تمَّ تنفيذ اتفاق "داريا" بالكامل بعدما غادرت بعد ظهر اليوم السبت آخر قافلة لمسلحي فصائل المعارضة وعائلاتهم البلدة التي أصبحت بأيدي القوات الحكومية النظامية.
فقد أفادت مصادر ميدانية السبت، بخروج آخر قافلة من المدنيين والمسلحين من مدينة داريا في ريف دمشق، بعد يومين من إجلاء من بداخلها وفق اتفاق بين الفصائل المعارضة والحكومة السورية. ونقلت تلك المصادر عن المجلس المحلي لمدينة داريا أن آخر قافلة خرجت من مدينة داريا باتجاه إدلب، وأضافت أن المدينة باتت الآن خالية تماما من سكانها، بعد حصار دام 4 سنوات.
واستعاد الجيش السوري السيطرة على مدينة داريا بالكامل، إثر إخراج آخر المقاتلين والمدنيين منها، وفق ما أكد مصدر عسكري سوري ". وقال المصدر بعد خروج آخر الحافلات التي أقلت مدنيين ومقاتلين من المدينة: "باتت مدينة داريا بكاملها تحت سيطرة الجيش، ولم يعد هناك وجود لأي مسلح فيها"، مضيفا: "دخل الجيش داريا كلها".
وغادرت نحو 12 حافلة تقل مقاتلين وسكانا من داريا، السبت، وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الحكومي حافلات تتحرك بحذر وسط مجموعة كبيرة من الجنود في شوارع تتناثر الأنقاض على جوانبها. وذكر بيان لجماعتين مسلحتين تندرجان تحت لواء الجيش السوري الحر أن مقاتليهما سيتوجهون إلى إدلب، وهي معقل لمسلحي المعارضة شمال غربي سورية ".
وكانت طلائع الدفعة الثانية من سكان مدينة داريا بدأت بالخروج من المدينة، على متن حافلات، لتتجه إلى مراكز الإيواء في منطقة حرجلة وريف دمشق الغربي، وأكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن حافلتين على الأقل بدأتا بالتحرك لخارج مركز مدينة داريا وهما تحملان مدنيين، في حين من المنتظر أن تبدأ بقية الحافلات والسيارات التي تحمل الجرحى والحالات المرضية والعجزة بالانطلاق خلال الدقائق والساعات المقبلة، وهي تحمل على متنها مئات المدنيين بالإضافة لمقاتلين وعائلاتهم، حيث سيهجر المدنيون إلى مراكز إيواء في ريف دمشق الغربي وضواحي العاصمة دمشق وريفها، بينما سينقل المقاتلون وعوائلهم إلى إدلب عبر محافظة حماة، كذلك علم المرصد أن جرى تسليم أول دفعة من عناصر قوّات الحكومة الأسرى لدى فصائل داريا، بينما من المنتظر أن يتم تسليم بقية الأسرى وجثث قتلى الحكومة على دفعات خلال الساعات المقبلة او اليومين التاليين.
وكان المرصد السوري نشر قبل قليل أن مزيداً من الحافلات دخلت إلى وسط مدينة داريا، بعد دخول 11 حافلة صباح اليوم، وذلك للبدء بنقل المواطنين من سكان مدينة داريا والمقاتلين وعائلاتهم المهجرين من المدينة الواقعة في غوطة دمشق الغربية، حيث من المنتظر أن يخرج خلال الساعات المقبلة المئات من المقاتلين وعائلاتهم والمدنيين من سكان داريا، وسيجري نقل المدنيين إلى مراكز إيواء في ريف دمشق الغربي ومناطق أخرى في ضواحي العاصمة وريفها، في حين سينقل المقاتلون وعائلاتهم إلى محافظة إدلب.
ونشر المرصد صباح اليوم السبت أن أصوات رشقات لإطلاق نار سمعت في محيط منطقة داريا بغوطة دمشق الغربية، بالتزامن مع بدء التحضيرات لتهجير الدفعة الثانية من سكان مدينة داريا ومقاتليها، حيث دخلت أكثر من 11 حافلة إلى وسط المدينة، تحضيراً لقل الدفعة الثانية إلى مراكز إيواء بقدسيا والكسوة ومراكز إيواء أخرى بضواحي العاصمة وريفها، ونقل مقاتلين مع عائلاتهم نحو محافظة إدلب، في حين لا تزال متجمعة على أطراف المدينة وخارجها، عشرات الحافلات المخصصة لنقل المدنيين إلى مراكز الإيواء، بالإضافة لحافلات أخرى مخصصة لنقل المقاتلين وعائلاتهم إلى إدلب، حيث من المنتظر أن تخرج دفعة كبيرة من الحافلات اليوم، الحاملة على متنها مئات المهجرين من سكان المدينة الخارجة عن سيطرة قوّات الحكومة منذ العام 2012، والتي شهدت قصفاً يومياً منذ الثامن حزيران / يونيو من العام الجاري، من قبل قوّات الحكومة وطائراتها المروحية والحربية.
كذلك دخلت سيارات إسعاف إلى مدينة داريا، تحضيراً لنحو 20 أسيراً على الأقل لدى الفصائل في داريا، معظمهم من عناصر قوّات الحكومة والمسلحين الموالين لها، بالإضافة لنقل جثث القتلى من عناصر الحكومة والدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها.
بالتزامن، سيطرت فصائل عملية "درع الفرات" التابعة للجيش الحر، اليوم السبت، على عدة قرى في مدينة جرابلس وبلدة الراعي بريف حلب الشمالي الشرقي، بعد اشتباكات مع تنظيم "داعش". وأعلن "فيلق الشام" و "الجبهة الشامية"، عبر حسابهما الرسمي في "تويتر"، عن السيطرة على قريتي "حمير العجاح" و"الحلوانية" غربي المدينة، بعد اشتباكات مع التنظيم أسفرت عن مقتل عدد من عناصره.
وسبق ان سيطر "فيلق الشام"، على قرية تل شعير جنوبي جرابلس بعد اشتباكات مماثلة مع التنظيم، وفقا لما نشر على صفحته في "تويتر". وكانت فصائل من الجيش الحر وقوات "الجيش التركي" سيطرت، الأربعاء الماضي، على كامل مدينة جرابلس، حيث توغل "الجيش التركي"، قبل بدء العملية بساعات، إلى داخل الأراضي السورية، في إطار عملية أسماها "درع الفرات"، وتمكنت الفصائل، من السيطرة على عدد من القرى في محيط المدينة أيضاً.
في المقابل، تمكّنت غرفة عمليات "حوار كليس"، اليوم، من السيطرة على منطقة تلج الغربي وقرية الهضبات شرقي بلدة الراعي شمال شرق حلب، إثر اشتباكات مع عناصر التنظيم أدت لوقوع قتلى في صفوفه.
وشهد حي "باب النيرب" في محافظة حلب مجزرة جديدة ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المعزِّين بضحايا مجزرة سابقة كانت نُفِّذت قبل أيام في الحي ذاته، وذكرت مصادر أمنية أن عشرات الشهداء والجرحى بينهم أطفال ومواطنات سقطوا اليوم السبت جراء قصف للطيران المروحي بحاويتين متفجرتين على منطقة مجلس عزاء لـ 15 شهيداً كانوا قتلوا في الحي المذكور قبل أيام.
وذكر نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مروحية سورية قامت بإلقاء الحاوية الأولى على منطقة مجلس العزاء بأطراف حي باب النيرب في مدينة حلب، عقبها قصف بحاوية ثانية استهدف المنطقة خلال عملية فرار المواطنين نحو الملاجئ.
وفي أثناء إسعاف جرحى وشهداء القصف بالحاوية الأولى، حيث تأكد مقتل 16 على الأقل منهم حتى الآن، وعدد من الشهداء مرشح للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة ووجود مفقودين وأشلاء ووجود معلومات مؤكدة عن 5 شهداء آخرين، بينما سيطرت الفصائل الإسلامية والمقاتلة على قرى الدكنك وقره قوي وبير فوقاني بريف مدينة جرابلس الغربي، بريف حلب الشمالي الشرقي، عقب اشتباكات مع تنظيم "داعش"، كما تعرضت مناطق في بلدة مسكنة الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" بريف حلب الشرقي، لقصف جوي دون أنباء عن إصابات، فيما استشهد رجلان اثنان جراء قصف طائرات حربية لمناطق في بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي، أيضاً تأكد استشهاد 5 مواطنين بينهم 3 أطفال جراء قصف طائرات حربية لمناطق في بلدة اورم الكبرى بريف حلب الغربي.
وفي محافظة دير الزور أخضع تنظيم "داعش" جميع الأعضاء العاملين في حزب "البعث العربي الاشتراكي"، في ريف المدينة الغربي، لـ "دورة شرعية مغقلة"، ابتداء من تاريخ اليوم دون تحديد المدة الزمنية لانتهائها.
أما في محافظة حمص، فقد قصفت قوات النظام مناطق في محيط المحطة الثالثة، بريف حمص الشرقي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، كما نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في مدينة السخنة، وبلدة الطيبة وحقل آرك وطريق عام تدمر- السخنة، ترافق مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط حقلي شاعر وجزل بريف حمص الشرقي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بينما ارتفع الى 14 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية على مناطق في حي الوعر بمدينة حمص، ما أدى لسقوط عدد كبير من الجرحى، بعضهم في حالات خطرة، ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في الحي.
وفي محافظة الرقة، قضى واستشهد عدة أشخاص، تأكد اثنان منهما على الأقل، جراء قصف طائرات حربية لمنطقة الادخار في مدينة الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، بعد منتصف ليل أمس، في حين قضى رجل متأثراً بإصابته في وقت سابق بقصف جوي على مناطق في مدينة الرقة.
أما في محافظة درعا، فقد قصفت قوات النظام مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية، بينما تدور اشتباكات عنيفة بين لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة، والفصائل الإسلامية وجبهة فتح الشام من جهة أخرى، في منطقة وادي اليرموك في ريف درعا الغربي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وسط قصف متبادل بينهما. وقصفت قوات النظام مناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، ولم ترد أنباء عن إصابات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر