لندن ـ كاتيا حداد
ينتشر المنتج البرّاق "الغليتر" في كل مكان حيث يستخدم في العديد من الأشياء التي نقوم بها، إلّا أنّ بعض الناس لم تكتفِ بذلك فقد ظهرت العديد من الأشياء التي يستخدم فيها البرّاق في طعامنا (الشعرية يونيكورن)، وفي المشروبات (عصير يونيكورن المسيل للدموع)، وفي الملابس أيضًا، كما أنّ بعض النساء أصبحن يضعن كبسولة لامعة في المهبل، على الرغم من تحذير أطباء الأمراض النسائية من ذلك، كما أنّهم يشيرون إلى تجنب هذا الفعل الغريب من أجل صحتهم، وقد قام بعض تجار التجزئة على الانترنت، مثل بريتي ومان إنك، ببيع "كبسولات الغبار الحميمة"، وهي كبسولات مليئة بالبرق المعطّر، وصف المنتج على الموقع بكلمات تقول: "إنها كبسولة صغيرة من الممكن وضعها في المهبل وتركها تفتح بشكل طبيعي لتُخرج محتوياتها، علمًا بأنّها لا تسبّب أي نوع من الأحاسيس السحرية أو الخارق للطبيعة للمستخدمين، ووفقا للموقع فإنهم باعوا جميع الكمية في غضون أيّام.
ويحذّر الدكتور الكنديّ جين غونتر، من هذا المفهوم غير عادي ويؤكد أنّه يؤدي إلى عدوى خطيرة، من خلال التخلّص من التوازن الدقيق للبكتيريا المهبلية، فإنه يمكن أيضًا أن يزيد من خطر اصطياد الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، مضيفًا بأنّه إذا كان هناك شيء أمن للشفاه فهذا لا يعني أنّه آمن للمهبل، كما أنّه حذر غونتر، من استخدام أي وسيلة لاضفاء بريق على المهبل، ويشير الموقع إلى أنّ الغبار الحميمي مصنوع من كبسولات الجيلاتين، المصنوعة من النشا بالإضافة إلى مسحوق الأكاسيا (الصمغ العربي)، ولفت الدكتور غونتر من أنّ هذا يمكن أن يسبب إفرازات مهبلية التهابية سيئة كما من الممكن أن يسبب كتلة التهابية في جدار المهبل، والأهم من ذلك كلّه، أنّ المنتج البرّاق الخاص بالطعام يحتوي على السكر،
ووضع السكر في المهبل يسمح للبكتيريا الضارة بالانتشار، وأكّد الدكتور غونتر في ردّه إلى أحد السائلين بأنّ لذلك السائل من الممكن أن يكون مهيّجًا ويسبب التهاب الجلد المهبلي، كما أنّع قد يسبّب حساسية مهبلية، وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الدكتور غونتر بالدخول على مواقع الإنترنت للتحذير من أمراض من الممكن أن تصيب المهبل، وكما هو الحال مع العديد من أطباء أمراض النساء، الذين يؤكّدون أنّ المهبل هو "فرن التنظيف الذاتي"، أي شيء يتعارض مع توازنها الطبيعي، يؤدّي إلى إلحاق الضرر بالبكتيريا الجيدة ما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
وأتى ردّ فعل بائع التجزئة باسيون داست عنيفًا، من خلال حثّ روّاد الموقع على اتخاذ قراراتهم بشأن الصحة المهبلية، بدلًا من الالتفات إلى طبيب أمراض النساء، حيث صرّح على موقعه الالكتروني الخاص مؤكّدًا بأنّ "أي طبيب أمراض النساء سينصحكم بعدم وضع أيّ شيء في المهبل، مضيفًا بأنّ الأمراض المهبلية موجودة لدى الناس من غير أن تستخدم ذلك المنتج، مشيرًا أنّ تلك الأنواع من العدوى تحدث في بعض الأحيان، ويستمر في تشجيع النساء بقوله بأنّ "النساء ناضجات ويريدن أن يلعبن ويجرّبن الكثير من الأشياء خلال حياتهم الجنسية، لافتًا إلى أنّ منتجهم يساعد على إضفاء المزيد من المتعة في غرفة النوم، مشدّدًا بأنّها لا تؤثر سلبًا على صحة الجد الفسيولوجية.
يُشار إلى أنّ المهبل قد سمي بـ"فرن التنظيف الذاتي"، بالمقارنة مع الثدييات الأخرى، لأنّ المهبل البشري هو فريد من نوعه. فهو يحتوي على قنوات دافئة، وقنوات رطبة تتعرّض لجميع أنواع الأشياء بما في ذلك القضيب والأوساخ، ومعظم الثدييات المهبلية تؤوي مجموعة متنوعة من البكتيريا، ومع ذلك، بالنسبة إلى كثير من النساء، هناك نوع واحد أو آخر من البكتيرية المهيمنة، والبكتيريا المهبلية تضخ حمض اللاكتيك، ما يحافظ على البيئة المهبلية في درجة حموضة منخفضة، وتلك الحمضية التي تقتل أو تثبط البكتيريا الأخرى والفطريات والفيروسات، كما أنّ هناك حتى تلميحات أنّ بعض أنواع البكتريا تعزّز المخاط في المهبل الذي يعمل كحاجز طبيعي للغزاة، ولم يُهرف حتّى يومنا هذا متى بدأت البكتيريا المهبلية في الانتشار على وجه اليقين، حيث يتكهّن الباحثون بأنّ المهبل البشري اكتسب البكتريا من حوالي 10000-12000 سنة مضت عندما بدأ البشر تخمير الحليب وتناول الأطعمة مثل اللبن والجبن، المليئة بالبكتيريا، وبعض البكتيريا توسّعت لاستعمار المهبل، وفتحة الشرج، حيث وجدت بيئة مثالية، لديها إمدادات وفيرة من السكريات الذين يتغذون عليها، إلّا أنّ الأمر يختلف من امرأة إلى أخرى، ويدرك الباحثون أّن جميع البكتيريا الملبنة، تقوم بالحفاظ على المهبل "صحي"، وفي عام 2011، وجدت دراسة خمسة أنواع مختلفة من المجتمع البكتيري، أربعة من هذه كانت تهيمن عليها أنواع الملبنة المختلفة، لكن الخامس يحتوي على مزيج متنوّع من الميكروبات، بما في ذلك غاردنريلا، سنيثيا، إغرثيلا و موبيلونكوس الأنواع، وكثير منها قد ارتبطت مع المهبل البكتيري.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر