لندن ـ كاتيا حداد
اكتشف العلماء، حقنًا جديدة تنير الخلايا السرطانية لتساعد الجرّاحين في إيجاد الورم وإزالته من أول محاولة، في الوقت الذي يعتمد فيه الأطباء حاليًا على الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية لتحديد مكان الورم وإزالته مع الأنسجة المحيطة به، وفي العديد من الأحياء تبقى بعض الخلايا السرطانية حتى بعد إجراء الجراحة مما يسبب معاناة أكبر للمريض.
وتأتي الحقن الجديدة بسائل أزرق يساعد الجرّاحين على التعرف على الأنسجة السرطانية من خلال ضوء ينبع من الورم عند حقنه، ويعتبر الاكتشاف مهمًا لأنه سيقلل من ضرورة إخضاع المريض لعملية جراحية ثانية لإزالة الأورام المتبقية بعد العملية الأولى.
وأشار الأستاذ في جامعة ديوك والمسؤول عن البحث ديفيد كيرش "في وقت العملية، إلى أن الطبيب يفحص الأنسجة السرطانية والمحيطة بها باستخدام المجهر، ولكن بسبب حجم السرطان يصبح من الصعب التدقيق في كامل المنطقة أثناء الجراحة، والهدف من البحث هو إعطاء الجرّاحين تقنية عملية وسريعة تمكنهم من مسح قاع الورم أثناء الجراحة للتخلص من أي خلايا مصابة."
واستخدمت العديد من الآليات والتقنيات طول الفترة السابقة في جميع أنحاء العالم لمساعدة الجراحين على رؤية أفضل للسرطان، واستخدمت بعض التقنيات المشابه للسائل الأزرق باستخدام الإنزيمات، ولكن هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها تقنية الحقن.
وحاول الباحثون حقن 15 مريضًا ممن سيخضعون لجراحة إزالة لسرطان الثدي، ووجد الأطباء أن السائل حدد الخلايا السرطانية، مع عدم وجود آثار جانبية سلبية، وتسعى شركة ليوميسال الطبية لتطوير التقنية بمساعدة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، واختبرت نفس الحقن على الفئران وأثبتت فعاليتها.
وأدت التقنية الجديدة إلى اكتشاف الورم خمس مرات أكثر من الطرق الأخرى، ولكن الضوء الناتج لم يكن مرئي بالعين المجردة، ويستخدم جهاز تصوير محمول مع كاميرا حساسة لاكتشاف الضوء، وتقوم الشركة بعملية تطوير لهذا الجهاز، كي يتمكن الأطباء من استخدام جهاز التصوير في غرفة العمليات، والتحقق من الصور بعد إزالة الورم أيضًا.
وتهدف كل هذه التقنيات إلى إزالة الخلايا السرطانية بنسية 100% أثناء العملية الجراحية، ووفقًا لرئيس قسم أورام العظام في جامعة ديوك برايان بيرغمان، فإن الأطباء سيقومون بمراجعة مدى خلو مكان الجراحة من الأورام بعد إجرائها.
ويشرح دكتور برايان " هذه التقنية مرضية في تحديد ما اذا كان الورم ما يزال موجودًا بأفضل طريقة اكتشفت حتى الآن، ولكنها ليست دقيقة بالصورة التي نطمح لها، وإذا نجحت هذه التكنولوجيا في التجارب اللاحقة، فإننا سنشهد تغييرًا واضحًا في علاج السرطان."
وأضاف الطبيب برايان" إذا استطعنا رفع نسبة إزالة الأورام إلى 100% لدى مرضى السرطان، لن نضطر لاحقا لإجراء المزيد من العمليات لنفس المريض لإزالة ما تبقى من الخلايا السرطانية، مع العلم أن الخلايا المتبقية يمكن علاجها باستخدام تقنية الإشعاع، ولكننا سنتمكن أيضًا من تقليل عدد جلسات الاشعاع وبالتالي لا يضطر المريض للخضوع للكثير منها."
ويجري تطوير تقنية الضوء الأزرق وجهاز التصوير المساعد لها مع 50 امرأة مصابة بسرطان الثدي، وستسارع العديد من الجهات الأخرى بعد استكمال التطوير إلى تقييم ما اذا كانت هذه التقنية مفيدة في إزالة الأورام.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر