تونس - حياة الغانمي
يعاني العاملون في قطاع السياحة التونسي منذ فترة، من العديد من الصعوبات والعراقيل التي أدّت الى تازم السياحة التونسية بشكل عام. ومن بين المشاكل التي كانوا يعانون منها هي توتر العلاقة بينهم وبين المصارف التونسية، حيث لم يتم التوصل الى حل يرضي الطرفين في ما يتعلق بالديون التي لم يتمكن عدد كبير من المهنيين من تسديدها بسبب الازمة، بينما كانت البنوك تصر على استخلاص ديونها. ورغم ان هؤلاء العاملين كانوا يتقدمون بمقترحات الى البنوك يرونها حلاً لمشكل الديون، الا ان هذه الاخيرة كانت ترفض وتطالب بسداد الديون القديمة قبل الحديث عن تعاون جديد واستثمارات اخرى.
لكن وبما انه لكل مشكل حل فقد بدات العلاقة بين الطرفين تتحسن وتسير في طريقها الى الانفراج نحو ارساء تعاون حقيقي يأخذ في الإعتبار ما يمكن أن يلعباه معا من أجل النهوض بالقطاع ومن هناك المساهمة في النهوض بالاقتصاد الوطني .
المصارف تسعى الى التعاون مع المستثمرين في السياحة
وحول هذا الموضوع تمحورت الندوة الصحفية التي نظمتها الجامعة التونسية الجمعة في قصر المعارض بالكرم بمناسبة الصالون الدولي للسياحة . وقد حضر الندوة عدد غفير من أهل المهنة يتقدمهم رئيس الجامعة سابقا رضوان بن صالح وعدد من ممثلي وزارة السياحة التونسية وممثلون عن وكالات السفر. وقدّم خالد فخفاخ رئيس الجامعة وريم بالعجوزة الكاتبة العامة ومنى بن حليمة الكاتبة العامة المساعدة فكرة عن أعضاء المكتب التنفيذي الجديد وعن أنشطة الجامعة بالنسبة إلى سنة 2017 وكذلك عن انطلاق الإستشارة حول الكتاب الأبيض حول موضوع التمويل في القطاع السياحي .
كما حضر سمير سعيّد المدير العام للشركة التونسية المصرفية وأحمد الكرم الرئيس المدير العام لبنك الأمان . وقد اكد المدير العام للشركة التونسية المصرفية إنه لم يعد من مصلحة أي مصرف في تونس أن يتعامل مع القطاع السياحي عن طريق القضاء لأن المصارف لن تربح شيئا في النهاية من تتبع مؤسسات عاجزة عن التسديد وإنه من الأفضل عدم العمل بمبدأ " ما أخسره أنا يخسره غيري " بل التعامل على أساس شراكة قوامها " رابح مع رابح " أو ( Gagnant - Gagnant) . أما السيد أحمد كرم فقد أكّد مرة أخرى أن بنك الأمان لم يرفع شعار " شريككم في النجاح " مجانا بل لأنه يؤمن بالدور الفعال الذي يجب أن يلعبه القطاع البنكي والمالي في مؤازرة مهنيّي قطاع السياحة .
" الحلم "
وعن البرنامج الذي اعده المكتب التنفيذي الجديد لجامعة النزل من أجل إنقاذ القطاع السياحي وإعادة إشعاعه من جديد ،تم التاكيد على انه برنامج ثري ومتنوع..و لأول مرة تقدم الجامعة مقترح حلول يقوم على تمشّ اختياري لمهنيّي السياحة . وقد برمجت استشارة لدى المنخرطين في الجهات في انتظار تبنّي المشروع الذي يؤكد المكتب أنه لا يمثل حلا شاملا بل يمثّل حلّا ملائما لكل حالة . ويهدف الكتاب الأبيض عموما إلى إعادة هيكلة القطاع السياحي في تونس بشكل يتماشى مع التطورات العالمية ويساهم في إنعاش هذا القطاع على أسس متينة وصحيحة بعد أن عانى طويلا من الصعوبات والأزمات .
من بين المسائل التي ستساهم في نهضة السياحة هو إمضاء اتفاقية شراكة بين الجامعة والمدرسة السياحية بمدينة " جينيف " السويسرية بتاريخ 3 مارس 2017 . كما تم التطرّق إلى عدة مواضيع أخرى منها برنامج التطوير الذي يرتكز على 3 محاور وهي : منتوج جيّد وسياحة دائمة والنهوض بالقطاع وتطويره وهذا البرنامج انطلق منذ 10 شباط/فبراير ويتواصل إلى 22 مايو/أيار المقبل . ومن بين أنشطة الجامعة أيضا تنظيم الكرنفال الدولي في ياسمين الحمامات بين 14 و 16 أبريل/نيسان الجاري وتظاهرة : " جربة تدعو فرنسا " في شهر مايو/أيار 2017 ومشاركة الجامعة في صالون السياحة في سوسة وبرنامج ترويج الصناعات التقليدية في جهة "المنستير" مع منتصف أبريل/نيسان .
وقدّم المكتب التنفيذي نتائج دراسة أفضت إلى أن 84 بالمائة من التونسيين راضون جدا على ما يقدّم لهم في النزل التونسية وأن العائلات تمثّل 65 بالمائة من عدد السواح التونسيين الذين أمضوا 30 بالمائة من الليالي المقضاة جمليّا بكافة النزل التونسية سنة 2016 . واستخلصت الدراسة أيضا أن انتظارات التونسيين من النزل التونسية تتمثل أساسا في الأكل ( جودة ونوعية ) والنظافة والاستقبال والتنشيط وجودة الخدمات وأن السائح التونسي بدأ يميل إلى السفر عبر مختلف مناطق بلاده ليكتشف سحر مناطقها وغناها وتراثها الشاسع الفسيح . وأكّد أعضاء المكتب التنفيذي أن الهدف في المستقبل هو " الحلم " وجعل الآخرين يحلمون من خلال تثمين المواقع الثقافية والطبيعية والدينية والأثرية وغيرها وهي للأسف كثيرة ولا يكاد يعرف أغلب التونسيين عنها أي شيء.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر