الجزائر – ربيعة خريس
أكد رئيس الحكومة الجزائرية، عبد المالك سلال، أن الجزائر قررت غلق حدودها البرية بهدف المحافظة على الأمن والاستقرار، بالنظر إلى المشاكل الأمنية التي تشهدها بعض دول الجوار، وأطماع دول أخرى.
وخاطب سلال أعيان محافظة تمنراست قائلاً: "نحن ندرك جيدًا أن غلق الحدود أحدث تراجعًا في الحركة التجارية والسياحية في المنطقة، لكن المحافظة على الأمن والاستقرار يقتضي منا اتخاذ مثل هذا القرار، حيث دفعتنا المشاكل التي تشهدها دول الجوار إلى اتخاذ تدابير لنحافظ على أمن واستقرار بلادنا"، كما لفت إلى أن هذه الإجراءات الأمنية تصب في صالح البلاد والأمة الجزائرية، مشيرًا إلى وجود جماعات متطرفة خطيرة في بعض دول الجوار، بالإضافة إلى أطماع من دول أخرى.
وأوضح سلال أن الجزائر استعادت أمنها بفضل تضحيات الجيش، مضيفًا أن قوات الجيش متمركزة على مستوى كل الشريط الحدودي، وأن أمن جيران الجزائر من أمنها. وأكد أن أمن الحدود والجزائر بشكل عام هو "أم القضايا"، مشيرًا إلى أن ما حدث في تقنتورين، وكيفية رد قوات الأمن الجزائرية التي أظهرت قوتها. وقال: "كانت رسالة إلى كل متطرفي العالم بأننا سنكون بالمرصاد لكل من يحاول المساس بأمن الجزائر ". كما لفت إلى غلق الحدود مع النيجر، بسبب تنامي نشاط تهريب الذهب.
وتشهد الأوضاع الأمنية على الحدود الشرقية والجنوبية للجزائر انفلاتا أمنيًا كبيرًا، بسبب تعقد الأوضاع الأمنية في دول الجوار. وكثفت قوات الجيش الجزائري من وجودها على الحدود الشرقية والجنوبية، خاصة مع نقاط التماس مع ليبيا، تحسبا لمواجهة أي طارئ بعد الخسائر التي مُني بها عناصر تنظيم "داعش" في سرت الليبية، لمنع تسلل المتطرفين إلى الجزائر.
ونشرت الجزائر قرابة 52 عسكريًا وضابط أمن على حدودها الجنوبية والشرقية، إضافة إلى زيادة عدد طائرات المراقبة، كما وجهت مروحيات وطائرات مقاتلة من فئة "سوخوي 24" إلى القاعدة الجوية في ورقلة، جنوب الجزائر. وأصدرت القيادة العسكرية في المناطق الحدودية قرارات تقضي بمنع اقتراب الأجانب مهما كانت جنسيتهم من الحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا.
وأشرف وزير الدفاع الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، أخيرًا، على مناورات عسكرية في منطقة عين أميناس الحدودية مع ليبيا. وأوضح متابعون للشأن الأمني في الجزائر بأن المؤسسة العسكرية بعثت من خلالها برسائل سياسية مباشرة إلى الداخل والخارج، تؤكد فيها استعداد الجزائر للتعامل مع أي خطر متطرف يهدد منطقتها.
وشاركت في المناورات القتالية وحدات من ألوية القوات الخاصة، ووحدات من اللواء المدرع، ولواء المشاة، إلى جانب سلاح المدفعية، وقوات جوية وطائرات مروحية هجومية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر