أصحاب البشرة السمراء يُعانون تمييزًا عنصريًّا في مجال الإعلام البريطاني
آخر تحديث GMT 12:48:46
المغرب اليوم -

يحصل فقط 8 في المائة منهنّ على فُرصة للعمل كصحافيين

أصحاب البشرة السمراء يُعانون تمييزًا عنصريًّا في مجال الإعلام البريطاني

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أصحاب البشرة السمراء يُعانون تمييزًا عنصريًّا في مجال الإعلام البريطاني

أصحاب البشرة السمراء يُعانون تمييزًا عنصريًّا في مجال الإعلام البريطاني
لندن ـ سليم كرم

فهم محررو مجلات النساء أهمية وجود غلاف جيد، وأشارت إحدى الصحف إلى أن الصورة التوضيحية عن تمثال الملكة فيكتوريا المحاط بالنساء اللواتي يتصرفن كنماذج يحتذى بها في المجتمع المحلي، نُسبت إليهن الفضل في دفع مجلة "ذا إنغلتورنس ماغازين" التي تصدرها السيدة بيتونز إلى أفضل الكتب مبيعا في عام 1857، مما أكسبها ممولين أكثر من أي مجلة أخرى في الإمبراطورية الإعلامية.

وأنفق النساء أموالهن على المجلات اللامعة، وبسبب الجهل واللامبالاة لم تبرز هذه المجلات في كثير من الأحيان أيا من تراث الأقليات العرقية السوداء والآسيوية والمختلطة أو أي من الأقليات العرقية الأخرى من غلاف إلى آخر، في حين أن النصيحة المتعلقة بالماكياج والعناية بالبشرة وأساليب الشعر ومنتجاتها كانت لا علاقة لها بهذه العرقيات.

وأظهر بحث جديد قام به فريق بيانات لصحيفة الغارديان البريطانية أن القليل من هذه المجلات بدأ يتغير، على الرغم من استمرار إصدار أغلفة بعض أشهر الصحف الشهرية في المملكة المتحدة لأصحاب البشرة البيضاء بشكل ساحق، ومن بين 214 غلافا نشرها 19 كتابا مبتكرا وهي الأكثر مبيعا في العام الماضي، ظهر 20 لونا فقط، وكان الشهر الأكثر تنوعا هو أكتوبر/ تشرين الأول، عندما أظهرت مجلتان عارضتا أزياء من أصحاب البشرة السمراء، وواحدة أظهرت عارضة أزياء آسيوية على الغلاف، ولكن خلال شهر مارس/ آذار، كانت الأغطية الأمامية لكل مجلة لأشخاص من أصحاب البشرة البيضاء.

تتشابه صور عارضات الأزياء على أغلفة المجلات البريطانية، وعلى مدار العام الماضي نشرت مجلة "جي كيو" غلافان فقط لأصحاب البشرة السمراء، وفي ما يخص المجلات الرجالية نشرت مجلة، "مينز هلث" غلافا واحدا فقط على مدار العام، كما تفتقر أغلفة مجلات الأطفال للتنوع، وبالنسبة إلى مجلات الأطفال التي تم فحصها خلال الدراسة، نشرت 95% من المجلات صورا لأطفال من أصحاب البشرة البيضاء، حتى أن أحد أفلام الأطفال الأكثر شعبية "تمبل سمثنغ" كان يعتمد على أطفال من أصحاب البشرة البيضاء.

ويعد إدراج مجلات الأطفال والرجال في بحث الغارديان تسليطا للضوء بشكل أكبر على حالة التنوع في المجلات، وهي مناقشة تركز عادة على عدد أقل من المجلات النسائية اللامعة، لا سيما المجلة البريطانية، وقال المحرر السابق ألكسندرا شولمان في مجلة "فوغ" بريطانيا "في مجتمع حيث تكون كتلة المستهلكين من أصحاب البشرة البيضاء، وتُباع الأفكار السائدة عموما، ومن غير المحتمل أن يكون هناك ارتفاع كبير في عدد عارضات الأزياء من أصحاب البشرة السمراء".

وعندما تنحى شولمان في عام 2017، جعل الطريق مفتوحا أمام أول محرر من أصحاب البشرة السمراء في المملكة المتحدة، يدعى إدوارد إننيفول، وأعاد إيلينيفول الاهتمام في المجلة بعرقه، وفي غضون ذلك، عادت مجلة "فانيتي فير" في الولايات المتحدة إلى نقدها مرارا وتكرارا بسبب أغلفة أفلامها في هوليوود، حيث صور آني ليبوفيتش التي تصور مجموعة من الممثلين في قائمة "A" التي تهدف إلى تصوير حالة صناعة الأفلام، والتي ركزت على أصحاب البشرة البيضاء، ولكن شهدت السنوات الأخيرة دفعة للتنوع، مع غلاف عام 2017 الذي يضم ممثلين مختلفين من التراث الأيرلندي روث نيغا ولوبيتا نيونغو وغانيل موناي، وأشارت رئيسة تحرير المجلة الجديدة، راديكا جونز، إلى مزيد من التغيير في النية عن طريق وضع لينا وايت، الممثلة والكاتبة من أصحاب البشرة السمراء، والمثليين جنسيا، في طبعة أبريل/ نيسان، لكن بيانات صحيفة الغارديان تشير إلى أن التركيز على التغييرات في مجلة "فوغ"و"فانتي فير" حجب الإخفاقات في أماكن أخرى، كما يقول أحد كبار الشخصيات من خلفية الأقليات العرقية التي تعمل في مجلة أخرى في المملكة المتحدة  "لا تزال الصناعة متجانسة بشكل كبير، ومن الواضح أن تعيين إدوارد في فوغ أمر مذهل، ولكن هذا لا يغير من حقيقة أن المجلات لا تزال تنحاز لأصحاب البشرة البيضاء".

ومن المؤشرات الواضحة على الفشل التاريخي للمجلات اللامعة في لتلبية احتياجات النساء السود والآسيويات، هو انتشار المجلات التي تستهدفهن بشكل مباشر، حيث المجلات العرقية من المجلات العرقية وصولا إلى المنصات السوداء الجديدة مثل "غالماركا" ألمانيا، و"غلام أفريقيا"، وتقول أفوا أدوم، المحررة السابقة في برايد، وهي من أصحاب البشرة السمراء "لم أرَ أحدا أبدا يشبهني في المجلات، وحيث كنت أعيش في أسكتلندا لم يكن هناك أحد يشبهني في أي مكان، اشتركت أمي في برايد، ولهذا السبب أردت أن أعمل هناك منذ تلك السنوات، لأنها كانت المجلة الوحيدة التي رأيتها مليئة بالنساء اللاتي بدأن مثلي".

وعلى الصعيد الدولي، وفقا لموقع Fashion Spot، أصبحت النجومات على أغلفة المجلات أكثر تنوعا من الناحية العرقية، حيث كانت ست من بين أكثر 10 نجومات على أغلفة المجلات العالنية في عام 2017، مثل عارضة الأزياء المغربية إيمان همام، والنجمة صاحبة البشرة السمراء ريهانا، وهذا يجعل نزعة بعض المحررين تتجاوز تاريخيا مكان آخر في صناعة الأزياء.

وترى بعض المجلات أن وجود عارضات أزياء من أصحاب البشرة السمراء على أغلفة مجالاتها تحد من بيع المجلات، ولكن مع تزايد التنوع في المملكة المتحدة، يجب أن ينعكس ذلك على أغلفة المجلات، حيث إن ربع تلاميذ المدارس البريطانية ينتمون إلى الأقلية العرقية، وبالتالي هناك حاجة متزايدة للعمل على هذا، لأن الأطفال يقرأون المجلات وينتقدون محتوياتها وأغلفتها، وهم يستحقون رؤية الأفضل.

إن عدم وجود تنوع بين الموظفين العاملين في المجلات هو مؤشر على عدم المساواة في وسائل الإعلام ككل، ووجد تقرير في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أن 94٪ من الصحافيين هم من أصحاب البشرة البيضاء، مقارنة بـ91٪ من السكان العاملين ككل، وهو رقم لا يأخذ في الاعتبار حقيقة أن العديد من المطبوعات مقرها لندن، حيث لا يمثل سوى 60٪ من السكان البيض.

وهناك أيضا أدلة على أن طلاب الصحافة من أصحاب البشرة السمراء يعانون من عقوبة عرقية معينة في مكان العمل، وتشير الأرقام من عام 2014 إلى 15 إلى احتمال توظيف طلاب الصحافة كصاحفين بعد ستة أشهر من التخرج إلى أن الطلاب البيض لديهم فرصة 26٪ وأن الطلاب الآسيويين لديهم فرصة بنسبة 33٪ ، في حين أن الطلاب السود لديهم فرصة بنسبة 8٪ فقط للعثور على عمل.​

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصحاب البشرة السمراء يُعانون تمييزًا عنصريًّا في مجال الإعلام البريطاني أصحاب البشرة السمراء يُعانون تمييزًا عنصريًّا في مجال الإعلام البريطاني



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل

GMT 14:45 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني بطلة جي مورجان للإسكواش للمرة الأولى

GMT 05:25 2015 الأربعاء ,14 كانون الثاني / يناير

11 حالة إغماء داخل مؤسسة تعليمية في تمارة

GMT 11:44 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمر القزابري يحيي حفل تأبين الوزير الراحل باها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib