لندن - سليم كرم
فرّط ليفربول في فرصة الانضمام للمتصدرين مانشستر سيتي وأرسنال، واكتفى بالتعادل مع ضيفه مانشستر يونايتد 0-0 مساء الاثنين على ملعب "أنفيلد رود" في ختام الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
ويعتبر ليفربول الطرف الأفضل في مباراة القمة وأضاع فرصا عديدة في الشوط الثاني كادت تهديه 3 نقاط ثمينة، لكن سوء التركيز وتألق حارس الخصم دافيد دي خيا أفسد مخططات الفريق الأحمر الذي استقر رصيده النقطي عن الرقم 17 في المركز الرابع بفارق نقطتين عن المتصدر سيتي ومطارده بفارق الأهداف أرسنال، أما يونايتد فاحتل المركز السابع برصيد 14 نقطة، واحتوت تشكيلة مانشستر يونايتد الأساسية على اسم الإنجليزي أشلي يانج الذي يلعب على حساب مواطنه جيسي لينجارد، وكما كان متوقعا، غاب عن التشكيلة الأساسية قائد يونايتد واين روني، لكن المفاجأة تمثلت في إشراك بول بوجبا في مركز متقدم بالخط الأمامي خلف ماركوس راشفورد وزلاتان إبراهيموفيتش، وهذا المركز يشغله عادة الإسباني خوان ماتا الذي تواجد على مقاعد الإحتياطيين، فيما عاد البلجيكي مروان فيلايني ليقف إلى جانب الإسباني الآخر أندير هيريرا في وسط الميدان.
وأشرك مدرب ليفربول يورغن كلوب تشكيلة هجومية غاب عنها فقط المصابان، الهولندي جورجينيو فينالدوم والإنجليزي آدم لالانا الذي جلس بديلا، وخاض الألماني إيمري تشان المباراة أساسيا، فيما عاد البرازيلي روبرتو فيرمينو إلى مركز الجناح لتغطية غياب لالانا، ولعب دانييل ستوريدج مكانه كرأس حربة، وغلف الحذر أداء الفريقين في الدقائق الأولى من عمر المباراة وراقب كل منهما مفاتيح اللعب في الناحية الأخرى، والتهديد الأول جاء خجولا عن طريق مانشستر يونايتد عندما احتسبت له ركلة حرة مباشرة نفذها إبراهيموفيتش عاليا نحو المدرجات في الدقيقة السادسة.
وأظهر لاعبو مانشستر يونايتد ثقة كبيرة في التعامل مع المجريات خصوصا في وسط الميدان الذي تألق فيه فيلايني في ربع الساعة الأول من خلال قطع معظم الكرات قبل أن تصل النصف الثاني من ملعب فريقه، وبدا واضحا افتقاد ليفربول لنجمه الهولندي فينالدوم في وسط الملعب الذي تضرر من غياب الابتكار بوجود لاعبين اثنين صاحبي نزعة دفاعية هما هندرسون وتشان، وبقي الحذر مسيطرا على الأجواء رغم الصخب الجماهيري لجمهور ليفربول على مدرجات "أنفيلد رود"، وكسر إبراهيموفيتش الجمود بتسديدة اصطدمت بقدم مدافع وسيطر عليها حارس ليفربول لوريس كاريوس بهولة (16)، ورد عليه تشان بتسديدة بعيدة جدا عن المرمى بعد 7 دقائق، ويمكن القول أن مورينيو وجه لاعبيه للتركيز على الجهة اليسرى من ملعب ليفربول لاستغلال بطء الظهير جيمس ميلنر خصوصا مع الحيوية التي يتمتع بها ماركوس راشفورد الذي راوغ رقيبه قبل أن يرسل عرضية متوسطة الارتفاع مرت أمام الجميع ولمست أطراف أصابع كاريوس في الدقيقة 25.
الكرة الأولى الموجهة نحو المرمى جاءت في الدقيقة 30 بعدما رفع قائد ليفربول هندرسون عرضية ارتقى لها فيرمينو عاليا وسددها برأسه بين يدي الحارس الإسباني دافيد دي خيا، وتحسن أداء ليفربول مع عودة فيليبي كوتينيو للوراء لاستلام الكرة وبدء الهجمات، إلا أن سوء تعامل ستوريدج مع الكرة في معظم الأحيان أفسد على فريقه إمكانية تشكيلة الخطورة على مرمى يونايتد رغم النشاط الملحوظ لساديو ماني على الجهة اليمنى، وكاد كاريوس أن يهدي مانشستر يونايتد هدفا سهلا مع بداية الشوط الثاني عندما أخطأ في تمرير الكرة ليقطعها راشفورد ويمررها إلى إبراهيموفيتش لكن المهاجم السويدي كان في موقف تسلل واضح، وصعق إبراهيموفيتش أنصار فريقه عندما أهدر فرصة لا تعوض بعدما تلقى عرضية مميزة من بوجبا برأسه وسددها بغرابة أمام المرمى رغم عدم وجود أي زميل له داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 55، وعاد ليفربول لبسط سيطرته على المجريات، وأضاع تشان فرصة خطيرة في الدقيقة 59 عندما استقبل كرة بينية من زميله المدافع جويل ماتيب وسدد وسط الزحام بعد مراوغة دالي بليند كريس سمولينج كرة أرضية أبعدها دي خيا ببراعة، ثم أجرى المدرب كلوب تبديله الأول بإخراج غير الموقف ستوريدج وأشرك مكانه لالانا لينتقل فيرمينو إلى مركز رأس الحربة.
وتحرك هجوم ليفربول بشكل أفضل بعد خروج ستوريدج، وشكل لالانا الضغط الذي كان ينتظره كلوب على حامل الكرة في مانشستر يونايتد، إلا أن اللمسة الأخيرة بقيت غائبة وسط دفاع محكم قاده العاجي إريك بايلي وكريس سمولينج، وطار دي خيا عاليا لصد تسديدة صاروخية من كوتينيو في الدقيقة 71 في واحدة من أجمل لقطات المباراة، وفي الدقيقة 77، دخل واين روني أرض الملعب بدلا من ماركوس راشفورد وسط استمرار محاولات ليفربول الهجومية، وباغت مانشستر يونايتد خصمه بفرصة في الدقيقة 81 عندما نفذ بليند ركنية على رأس فيلايني الذي سددها بجانب المرمى، ورد ليفربول عن طريق ميلنر الذي مرمن الجهة اليمنى وأرسل عرضية مرت أمام الجميع ووصلت الظهير الأيمن ناثانيال كلاين الذي سدد في قدم أحد المدافعين، وفي الدقيقة 84 وجد فيرمينو نفسه منفردا أمام مرمى يونايتد بعدما لمسة ساحرة من مواطنه كوتينيو، لكن الظهير الإكوادوري أنتونيو فالنسيا لحق به وأبعد من أمامه الكرة، ليخرج فيرمينو من الملعب ويدخل بدلا منه البلجيكي ديفوك أوريجي، ثم لحق به جيمس ميلنر لحساب الإسباني ألبرتو مورينو دون أن يتبدل الحال مع اتضاح نوايا مورينيو مانشستر يونايتد في الاكتفاء بالتعادل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر