ورزازات-رشيدة لملاحي
أشرف الملك محمد السادس، في محافظة غسات "إقليم ورزازات"، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز محطة "نور ورزازات4"، المحطة الأخيرة، ضمن أكبر مركب لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم، والذي تصل طاقته الإنتاجية الإجمالية إلى 582 ميغاوات.
ويأتي هذا المشروع الجديد، الذي سيقام على مساحة 137 هكتار، والذي سيستعمل تكنولوجيا الأنظمة الكهرو- ضوئية، لتعزيز إرادة الملك محمد السادس الرامية، إلى تثمين استغلال موارد المغرب الطبيعية، وصيانة بيئته، والعمل على استدامة تنميته الاقتصادية والاجتماعية، وتأمين مستقبل الأجيال المقبلة. ويعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك محمد السادس، للمشاريع الطاقية، باعتبارها الرافعة الحقيقية للتنمية، ومحاربة الفقر، وتحقيق النمو الشامل، الذي تنعكس نتائجه على الجميع، وعزم على النهوض بخبرة المغرب في قطاع متطور تكنولوجيا، والذي يحمل في طياته قيمة مضافة حقيقية، بما يعود بالنفع على المملكة والقارة الأفريقية برمتها. ويتمثل آخر تجسيد لهذا الاهتمام في مشروع أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب، الذي أعلن عنه خلال الزيارة الملكية الأخيرة لجمهورية نيجيريا الفدرالية.
وينسجم هذا المشروع، تمام الانسجام، مع الالتزامات الدولية للمملكة، المتعلقة بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، ومع التوجه الرامي، للرفع من مساهمات الطاقات المتجددة، ضمن المزيج الكهربائي الوطني إلى 52 في المائة في أفق سنة 2030. وتستعين نور ورزازات 4، التي تتطلب استثمارات تقدر بأكثر من 750 مليون درهم، وبطاقة قصوى قدرها 72 ميغاوات، بتكنولوجية الأنظمة الكهرو- ضوئية، التي تمكن من توليد الطاقة الكهربائية، بشكل مباشر انطلاقا من الإشعاع الشمسي عبر الخلايا شبه الموصلة. وشكل نضج هذه التكنولوجية في سوق متنامية حلا جد تنافسي، بالنسبة للمغرب.
وسيتم تطوير محطة نور ورزازات 4، التي ستدخل حيز الاشتغال في حدود الفصل الأول من سنة 2018، في إطار شراكة تجمع بين الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، الفاعل المركزي في مجال الطاقات المتجددة في المغرب، ومجموعة من المقاولات والفاعلين الخواص، على رأسهم مجموعة "أكوا باور"، وذلك بعد طلب عروض دولي. وسيتم تنفيذ مرحلة الاستغلال اعتمادا على نمط للإنتاج الطاقي المستقل ثلاثي الأطراف، يدمج المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
وتمكن الهيكلة القانونية - المالية الفريدة، لمشاريع "مازن" بدعم من الدولة، من تأمين أفضل سعر للكيلووات/ ساعة. وفإن ثمن الكيلووات/ ساعة سيحدد في 0,44 درهم، وهو سعر جد تنافسي لم يتم بلوغه في السوق العالمي للطاقة الكهرو- ضوئية.
وسيؤمن تمويل بناء هذه المحطة البنك الألماني للتنمية "كي. إف. دابليو بانكينغروب"، في حدود 659 مليون درهم، وذلك في سياق الدعم المستمر المقدم من طرف هذا البنك والسلطات الألمانية، والذي يشكل دليلا على الثقة الدولية في المشاريع المنفذة ضمن المخطط المغربي للطاقة الشمسية. وأما بالنسبة للمحطتين الثانية والثالثة من المركب الشمسي نور (نور 2 ونور 3)، اللتين أعطى انطلاقتها جلالة الملك في 04 شباط/فبراير 2016، فقد بلغ معدل تقدم أشغال إنجازهما، على التوالي، 76 و74 في المائة.
وتعتمدان أيضا نمط الإنتاج الطاقي المستقل. وفضلا عن ذلك يشتمل مركب نور ورزازات، على برج ذي إطلالة مفتوحة بانورامية على مجمل الموقع، ومركز للسلامة زاره جلالة الملك في هذا اليوم.
وسيشتمل المركب على منتزه موضوعاتي (مازن بارك)، يمتد على مساحة 16 هكتارًا يجسد تصميمه خريطة المملكة، فضلًا عن تجهيزات مهيكلة، بما في ذلك بناية متعددة الوظائف تضم فضاءات مخصصة، لاستغلال واشتغال الموقع، وقاعة عروض، ومكتبة وسائطية.
وسيجعل مركب نور ورزازات بمحطاته الأربعة، أكبر موقع لإنتاج الطاقة الشمسية متعددة التكنولوجيات في العالم، باستثمار إجمالي قدره 2 مليار أورو، دون احتساب البنيات التحتية المشتركة المنجزة من طرف الوكالة المغربية للطاقة المستدامة، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، استجابة لحاجيات منفذي المشروع.
وتلبي هذه البنيات حاجيات الربط الكهربائي، والنقل الطرقي، والربط بالماء الخام والشروب، وصرف المياه، والاتصالات، والسلامة. وتشكل هذه المشاريع، أيضا، مناسبة لتفعيل رافعات التنمية السوسيو- اقتصادية، من خلال اعتماد إجراءات تشمل الصحة، والتعليم، والفلاحة، والمقاولة، والتنشيط الثقافي والرياضي. وتمكن أكثر من 20 ألف شخصًا، من هذه الآليات التضامنية، وأكثر من 30 دوارًا تم تزويدها بالماء الصالح للشرب، كما تم ربط أربعة، منها بشبكة الطريق الوطنية، بما مكن من فك عزلتها الترابية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر