بدأ منتدى "بواو" الآسيوي الاقتصادي فعالياته في إقليم هاينان الصيني الأحد، وهو الذي يجمع كبار المسؤولين الاقتصاديين لمناقشة مستقبل القارة. ويركّز المنتدى الذي يستمر 4 أيام بصورة خاصة على الصين، ومبادرتها العالمية "حزام واحد طريق واحد" للتجارة والبنية التحتية، إلا أن أجواء الحرب التجارية تبدو مستحوذة على الأضواء.
ومِن المقرّر أن يلقي الرئيس الصيني شي جينبينغ خطابا في المنتدى الثلاثاء، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومدير عام صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، ويحضر المنتدى أيضا الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، ورئيس الوزراء الباكستاني شهيد خاقان عباسي، ورئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ.
وعلى الرغم مِن أن المنتدى سوف يناقش موقع الصين في السوق العالمية فإنه مِن المرجّح أن يهيمن عليه تهديد اندلاع حرب تجارية مع الولايات المتحدة الأميركية، في ظل مساعي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض تعريفات للحد من الواردات وحماية الوظائف المحلية، واتجاه بكين للتلويح برسوم انتقامية ضد هذه الإجراءات.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) عن الزميل في جامعة هارفارد، ويليام أوفر هولت، قوله إن منتدى "بواو" صار منتدى إقليميا مهما وله تأثير عالمي، وأصبح بمثابة "النسخة الآسيوية من المنتدى الاقتصادي العالمي".
وقال أوفر هولت إن إعلان الصين أخيرا عن دعمها لـ"سوق عالمية مفتوحة" كان أمرا في غاية الأهمية، في الوقت الذي تحولت فيه الإدارة الأميركية عن هذا المسار، متوقعا أن يتم اتخاذ المزيد من الخطوات في طريق تشجيع التعددية التجارية ودعم الاقتصاد المفتوح من قبل الصين.
ويتزامن هذا العام مع احتفال الصين بالذكرى الـ40 لاتباعها سياسات الإصلاح والانفتاح الاقتصادي، كما أضاف أوفر هولت، مؤكدا أن "الطلب الصيني والاستثمار الصيني حفز النمو في كل مكان، متضمنا كثيرا من البلدان الفقيرة، ومهما بشكل خاص لأفريقيا".
واعتبرت وكالة "بلومبيرغ" أن المنتدى سيكون أول فرصة للرئيس الصيني لأن يرد على التصعيد الأميركي، فإلى جانب التأكيد أمام مئات المستثمرين الأجانب على أن الحمائية الأميركية لن تنتج حمائية مثيلة في الصين، يجب أن يوصل رسالة تحذير قوية بخصوص تصعيد الحرب التجارية.
وأشارت "بلومبيرغ" إلى أن الرئيس الصيني دافع عن العولمة في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس العام الماضي، قبل أيام من تولي دونالد ترامب للرئاسة الأميركية، والأخير يتعهد بحماية بلاده من البلدان الأخرى التي "تنتج منتجاتنا، وتسرق شركاتنا، وتدمر وظائفنا".
ورأت "بلومبيرغ" أن الحمائية الأميركية تمثل تحديا غير مسبوق للرئيس الصيني الذي لا يقدر على أن يتحمل التراجع الاقتصادي الذي ينتج عن عدم الاستقرار السياسي، ولا ينبغي أن يبدو ضعيفا بعد أن أتاح له الحزب الشيوعي الحاكم البقاء في منصبه مدى الحياة.
وتقول "بلومبيرغ" إن الرئيس الصيني يحتاج إلى أن يتجاوز فجوة المصداقية بعد سنوات من الوعود بتحرير الاقتصاد، التي تبعها المزيد من الإدارة المركزية ودعم الدولة للشركات المحلية. وثمة تعهدات صينية بفتح قطاعات مثل الخدمات المالية تم قطعها، ولكن هذه التعهدات جاءت فقط بعد أن تمكن اللاعبون المحليون من الهيمنة، وفقا للوكالة.
وتضيف أن كبار الشركاء التجاريين للصين، مثل الاتحاد الأوروبي واليابان، يشاركون ترامب في قلقه بشأن مدى انفتاح السوق الصينية، وإن كانوا يختلفون مع تكتيكه بشأن فرض الرسوم الحمائية.
ويتزامن انعقاد المنتدى مع إعلان الصين عن ارتفاع احتياطياتها من النقد الأجنبي بشكل طفيف في مارس/ آذار، بقيمة 9 مليارات دولار، إلى 3.143 تريليون دولار، بعد أن كانت الاحتياطيات انخفضت 27 مليارا في فبراير/ شباط.
وفي العام الماضي، ارتفعت الاحتياطيات الصينية للمرة الأولى منذ عام 2014، وتحولت التدفقات الرأسمالية العابرة للحدود من تدفقات خارجة صافية إلى مستقرة في الأساس.
وقالت الهيئة المنظمة لسوق الصرف في الصين في أواخر مارس/ آذار الماضي إنها تتوقع بأن تظل التدفقات الرأسمالية العابرة للحدود مستقرة في الأساس هذا العام.
وارتفعت العملة الصينية 0.8 في المائة أمام الدولار في مارس/ آذار، وسجلت أكبر مكاسبها الفصلية في 10 أعوام خلال الفترة بين يناير/ كانون الثاني وفبراير الماضيين. وفي عام 2017، ارتفع اليوان نحو 6.8 في المائة أمام العملة الأميركية، بعد انخفاض استمر 3 أعوام متتالية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر