البيتكوين تفتح شهية المستثمرين على المخاطرة بعد وصولها لـ18 ألف دولار
آخر تحديث GMT 20:18:45
المغرب اليوم -

"البلوك شاين" أثبتت قدرتها على تأمين حل آمن للتعاملات المالية

البيتكوين تفتح شهية المستثمرين على المخاطرة بعد وصولها لـ18 ألف دولار

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - البيتكوين تفتح شهية المستثمرين على المخاطرة بعد وصولها لـ18 ألف دولار

عملة بيتكوين
واشنطن - عادل سلامه

ارتفعت العملة الافتراضية "البيتكوين" بشكل قياسي ومتسارع في قيمتها، خلال 2017 والذي ناهز في بعض الأوقات عتبة العشرين ألف دولار للوحدة. على رغم التقلبات السريعة في قيمة هذه العملة، إضافة إلى الانتقادات الشديدة التي تواجهها، إلا أن هذا الارتفاع شجع المستثمرين على المخاطرة في سبيل تحقيق الأرباح السريعة.

وافتتحت العملة المشفرة السنة بمستوى قياسي آنذاك، عند حاجز الألف دولار، لتبدأ بعدها سلسلة الارتفاعات حتى وصلت قيمتها إلى أكثر من 18 ألف دولار حتى 21 من الشهر الجاري. وعلى رغم هذا الارتفاع، لا تزال شهية المستثمرين مفتوحة على المخاطرة، إذ تحظى هذه العملة، والعملات الافتراضية عموماً، باهتمام كبير وإقبال كثيف، كان سبباً رئيساً في ارتفاع الأسعار. وتحدد السوق وحدها تقلب الأسعار، إذ تخضع هذه العملة إلى قوانين العرض والطلب في شكل رئيس. فكلما ارتفع الطلب عليها، ازداد السعر، في حين أن انخفاض الطلب يؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاض في الأسعار. إلا أن العرض لا يلعب دوراً بالغ الأثر في تحديد السعر أيضاً، خصوصاً أن العرض محدود عالمياً ولا يمكن زيادة المعروض على غرار العملات الأخرى، إذ ينتهي استخراج "البيتكوين" عام 2140، عند 21 مليون وحدة.

ونظراً إلى أن العرض محدود، فإن الطلب هو العامل الأبرز في تحديد السعر، وتلعب عوامل عدة دوراً أساسياً في تغيير طبيعة الطلب على هذه العملة ونمطه، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى تقلبات شديدة في الأسعار. ولكن نسبة هذه التقلبات تُعتبر من الأخطر، إذ ارتفعت العملة منذ مطلع العام أكثر من 15 ضعفاً، في حين أنها خسرت في مناسبات عدة بين 15 و20 في المئة من قيمتها في ساعات قليلة.

أصبحت هذه العملة وسيلة ناجعة لتهريب رؤوس الأموال في بلدان تشدد على حركة خروجها. نظراً إلى غياب أي عنصر من عناصر الرقابة، واستحالة معرفة الأشخاص الذين يمتلكون "بيتكوين" أو أيّ من العملات الافتراضية، إذ ارتفعت قيمة العملة في شكل واضح خلال العام الماضي بعد تشديد الصين القيود على حركة رؤوس الأموال، كما ارتفعت عام 2013 بعدما فرضت قبرص في آذار (مارس) ضريبة على الحسابات المصرفية فوق الـ100 ألف يورو، ما دفع أصحابها إلى شراء "البيتكوين" وتحويلها إلى عملة أخرى في دول أخرى، فارتفعت قيمتها.

وتأثرت العملة وقتها أيضاً بالإجراءات التي فرضتها الهند في آب (أغسطس) من العام ذاته، على العملات الأجنبية في ظل انخفاض الروبية، ما دفع أيضاً من أراد تحويل رأسماله إلى عملات أجنبية لشراء "البيتكوين". وفي مثال أكثر وضوحاً، نشرت وكالة "فرانس برس" تقريراً عن هذه العملة، تضمن مقابلة مع ريمي كوكس الذي استثمر فيها وفي العملتين المشفرتين "إثيريوم" و "لايتكوين". وقال أستاذ علم الوراثة في جامعة نيويورك، إنه فعل ذلك لـ "إعادة أموالي إلى فرنسا وعدم دفع الرسوم"، معرباً عن الاستياء لارتفاع رسوم التحويلات المصرفية.

ويملك روكس حالياً ما يعادل 20 ألف دولار بالعملات المشفرة، أي ثلاثة أضعاف ما استثمره في البدء تقريباً. وتعد هذه نقطة بالغة الأهمية في نظام "البيتكوين" والعملات الافتراضية عموماً، إذ تُلغي هذه العملة نظام التحويلات المصرفية التي تحتاج إلى الوقت والمال، خصوصاً أن عمليات التحويل بين الأفراد باستعمال هذه العملات لا يحتاج إلى الكثير من الوقت، كما أنه منخفض الكلفة مقارنة بكلفة التحويلات المصرفية التي تستوفي المصارف عمولة عليها. وللإشارة، فإن سوق التحويلات المصرفية حول العالم تقدر بنحو 600 بليون دولار.

ويراهن كثر على تحول هذه العملة والعملات الافتراضية إلى عملات رئيسة تماماً كاليورو أو الدولار، خصوصاً أن شركات عدة سمحت بالدفع من خلال هذه العملة لقاء منتجاتها على غرار "مايكروسوفت" و "باي بال"، و "تيسلا" لصناعة السيارات الكهربائية. كما أخذ هذا الرأي زخماً من قرار بورصة " شيكاغو بورد أوبشينز إكستشنج" بدء التعامل بهذه العملة على عقود آجلة تسمح للمستثمر المراهنة على تقلبات أسعار العملات نزولاً أو صعوداً. كما ستسمح بورصة " شيكاغو مركانتايل إكستشينج" التداول بهذه العملة. وأتت هذه التعاملات بعدما أعطت هيئة ضابطة رئيسة لأسواق المال في الولايات المتحدة هي "كوموديتيز أند فيوتشرز ترايدينغ كوميشين" (سي أف تي سي)، الضوء الأخضر للتعامل بالـ "بيتكوين" في الأول من كانون الأول (ديسمبر)، محذرة في الوقت ذاته "من احتمال حصول تقلبات كبيرة جداً ومن خطر التعامل بهذه العقود الآجلة".

عملياً هناك طرق عدة للحصول على هذه العملة. فمع بدء التبادل بها عالمياً، أصبح هناك منصات عدة متخصصة في عمليات بيع "البيتكوين" وشرائها. ويمكن للمستثمر أن يرسل المال مباشرة إلى الشركة ليحصل في مقابله على مجموعة "بيتكوين" يستطيع التداول بها. ونظراً إلى أن هذه العملات ليست ملموسة ومادية، بالتالي فإن الوسيلة الوحيدة للاحتفاظ بها هي من خلال المحافظ الإلكترونية التي تؤمنها شركات عدة. وهذه العملية مشابهة إلى حد كبير للعمليات المصرفية الإلكترونية.

ولا بد هنا من الالتفات إلى أمر بالغ الخطورة، إذ عند دخول المستثمر إلى هذا العالم، يصبح خروجه منه أمراً بالغ الصعوبة، خصوصاً في حال انخفاض قيمة العملة، وبخاصة في البلدان التي تحظر التعامل بها كلبنان مثلاً. والطريقة الأساسية للحصول على هذه العملة في لبنان تتمثل في شرائها من شخص أو مؤسسة "من تحت الطاولة"، خصوصاً أن المصارف لن تقبل عملية التحويل.

وفي حال ازدادت قيمة هذه العملة أو لا، فإن عملية تحويلها إلى عملات أخرى يمكن التعامل بها في السوق، يصبح ضرباً من ضروب الخيال ما لم يتم أيضاً "من تحت الطاولة" أو في دول تسمح بهذه العملية. أما الطريقة الأخرى فتتمثل بـالتعدين، وهي العملية الأصعب، خصوصاً أنها تتطلب مهارات معينة، إضافة إلى أن كلفتها مرتفعة جداً على الأفراد في بلدان معينة. وتتطلب عملية التعدين امتلاك حواسيب ضخمة وقوية متصلة بالإنترنت طوال الوقت، ما يعني استهلاكاً ضخماً للكهرباء أولاً إضافة إلى استهلاك للإنترنت.

وفي هذا السياق، لا بد من التنبه إلى أن عملية تزوير "البيتكوين" أو تزوير التعامل بها شبه مستحيلة، إذ تتطلب معدات أكبر وأحدث من مجموع المعدات الموجودة على الشبكة بكاملها، ما يعني أن كلفة قرصنة هذه العملة ستتعدى القيمة التي سيحصل عليها المقرصن في حال نجاحه. إلا أن المحافظ الإلكترونية هي الجزء الأضعف في هذه المعادلة. فمع استحالة قرصنة العملية أو العملة، يلجأ قراصنة الإنترنت إلى سرقة المحافظ الإلكترونية للأشخاص من خلال استغلال بعض الثغرات الأمنية سواء في الشركة أو لدى الشخص نفسه، وتحويل هذه العملات إلى حساباتهم الشخصية من دون أن يستطيع أحد اكتشاف الفاعل نظراً إلى استحالة معرفة هوية الشخص الذي يمتلك هذه العملة.

وتتمثل الانتقادات الأخرى التي تواجه هذه العملة بأن ارتفاعها ينبئ بأنها فقاعة مالية قابلة للانفجار في أي لحظة. ويشير الخبير الاقتصادي والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد بول كروغمان، إلى أن ظاهرة "البيتكوين فقاعة واضحة أكثر من فقاعة المنازل" التي كانت برأيه واضحة جداً. وتحاول حكومات عالمية كثيرة محاربة هذه العملة والعملات الافتراضية في شكل عام، إذ قد يؤدي التقلب الشديد والسريع في قيمتها إلى خسارة كبيرة في الأسواق المالية، ناهيك عن أنها تُشكل طريقة فعالة لغسل الأموال وتبييضها. والأهم مما سبق أن انتشار هذه العملة يؤدي إلى انهيار أنظمة الرقابة المالية التي يعتمدها معظم الدول لدعم اقتصاده وتثبيته.

ونظراً إلى أن السلطات لا تستطيع إنتاج "البيتكوين" أو مراقبة الأشخاص الذين يملكون هذه العملات، فإن قدرتها على الحفاظ على توازن السوق تصبح شبه معدومة، ما قد يؤدي إلى انهيار السوق في لحظة معينة، خصوصاً أنها تخضع حصراً لقوانين العرض والطلب، مع استحالة تخطي المعروض الذي سيصل إلى 21 مليون وحدة فقط.

ولا يمكن لأحد التنبؤ بمصير "البيتكوين" واستمراريتها، ولكن التحذير من الأخطار الاقتصادية التي تصاحب تبني هذه العملة كبير ويعتمد على أسس منطقية، إلا أن الأكيد أن العملات الافتراضية وجدت لتبقى ولو في شكل مغاير للواقع الذي نعيشه اليوم، خصوصاً أن تقنية "البلوك شاين" التي تعتمد عليها هذه العملات، أثبتت بجدارة قدرتها على تأمين حل آمن وسريع وموثوق للتعاملات المالية بين الأفراد من دون وسطاء.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيتكوين تفتح شهية المستثمرين على المخاطرة بعد وصولها لـ18 ألف دولار البيتكوين تفتح شهية المستثمرين على المخاطرة بعد وصولها لـ18 ألف دولار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً

GMT 21:31 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بـ "ارتفاع"

GMT 20:59 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أهم توصيات مؤتمر الموثقين بمراكش

GMT 11:42 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

فك لغز مقتل أستاذ جامعي في الجديدة

GMT 10:02 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة ناسا ترصد صخرة «وجه الإنسان» على كوكب المريخ

GMT 17:57 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب "بحر البوران" قبالة سواحل مدينة الحسيمة

GMT 05:37 2020 السبت ,16 أيار / مايو

طريقة عمل غريبة بالسميد وجوز الهند

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع برحلة تلتقي فيها الشاعرية مع التاريخ في لشبونة

GMT 21:25 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصحافي رشيد بوغة في مدينة تيفلت

GMT 14:57 2021 الثلاثاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

برشلونة يمنح ديمبيلي فرصة اخيرة لحسم مستقبله

GMT 07:49 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib