الرباط- رشيدة لملاحي
كشف رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، عن خطة فريقه الحكومي لمواجهة قساوة البرد في مختلف المناطق المتضررة من المغرب، مشددًا على اتخاذ إجراءات استعجالية لفك العزلة عن الجهات التي تعاني شلل في الطرق بسبب تساقط الثلوج من طرف السلطات المحلية والجهات المسؤولة، مؤكدًا خلال اجتماعه بالوزراء في المجلس الحكومي، الخميس، في الرباط، على بعض الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الحكومة هذا العام للتخفيف من آثار البرد والصقيع الذي تشهده مختلف مناطق المملكة.
في المقابل، أوضح العثماني، أنه تفعيلًا للخطة الوطنية للتخفيف من آثار البرد الذي تشهده مختلف مناطق المغرب، قامت السلطات المحلية بإحصاء المشردين في جميع مناطق المغرب وستقوم بإيوائهم في أماكنة آمنة، مشيرًا إلى تشكيل عدد من اللجان في 26 إقليمًا لمكافحة آثار البرد القارس وفك العزلة عنها، مجددًا تأكيده أن للحكومة برنامجًا لفتح الطرق والمسالك المغلقة بسبب تهاطل الثلوج، عبر توفير الإمكانيات إلى المصالح المختصة وتعبئة عددمن الآليات الخاصة لإزاحة الثلوج وغيرها من الإجراءات، معلنًا عن قرب انطلاق عملية لتوزيع المؤن الغذائية في المناطق الأكثر تضررًا، إذ تم توفير26 ألف مؤن غذائية مع الأغطية لتوزيعها على الأسر الموجودة في الدواوير المعزولة.
وأشار العثماني إلى أن الحكومة كلفت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات بتأمين الاتصال في المناطق التي يتعذر فيها الاتصال بالطرق السلكية أواللاسلكية، حيث تم توفير جميع الإمكانيات المالية لتأمين الاتصال عبر الأقمار الصناعية في حالة العزلة، وحث مختلف القطاعات الوزارية، لا سيما الداخلية والزراعة والصحة والتجهيز والتضامن، على ضرورة التعبئة في هذه المناطق واتخاذ الاحتياطات المناسبة تحسبًا لأي طارئ، مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية للتدخل في الوقت المناسب، مشددًا على ضرورة التنسيق بين القطاعات وضمان اللالتقائية، "حتى نخفف على مواطنين أينما كانوا ".
ويشار إلى وزارة التربية الوطنية كانت قد دعت الأساتذة إلى توفير التدفئة في المؤسسسات للتلاميذ، حيث وجهت مذكرة وزارية إلى مدراء الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والمدراء الإقليميين، ومدراء المؤسسات التعليمية، قصد اتخاذ التدابير اللازمة للحماية من الأخطار الناجمة عن سوء الأحوال الجوية، خلال فصل الشتاء، وانخفاض الحاد في درجات الحرارة، مشددة على تفعيل مختلف الآليات والإجراءات الاحتياطة والاستباقية المعمول بها، وتأمين الزمن المدرسي لحماية المتمدرسين والعاملين بالمؤسسات التعليمية.
ويذكر أن وزارة الداخلية كانت قد كشفت أنه في إطار التدابير الاستباقية لمواجهة التقلبات الجوية والانخفاض الشديد لدرجة الحرارة الذي تعرفه بعض مناطق المملكة خلال فصل الشتاء، خصوصًا بالمناطق الجبلية، أصدرت وزارة تعليماتها للولاة والعمال المعنيين لتفعيل مراكز القيادة الإقليمية لمتابعة الأوضاع عن قرب، بتعاون وثيق مع المصالح المختصة بوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء ووزارة الصحة والدرك الملكي والوقاية المدنية والمنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني، واتخاذ التدابير الكفيلة بضمان حماية السكان وسلامة ممتلكاتهم.
وأكدت الوزارة الداخلية أنها حثت كذلك السلطات المحلية على إيلاء الاهتمام اللازم للفئات الهشة، خصوصًا الأشخاص دون مأوى، واتخاذ جميع التدابير الضرورية، وفق منهجية تشاركية مع كل المتدخلين، لمساعدة هذه الفئات وتوفير الإيواء والتغذية والتطبيب لها، وتم على مستوى وزارة الداخلية تفعيل مركز قيادة للمتابعة، مشترك بين الوزارات، يضم ممثلي مختلف المصالح المعنية، قصد السهر على تتبع تنفيذ المخططات العملية التي أعدتها الأقاليم المعنية وتنسيق عمليات التدخل على الصعيد الوطني، وأكد أن مركز القيادة المركزي ومراكز القيادة الإقليمية ستبقى معبأة من أجل متابعة الأوضاع باستمرار واتخاذ التدابير الضرورية لدعم وتقديم المساعدة للسكان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر