أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبادرة لتأسيس جيش جديد من الشباب، في إتجاه يحمل أصداء قوية للماضي الروسي إبان الحرب الباردة, وإنضمت الدفعة الأولى من التلاميذ البالغ عددهم 104 إلى حركة جيش الشباب أو يونارميـا Yunarmiya في مدينة ياروسلافلYaroslavl لتكون إحياءً للجيش الوطني السوفيتي, على أن يتم تطبيق الخطة الرائدة في كافة أنحاء البلاد في أيلول / سبتمبر, ولكن النقاد على شبكة الإنترنت شبهوا ذلك المخطط بحركة شباب هتلر أو Hitler Youth، كما أبدوا مخاوفهم من تنامي تطبيق النظام العسكري تحت حكم بوتين, إلَّا أن المسؤولون في وزارة الدفاع الروسية أصروا على كونها مجرد تنشئة جيل جديد من الأطفال على إستعداد لبناء مستقبلٍ مشرق لأنفسهم ولبلدهم.
وجاء في قسم شباب الجنود من الذكور والإناث " أقسم على قصد تحقيق النجاحات في الدراسة و الرياضة، والعيش على نمط صحي، والإستعداد للخدمة والعمل من أجل رفعة الوطن، وإحياء ذكرى الأبطال الذين قاتلوا من أجل الحرية والإستقلال للوطن، وأن أكون وطنيـاً ومواطناً كريماً لروسيـا ".
وكانت رائدة الفضاء الأولى فالنتينا تيريشكوفا البالغة من العمر 79 عاماً والتي ذهبت في رحلة إلى الفضاء ضمن المرحبين بالمتقدمين في مبادرة التجنيد الجديدة, وقد أعربت لبعض المجندين من الشباب عن أملها في أن تعطي الدراسات والتدريب العملي الفرصة لهم لاحقاً في الإنضمام إلى الجيش الروسي حتي يصبحوا مدافعين حقيقيين عن الوطن، مشيرةً إلى أن الموقف الدولي معقد ويتطلب الإنتباه والتدريب بالنظر إلى تهديدات الغرب لروسيـا.
وقال العقيد ألكسندر كولماكوف إن إحياء التقليد القديم لمنظمات الشباب يمكن أن يؤدي إلى تنشئة جيل من المدنيين الذين يتعاملوا مع التاريخ بعناية، ويتمتعون باللطف، وعلى إستعداد لبناء مستقبل مشرق لأنفسهم ولبلدهم, وقد إستخدمت عبارة " مستقبل مشرق " التي إستعان بها في حديثه على نطاق واسع إبان الحقبة السوفيتية لوصف المستقبل العظيم المتوقع بعد إنتصار الشيوعية.
ومن المقرر بأن تقوم حركة يونارميـا Yunarmiya التي تأسست بمبادرة من وزارة الدفاع الروسية ودعم من جانب الرئيس فلاديمير بوتين على توحيد المنظمات والهيئات التي تعمل على تدريب المواطنين قبيل إنضمامهم إلى الجيش. بينما سوف تسمح منظمةDOSAAF التطوعية التي تتعاون مع الجيش الروسي لأعضاء الحركة الجديدة بإستخدام منشآتها للتدريب.
وفي رسالته إلى شباب المجندين، فقد وصفهم رائد الفضاء إليكسي أوفشينين بأنهم وطنيون صادقون للوطن، ويستحقون بأن يصبحوا مدافعين حقيقيين عن الوطن ومصالحه وثقافته وتقاليده الروحية, وسوف يتم تدريس الروس الشباب تجميع بنادق هجومية، فضلاً عن كيفية اطلاق النار, وإلى جانب ذلك سوف يكونوا قادرين على تعلم القفز بالمظلات ولكن أيضاً المواد النظرية مثل التاريخ العسكري والتكتيكات.
وتتراوح الفئة العمرية الأساسية لمجموعة شباب المجندين الجديدة للرئيس بوتين ما بين 14 و 18 عاماً، ولكن الأطفال سوف يتم تجنيدهم من سن العاشرة. وشدد المسؤولون على أن الحضور لن يكون إلزامياً، بحيث سوف يكون بجانب الدروس العادية الحالية.
وشهدت روسيـا موجة من القومية منذ ضم بوتين للأراضي في شبه جزيرة القرم Crimea عام 2014، حيث يريد كبار الضباط جعل العدد المتزايد من الحركات العسكرية الوطنية في البلاد أكثر تنظيماً, إلَّا أنَّ فالنتينا ميلنيكوفا التي تترأس جمعية حقوق الجنود إنتقدت هذه المبادرة قائلة إن عسكرة الأطفال تعد إنتهاكاً لحقوقهم.
وأصر الناقد الموالي للحكومة آندريه كوروشكين على أن هناك حاجة إلى تعزيز الانضباط، ورفع من هيبة الجيش وتطوير التربية الوطنية, بينما أوضح مصدر مقرب من مبادرة بوتين الجديدة بأن حركة يونارميا Yunarmiya سوف تقدم برنامجاً للرياضات العسكرية التي لا تنطوي فقط على التعامل مع البنادق، وإنما يمتد ليشمل أيضاً دورة تدريبية في إطلاق النار ودراسة تكتيكات الحرب والتاريخ العسكري لروسيـا، إضافةً إلى تعلم أساسيات الإسعافات الأولية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر