الدار البيضاء - جميلة عمر
عقد رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة السيد عبد الصمد سكال، في الرباط جَلسة عمل مَع السيد خالد الصمدي كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي وتمّ خلال الجلسة التي حضرتها السيدة نادية تهامي نائبة رئيس مجلس الجهة، والسادة نبيل شيخي وعبد العلي حامي الدين نائبي رئيس مجلس الجهة، وسعيد أمزازي رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط وعز الدين الميداوي رئيس جامعة ابن طفيل بالقنيطرة وأحمد حموش المدير بالنيابة للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، تدارس إعداد مشروع اتفاقية جديدة، بالنظر إلى قرب انتهاء اتفاقية شراكة الموقعة بين مجلس الجهة والوزارة الوصية وجامعتي محمد الخامس وابن طفيل والجامعة الدولية للرباط، وهي الاتفاقية التي تهدف إلى الاستفادة من الإمكانيات والخبرات المتوفرة لدى الأساتذة الباحثين بالجامعة في أفق تسخيرها لخدمة التنمية المحلية في الجهة عبر خلق دينامية متجددة في مجالات تدخل واختصاص كل طرف وتقوية وتمتين أسس العلاقة بين الجهة والجامعة وتكريس دورهما في التنمية.
وبموجب الاتفاقية المذكورة ساهم مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة في الدعم المالي للمشاريع المتفق عليها من خلال رصده لغلاف مالي يقدر ب 20 مليون درهم برسم سنتي 2016/2017، ومن هذه المشاريع تدشين يوم الخميس 27 يوليو/تموز 2017 بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة محطة لتوليد الطاقة الكهربائية ستساهم في تقليص فاتورة كهرباء الجامعة بـ35 بالمائة.
وأكد السيد عبد الصمد سكال رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة عَلى الدور الذي ينبغي أن تقوم به الجهات خاصة في التخفيف من العبء الذي تتحمله الدولة على المستوى المركزي، منوها ببرمجة السيد رئيس الحكومة لزيارات ميدانية لمجموع الجهات بالمغرب وعقده خلالها جلسات عمل مع المنتخبين، شدد على أهمية الشراكة التي وصفها بــ"الاستراتيجية" التي تجمع مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة بالجامعة، ولهذا حظي هذا القطاع برصد غلاف مالي يقدر بــ85 مليون درهم في برنامج التنمية الجهوية تتوزع على ستين (60) مليون درهم مُخصصة للبحث العلمي التطبيقي وخَمسة (5) ملايين درهم لمنح التميز وعشرون (20) مليون درهم لإحداث نواتين جامعيتين بمدينتي الخميسات وسيدي قاسم، حيث ستساهم هاتين الملحقتين الجامعيتين في مُساعدة طلبة هاتين المنطقتين في استكمال دراستهم الجامعية في ظروف أفضل
وأوضح السيد عبد الصمد سكال، بأن اقتناع مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة بالدور الذي يمكن أن تقوم به الجامعة في الدينامية التنموية الجهوية، جعله يضع ثقته في الجامعة من أجل دعم وتطوير برامج التكوين والتكوين المستمر لفائدة منتخبي وموظفي الجماعات الترابية بتراب الجهة
وقال عبد الصمد سكال بأن مجلس الجهة سيلتزم من خلال الاتفاقية الجديدة بمواصلة تنفيذ مشاريع أخرى في البحث العلمي التطبيقي بالإضافة إلى إمكانية وضع أرشيفه رهن إشارة الطلبة الباحثين، مبديا استعداده للانفتاح على دعم تمويل مَشاريع أبحاث أكاديمية في حقول معرفية في شعب الاقتصاد وعلم الاجتماع من شأنها مساعدة المنتخبين لاكتشاف المجال بشكل جيد. ونوه سعيد أمزازي رئيس جامعة محمد الخامس، بالثقة التي يضعها مَجلس جهة الرباط سلا القنيطرة في القطب الجامعي الموجود بتراب الجهة وأجرأة ذلك في اتفاقية شراكة وتعاون تضمنت كما أشار السيد سعيد أمزازي، إلى أنه في هذا السياق تم تجميع مجموعة من المَشاريع التي بلغات 42 مشروعا في بنك يتم التداول فيها عن طريق لَجْنة مشتركة تدرس مشاريع البحث العلمي التطبيقي التي تضعها الجهة في أولوياتها
وجدد خالد الصمدي كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي التنويه بعقد هذا اللقاء، كما نوه أيضا بهذه الاتفاقية التي تجمع بين جهة الرباط سلا القنيطرة والقطب الجامعي الموجود بترابها، دَاعيا إلى التعريف بمثل هذه المبادرات النموذجية، مُقترحا تنظيم يوم دراسي في الموضوع يتم فيه عرض التجارب الناجحة لعلاقات الشراكة بين الجامعات والجهات
إلى ذلك، تم الاتفاق على إدراج نقطة إحداث نواتين جامعيتين في الدورة المقبلة لمجلس جامعتي جامعة محمد الخامس بالرباط وابن طفيل بالقنيطرة، بالإضافة إلى إعداد بطاقة تقنية يتم فيها تحديد المعايير ومعاينة موقع إحداث هاتين النواتين الجامعيتين وفق مقاربة تشاركية مع باقي الشركاء المؤسساتيين
وفي هذا السياق، جدد السيد عبد الصمد سكال تأكيده، بأن مجلس الجهة يسعى لإنجاز مشاريع مدروسة، ولا يريد من مشروع إحداث نواة جامعية في كل من الخميسات وسيدي قاسم إقامة بنايات إسمنتية فقط، ولكن يريد "إحداث نواة جامعية حقيقية"، يقول سكال قبل أن يوضح بأن "الجهة ليست مكملا لباقي المتدخلين أو صندوقا يتم اللجوء إليه للتمويل بل هي جماعة ترابية بوأها دستور المملكة مكانة متميزة لتقوم بأدوار مهمة في تحقيق التنمية الجهوية، ولن يتحقق ذلك دون أن تكون لها رؤية مندمجة لتنمية المجال وترجمة ذلك من خلال تنفيذ مشاريع مهيكلة"، مشيرا إلى أن مَجلس الجهة في برنامج التنمية الجهوية رَصد غلافا ماليا مهما مُساهمة منه في تحسين جودة التعليم رغم أن التعليم من الاختصاصات المنقولة، لكن يوضح سكال "بالنظر إلى الأهمية التي يكتسيها باعتباره من مداخل تحسين مؤشرات التنمية البشرية حظي بذلك الدعم من مجلس الجهة"، مُطَالبا بخصوص إحداث نواتين جامعيتين بأن تلتزم الوزارة الوصية بدعم هذا المشروع لما سيحققه من آثار إيجابية على الساكنة وخاصة الطلبة وأسرهم، وهذا وافق عليه السيد خالد الصمدي كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بقوله "الاستثمار في العنصر البشري أساسي وضروري"، مشيرا إلى أن الوزارة ستساعد في إحداث هاتين النواتين الجامعيتين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر