أهالي منطقة تهامة اليمنية يستقبلون الشهر المبارك بـالراتب القرآني الرمضاني
آخر تحديث GMT 13:49:45
المغرب اليوم -

ينفردون بإقامة بالاحتفالات الدينية والعادات العريقة والتواصل الاجتماعي

أهالي منطقة تهامة اليمنية يستقبلون الشهر المبارك بـ"الراتب القرآني الرمضاني"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أهالي منطقة تهامة اليمنية يستقبلون الشهر المبارك بـ

حضرات "الراتب القرآني الرمضاني" في اليمن
عدن - عبدالغني يحيى

ينفرد شهر رمضان في منطقة تهامة على الساحل الغربي لليمن، بطعم خاص يتجلّى في استعداد الناس لاستقباله بما يليق من طقوس وعادات دينية وحفاوة وتكريم، فما إن يهل الشهر حتّى تتبدّل أحوال أهل المدينة، وتبدأ الاحتفالات بحلول شهر الصوم قبل يومين من إطلالته، ويتفّنن أئمة المساجد ومؤذنوها بترديد الأناشيد والأدعية من المآذن والأربطة الصوفية، مردّدين القصائد والأناشيد التّي ترحب بالمناسبة. ومن النصوص المعروفة في هذا المجال: "يا جزيل العطا مالنا غير بابك، قبل كشف الغطا نجّنا من عذابك، بتبارك وعمّ وماتلي في كتابك، جدلنا يا كريم يا الله بحسن الختام"، كما تنهمك النساء في تنظيف المنازل وتزيينها وغسل الفرش وتغييرها، خاصة في المدن وجوارها مثل زبيد التابعة لمحافظة الحديدة، وقد كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر، وهي المعقل الأول للعلم والعلماء في اليمن عبر التاريخ الإسلامي، كما يقول عدد من الباحثين والمؤرخين. وتتعدّد فنون الاحتفال التهامي في رمضان الذّي يشمل الأكل والشرب والزيارات والإكثار من الصلاة والقيام والتهجد والاعتكافات، بالإضافة إلى عادة "الراتب القرآني الرمضاني" التّي يتشارك فيها الناس في حلقات جماعية خاصة لتلاوة القرآن، وهي أبرز العادات وأكثرها خصوصية وعراقة وتميّزًا.

ويذكر الباحث الأنتروبولوجي علوان الجيلاني عن خصائص الطقوس التّي تلازم شهر رمضان في مناطق تهامة اليمن، لـ"الحياة" قائلًا: "تشهد مئات بل آلاف المنازل والمبارز (أماكن يلتقي فيها الناس وهي غير البيوت) حضرات الراتب القرآني التّي تقام كل ليلة في مدن تهامة وقراها ويشارك فيها القرّاء والحفاظ ويحضرها العلماء والفقهاء والأدباء والوجهاء وعامة الناس، منازل ومبارز راتبها كل ليلة عشرة أجزاء وأخرى خمسة أجزاء، وغيرها ثلاثة أجزاء، وتتخلّل القراءات تأمّلات وتفسيرات، إلى جانب تهليل جماعي مهيب، وتنتهي كل ليلة بدعاء ختم مختصر، يعقبه خروج الناس إلى المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح عند العاشرة ليلاً، فيما يتم تخصيص ليالي الوتر من العشر الأواخر لحفلات ختم القرآن حيث تذبح الذبائح ويقرأ دعاء أبي حربة وهو أشهر أدعية ختم القرآن، ومعه خطبة لابن الجوزي، وتُنشد قصائد للبرعي وجابر رزق، وتعمّ روائح البخور تعبق والتهليلات في كل مكان"، مشيرًا إلى أنّ "تاريخ الراتب القرآني الرمضاني في تهامة يعود إلى قرون بعيدة، فقد حفلت كتب التاريخ بذكر طقوسه، ويذكر المؤرخون بكثافة عناية سلاطين الدولة الرسولية (626 – 858 هـ/ 1229 – 1454 م) بالراتب القرآني، وكان الراتب الذي يُقرأ في الدار السلطاني غرب زبيد ثلاثًا وعشرين ختمة كل ليلة وكانوا يغدقون العطايا خلالها على العلماء والصلحاء والأدباء وعامة الناس"، لافتًا إلى دور أربطة العلم وزواياه في تكريس طقوس الراتب القرآني، مؤكّدًا بأنّ زاوية الجبرتي في القرن الثامن الهجري كانت تتحوّل إلى تلاوة لا تنقطع، حيث كانت مجالسه في "رمضان عظيمة يجتمع لها جموع كثيرة من الفقراء وغيرهم، عليها جلالة وهيبة ونور، وللقلوب فيها أنس وحضور، ويُقرأ في المجلس منها كل ليلة بنيّف وعشرين ختمة على الشموع الكبيرة المصفوفة على الدانات والناس حولها، ثم يقومون إلى صلاة العشاء والتراويح، ويحضر أحسن أهل البلد صوتًا وقراءة ويأخذ كلّ منهم حصة التشفيع، ثم بعد صلاة التراويح يقرأون سورة "يس"، ثم يقومون إلى صلاة الوتر، ثم يجتمعون بعد الوتر على قراءة "يس"، ويحصل في غالب الأمر سماع شيء من مدح النبي صلى الله عليه وسلم".

وتتميّز تهامة أيضًا بإحياء الليلة اليوسفية في رمضان، وهي الليلة التّي يبلغ فيها إمام التراويح "سورة يس"، وفي هذه الليلة يزور كل خاطب خطيبته ويقدّم لها زهور الفل والكادي مع حلوى الشراب و"المسمن" و"الزعافير" في جوّ احتفالي بهيج يشمل كل البيوت.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهالي منطقة تهامة اليمنية يستقبلون الشهر المبارك بـالراتب القرآني الرمضاني أهالي منطقة تهامة اليمنية يستقبلون الشهر المبارك بـالراتب القرآني الرمضاني



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

نادال يُنهي 2017 في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib