشها تحديا لتنظيم داعش، وأضاف: "رسمت هذه علي يدي لأنه ممنوع من داعش وأنا رسمتها ضد داعش".

وأُجبر الرجال على إطلاق اللحى بأطوال يعتبرها المتشددون إسلامية. والنساء اضطررن لتغطية أجسادهن من رؤوسهن حتى أرجلهن. وبعض الناس ضُربوا لارتكابهم مخالفات وقُتل آخرون بالرصاص ، وصلبت جثثهم أحيانا ، وكلها عقوبات تحددها محاكم التنظيم المتشدد، وعرض نازح في مخيم الخازر خارج المدينة آثار جروح يقول، إنها ناجمة عن اقتلاع أسنانه وشق لسانه عقابا له على التدخين في العلن.

ونفذ "داعش" بصورة منهجية في منطقة محيطة بالموصل  شمال العراق عمليات قتل وأسر واستعباد لآلاف من الأقلية اليزيدية الذين يعتبرهم المتشددون عبدة للشيطان واستهدفوا بلدات مسيحية ودنسوها كما استهدفوا الشيعة الذين يعتبرونهم كفارًا، وعندما اجتاح المتشددون المدينة في منتصف 2014 كان أرام يساعد الأسرة في نشاط شحن الطحين.

وأشار أرام إلى أنه "قبل دخول داعش كانت حياتي مستقرة .. ما شايل (أحمل) هم لأي حاجة .. عايشين الحمد لله .. عندنا دكان صغير نشتغل فيه وأدرس. الحمد الله كنت متفوقًا بدراستي. ودخل داعش 10 يونيو 2014 وقلب حياتنا"، وأضاف: "داعش بالبداية أول ما دخل بحجة الثوار العشائر وبعدها انقلب على المواطنين .. المواطنون في البداية أرادوهم (لكن) انقلبوا على المواطنين بحيث قاموا يعاقبون بقطع الرأس بالسيف و قطع الأيدي والإعدامات صارت بالجملة .. أي منتسب (للجيش) يقوم التنظيم بإعدامه والتعذيب طبعا عندهم لا يوصف .. التعذيب بشكل عديم الإنسانية".

واستعادت القوات العراقية المنخرطة في حملة بدأت منذ تسعة أسابيع بدعم من الولايات المتحدة لسحق تنظيم "داعش" في آخر معقل حضري كبير له في البلاد نحو ربع المدينة، لكن تقدمها كان بطيئًا ومكلفًا، وبينما تستعيد القوات الأرض ببطء يفر النازحون من المدينة ويسترجع أولئك الذين يعيشون في الداخل حياة وحشية في ظل تنظيم داعش الذي يُسيّر شرطته الدينية (الحسبة) دوريات في المدينة ويفرض قوانينه.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرملة تقدّم رثاءً في زوجها بعد مقتله على يد داعش أرملة تقدّم رثاءً في زوجها بعد مقتله على يد داعش



GMT 16:29 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

كامالا هاريس تنتقد ترامب بعد نشرها تقريرا يكشف وضعها الصحي

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل

GMT 14:45 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني بطلة جي مورجان للإسكواش للمرة الأولى

GMT 05:25 2015 الأربعاء ,14 كانون الثاني / يناير

11 حالة إغماء داخل مؤسسة تعليمية في تمارة

GMT 11:44 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمر القزابري يحيي حفل تأبين الوزير الراحل باها

GMT 03:12 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم مثيرة بالأحمر في أحدث إطلالة لها

GMT 13:05 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "إنفينيتي QX80" للمرة الأولى في معرض دبي للسيارات

GMT 20:29 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

صراع الحضارات... اليونان والفرس والعرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib