الدار البيضاء - جميلة عمر
كشف وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، السبت، أن المغرب، ومن خلال إحداثه لمنظومة صناعية للنقل الكهربائي، يفتح الطريق أمام إنتاج السيارات الكهربائية للمرة الأولى في أفريقيا، موضحًا في كلمة ألقاها بين يدي الملك السادس، خلال حفل تقديم مشروع إنجاز المجموعة الصينية "بي. واي. دي أوتو إنداستري" لمنظومة صناعية للنقل الكهربائي في المغرب، وتوقيع بروتوكول الاتفاقية المتعلقة به، أن النقل الكهربائي سيظفر تدريجيًا بحصة هامة من مسار تطور النقل عبر العالم، مسجلًا أن المملكة جهزت نفسها لولوج هذه الصناعة، وذلك من خلال التحول إلى منصة ذائعة الصيت للإنتاج والتصدير
وأكد الوزير أن هذا المشروع سيشتمل عند الانتهاء من إنجازه، على مصنع للبطاريات، ومصنع للسيارات السياحة الكهربائية، وآخر للحافلات وثالث للشاحنات الكهربائية، وآخر لمقطورات القطارات الكهربائية أحادية السكة، مضيفًا أنه سيقام على مساحة 50 هكتارًا، منها 30 هكتارًا مغطاة، كما سيمكن من إحداث 2500 منصب شغل مباشر، قائلًا إن هذا المشروع أضحى ممكنًا بفضل مجموعة من العوامل، لا سيما الزيارة الملكية لجمهورية الصين الشعبية في مايو 2016، والتي تم خلالها توقيع العديد من اتفاقيات التعاون، بما يمكن المستثمرين الصينيين اليوم من استشراف تواجدهم في المغرب بكل ثقة
وبعد التذكير بالمكانة الجوهرية التي أضحت تحتلها المملكة بوصفها منصة تنافسية لإنتاج السيارات، أوضح العلمي، أن الفاعلين ذوي الريادة في القطاعات عالية التكنولوجية، من قبيل المواد المركبة والإضاءة أو الربط، مستقرون في المغرب، مذكرًا بالمسار الذي قطعته المملكة المغربية، تحت قيادة الملك في مجال التنمية المستدامة، مسجلًا أن هذه المقاربة الإرادية التي انخرط فيها المغرب هي نتاج بناء تدريجي للاقتصاد الوطني حول أربع دعامات أساسية.
وأبرز العلمي أن "الدعامة الأولى مكنت من إنجاز الموانئ، المطارات، الطرق السيارة، محطات توليد الطاقة الكهربائية، فضلًا عن جميع مكونات البنية التحتية الوطنية"، مضيفًا أنه وقبل إنجاز بنيتها التحتية، فإن المملكة نفذت الدعامة الثانية لاستراتيجيتها، من خلال فتح اقتصادها على العالم وولوج العوملة من بابها الواسع، وهكذا فإن المغرب وقع 51 اتفاقية للتبادل الحر و23 اتفاقية تفضيلية، بما يجعل المملكة أرضية حقيقية للإنتاج والتصدير.
وقال العلمي، إن المملكة، مدعومة بهاتين الدعامتين، التزمت بالسير على درب التنمية الصناعية المضطردة، وذلك من خلال اعتماد مخططات صناعية متتالية، مكنت من تحفيز استقرار أسماء كبيرة، من قبيل رونو، بومبارديي، بوجو، بوينغ وعلامات أخرى، ما جعل المغرب إحدى قواعدها الإنتاجية، مسجلًا أنه وعلاوة على المهن التقليدية، فإن النسيج الاقتصادي الوطني تعزز بقطاعات جديدة مثل صناعة السيارات والطائرات.
وخلص الوزير إلى أن هذا المشروع الوازن "سيساهم في تجسيد الرؤية المستنيرة للملك حيال تطوير العلاقات الصينية -الأفريقية: وهي رؤية مغرب يعمل على تمديد طريق الحرير ليشمل مجموع القارة الأفريقي، مشيرًا إلى أن مشروع إنجاز منظومة صناعية للنقل الكهربائي في المغرب، يعزز التزام المملكة بالتنمية المستدامة، التي أضحت تشكل دعامة أساسية للنموذج الاقتصادي الوطني.
وكان الملك محمد السادس، قد استقبل السبت، في القصر الملكي في الدار البيضاء، السيد وانغ شوانفو، رئيس المجموعة الصينية "بي. واي. دي أوطو إنداستري"، أحد الرواد العالميين في مجال النقل الكهربائي، حيث ترأس حفل تقديم مشروع إنجاز المجموعة الصينية "بي. واي. دي أوطو إنداستري" لمنظومة صناعية للنقل الكهربائي في المغرب.
ونوه العلمي، خلال لقاء مع وسائل الإعلام خصص لتسليط الضوء على هذا المشروع الهام، بأنه من خلال هذه الشراكة الإستراتيجية مع الصين، فإن المملكة تضع يدها في يد رائد في مجال الطاقات المتجددة والنقل الكهربائي، وتدخل، للمرة الأولى إلى أفريقيا، قطاع النقل الكهربائي الذي سيوجه إنتاجه للتصدير والسوق المحلية على حد سواء، مبرزًا أن هذا المشروع، يجسد الإرادة الراسخة والمتواصلة للملك من أجل جعل المغرب بلدًا جذابًا بالنسبة لأكبر المستثمرين العالميين من مختلف الآفاق وتعزيز مكانته على الخريطة الدولية للاستثمارات.
كما يعكس هذا المشروع، يضيف الوزير، عزم الملك على تشجيع وتنويع الشركاء الاقتصاديين والتجاريين للمملكة، كما جسدت ذلك الزيارات المتعددة له لعدد من البلدان، خصوصًا الصين التي تقيم معها المملكة علاقات سياسية واقتصادية نموذجية، متابعًا أن هذا النجاح الجديد في مجال الاستثمار، يعزى إلى الإمكانيات العديدة التي يتوفر عليها المغرب، لا سيما موقعه الراسخ كمنصة تنافسية في مجال إنتاج السيارات، واستقرار فاعلين رواد في القطاعات ذات التكنولوجيا الفائقة، وذلك من قبيل المواد المركبة، والإضاءة، أو حتى الربط.
ويعد هذا المشروع أحد المشاريع المهيكلة التي تعطى انطلاقتها برعاية الملك، والتي تضع المغرب على درب الإقلاع الاقتصادي والحداثة، وتجدر الإشارة إلى أن "بي. واي. دي أوطو إنداستري"، الرائد العالمي في مجال النقل الكهربائي، تشغل 220 ألف مستخدم موزعين على أزيد من 30 موقعًا صناعيًا عبر العالم، وتحقق رقم معاملات بقيمة 17 مليار دولار، كما تمثل 13 في المئة من حجم السيارات الكهربائية التي تباع في العالم، وتحتل 30 في المئة من السوق الصينية، أكبر سوق للسيارات الكهربائية عبر العالم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر