تونس - حياة الغانمي
اعترف المتهم الرئيسي في تكوين خلية إرهابية تحت مسمى جند المغرب الإسلامي مبروك الرعاش، خلال تحقيق أجرته معه "الوحدة الوطنية للبحث في الجرائم الإرهابية" بأنّه يتبنى الفكر التكفيري، وأنه اشترى سلاح "كلاشنكوف" ومسدسًا من تاجر ليبي الجنسية معروف بكنية "الحاج"، وقرّر تكوين خلية إرهابية أطلق عليها إسم "جند المغرب" لغزو الجنوب بالتنسيق مع خلية ليبية ستساعده وبقية عناصره.
وأوضح أنّه لهذا الغرض استقطب 20 شابًا، من بينهم كل من رامي حداد وطارق العكاري وخالد الزغبي ومبروك الرعاش ومكرم الجويني، وقد مكنهم من أقنعة حتى لا يتعرفوا على بعضهم البعض وأدّوا له البيعة على السمع والطاعة وأضحى أميرًا على تلك الخلية، مشيرًا إلى أن هدفه كان تكوين جبهة قتال في الجنوب التونسي لقلب نظام الحكم وإرساء دولة الخلافة. واعترف المتهم أنّه كان يتواصل مع الإرهابي كمال زروق الذي كان متواجدًا في ليبيا خلال سنة 2014 عبر "فيسبوك" ثم سافر للقتال في سورية، مؤكدًا أنه جلب زوجته إلى ليبيا على متن سيارة ليبية كان يقودها تونسي.
وشملت الأبحاث التحقيقية في الملف في بداية القضية 24 متهمًا ثم قررت دائرة الاتهام إحالة 12 عنصرًا (من بينهم مهندس وميكانيكي في شركة) ومتهمين اثنين في حالة سراح وقد قضي في شأنهما بعامين سجنا. وعمد المتهمون إلى تكوين كتيبة إرهابية أطلقوا عليها اسم "كتيبة جند المغرب الإسلامي" وتم تنصيب المتهم مبروك الأنور أميرًا عليها (صدر ضده حكم بالسجن مدة 16 سنة)
وخططت عناصر الكتيبة إلى ارتكاب أفعال إرهابية في التراب التونسي وإقامة إمارة إسلامية في جهة مدنين كما دبرت لاستهداف مراكز أمنية واختطاف أفراد أمن وسياح للمقايضة بهم مقابل الإفراج عن بعض العناصر السلفية الموقوفة في السجون من أجل قضايا ذات صبغة إرهابية. ولتنفيذ مخططها الإرهابي تولت الكتيبة التزود بالأسلحة من مخزن الأسلحة الذي تم اكتشافه في مدنين مع تلقي عناصرها تدريبات عسكرية على كيفية استعمال الأسلحة.
وكشفت الأبحاث والتحريات الأمنية والقضائية أن عناصر الكتيبة كانت على علاقة تواصل مع الإرهابيين كمال زروق ولقمان أبوصخر فضلًا عن تواصلهم مع عناصر لكتيبة إرهابية على الحدود الليبية التونسية. وبينت التحريات أيضًا أن عناصر كتيبة جند المغرب الإسلامي كانت تخطط لإدخال البلاد في حالة من الفوضى من خلال استهداف شخصيات بارزة من مختلف القطاعات من بينها قيادات أمنية وشخصيات سياسية. وخلال التحقيق مع المتهم الرئيسي وهو أمير الكتيبة صرّح بأن الهدف الأساسي من تكوين الكتيبة هو تكوين جبهة قتال في الجنوب التونسي من خلال السيطرة على مدينة مدنين ومنها قلب النظام في تونس. كما ثبت من خلال التصريحات المسجلة على المتهمين أمام الباحث المُناب أنهم كانوا يخططون لإدخال البلاد في فوضى من خلال تنفيذ عمليات نوعية، إلا أنهم تراجعوا في تلك التصريحات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر