الإمارات تجمع فايز السراج وخليفة حفتر سعيًا وراء اتفاق ينهي الأزمة الليبية
آخر تحديث GMT 13:29:03
المغرب اليوم -

اللقاء يثير انقسامات سياسية وعسكرية تتراوح بين التأييد والرفض لمقرراته

الإمارات تجمع فايز السراج وخليفة حفتر سعيًا وراء اتفاق ينهي الأزمة الليبية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الإمارات تجمع فايز السراج وخليفة حفتر سعيًا وراء اتفاق ينهي الأزمة الليبية

فائز السراج وخليفة حفتر
طرابلس ـ فاطمة سعداوي

نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في عقد اجتماع  في مدينة أبوظبي، بين المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي في شرق ليبيا، وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة. وفي حين أكد مكتب حفتر، الذي نشر صورة الاجتماع في بيان مقتضب، أن الاجتماع عقد بعد وساطة دولية وعربية، قالت مصادر ليبية لـ"الشرق الأوسط" إن اللقاء اقتصر على الجانبين فقط، ولم يشارك فيه أي من الوفدين المرافقين لحفتر والسراج.

لكن وكالة الأنباء الليبية الموالية للبرلمان الليبي قالت إن حفتر والسراج اتفقا على فتح قنوات تواصل دائمة، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يجتمع فريقا عمل للاتفاق على تفاصيل تشكيلة حكومية، وترتيبات عسكرية بين ضباط القوات المسلحة العربية الليبية.ولم يصدر حتى مساء أمس أي بيان رسمي حول فحوى المحادثات، لكن مصادر غير رسمية رجحت في المقابل الاتفاق على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في مدة أقصاها شهر مارس/آذار المقبل، وهو بند سبق أن أشار إليه بيان اللجنة المصرية الرسمية التي يترأسها الفريق محمود حجازي، رئيس أركان الجيش المصري، حول تفاهم الطرفين على إجراء انتخابات جديدة في البلاد.

وقال حمد البنداق، عضو برلمان شرق ليبيا الذي رافق حفتر، إنه كان من المقرر أن يجري الطرفان محادثات في أبوظبي بعد تصويرهما سويا على وسائل التواصل الاجتماعي لأول مرة منذ مطلع 2016.وطبقا لتسريبات نشرتها وسائل إعلام محلية فقد اتفق الجانبان على إجراء انتخابات عامة بعد 6 أشهر من توقيع الاتفاق، كما توقعت المصادر الاتفاق على إعادة هيكلة المجلس الرئاسي لحكومة السراج المكون من تسعة أعضاء، وتقليصه إلى ثلاثة فقط، وفقا لاشتراطات مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له. وأوضحت أن الطرفين ربما اتفقا أيضا على إلغاء المادة الثامنة من اتفاق الصخيرات، وأن تتولى قوات الجيش بقيادة حفتر الإشراف على بند الترتيبات الأمنية في إخراج الميليشيات المسلحة من المدن الليبية.وروجت مصادر إعلامية اتفاق حفتر والسراج على تشكيل مجلس جديد لرئاسة الدولة يتكون منهما، بالإضافة إلى رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح، علاوة على الاتفاق على توحيد قوات الجيش ورفض أي تدخلات خارجية في تشكيله وحل الميليشيات المسلحة، مشيرة إلى الاتفاق على ضرورة الامتثال للأحكام القضائية، وتحرير الحكومة المقبلة للبلاد من أي هيمنة محلية ومواصلة الحرب على الإرهاب.

لكن هذا التقارب الذي جرى بين السراج والمشير خليفة حفتر أدى إلى انقسام بين القادة الليبيين بشأن الترتيبات المستقبلية. فبينما أيد بعض الزعماء هذه الخطوة، بدا من تعليقات قادة آخرين أن هناك ألغامًا في طريق تقاسم السلطة بين الرجلين.

وقال بلعيد الشيخي، المستشار الاجتماعي للقائد العام للجيش لـ"الشرق الأوسط"، إن لقاء الإمارات سوف يسهم في حل أزمة ليبيا، والقضاء على الإرهاب، مشيرا إلى أن حفتر والسراج يمكنهما العمل سويًا في المجلس الرئاسي المدعوم من الأمم المتحدة.لكن العميد محمود زقل، قائد الحرس الوطني الليبي، قال لـ"الشرق الأوسط"، متحديا أي توافق يمكن أن يضع قائد الجيش الوطني على شاشة الحكم في البلاد: "لن نسمح لحفتر بالتواجد في المشهد لأنه انقلب على الشرعية وشن حرب إبادة في بنغازي... وكان ينبغي على المجلس الرئاسي التحقيق معه، لا الدخول معه في نقاش".

وأدى لقاء أمس، وفقا لمصادر ليبية إلى ارتفاع قيمة العملة المحلية الليبية أمام الدولار في السوق الموازية، من نحو عشرة دنانير إلى أقل من ثمانية دنانير فقط. وفي هذا السياق قال الشيخي، وهو أحد المقربين من حفتر: "نحن مطمئنون لما يقوم به السيد المشير... إنه يحرص على استقرار الوطن، وإنهاء حالة الانقسام". وتابع الشيخي، وهو أحد القيادات الاجتماعية المهمة وسط قبائل شرق ليبيا، ولديه علاقات واسعة مع قيادات قبلية في الغرب والجنوب: "لا يمكن للدولة أن تسير بالطريقة التي تسير عليها حاليا، لأنه يوجد انقسام في كثير من المؤسسات المهمة في الدولة... ولهذا نشكر دولة الإمارات، ونشكر دولة مصر وكل الأشقاء الذين يحاولون مساعدة ليبيا للخروج من الأزمة التي تمر بها. ونحن نؤيد لقاء الإمارات"، مشيرا إلى أن مباحثات المسؤولين ركزت على رفض جماعة "الإخوان" وللتشكيلات الأخرى المتطرفة التي تثير الفوضى في طرابلس.

وأشار الشيخي إلى أن المشير حفتر "يمكن أن يكون في المجلس الرئاسي، قائدا عاما للقوات المسلحة العربية الليبية، كما هو، وفقا لمباحثات "أبوظبي" ، ويمكن أن يكون السراج رئيس حكومة أو حتى رئيسا للبرلمان. ونحن الليبيين نوافق على هذه التفاهمات بنسبة 90 في المائة.

وعلمت "الشرق الأوسط" أن السراج هو من طلب اللقاء مع حفتر، بحسب مصادر ليبية ذات صلة بالجيش، إلا أن المصادر نفسها أشارت إلى أن ضغوطا من الأمم المتحدة ومن دول أوروبية، هي من عجلت بأن يجلس الرجلان حول طاولة واحدة، وأن ينهيا حالة الخلاف التي قسمت البلاد وعطلت مرافقها الحيوية.من جانبه، أكد أحمد قذاف الدم، مسؤول جبهة النضال الوطني الليبية، أن حفتر يستمد شرعيته من البرلمان، ولا يملك دستوريا أن يجيز شرعية أحد، وفي المقابل لا أحد يستطيع نزع شرعيته إلا البرلمان نفسه.

وتابع قذاف الدم قائلا من القاهرة: "نحن لسنا ضد أي لقاء بين الأطراف الليبية، إذا كانت تصب في حقن دماء الليبيين واستقرار ليبيا، ورفع الغبن عن أهلنا، وتسهم في عودة ملايين الليبيين المهجرين بالخارج والداخل، وتسهم في خروج أسرانا من السجون... لكننا نتحفظ كثيرا على التدخل الفج في شؤون الوطن، وفرض مسؤولين في مواقع حساسة من الخارج، دون احترام السياق الطبيعي والقانوني لإدارة الدولة، المتعارف عليه".

ومن طرابلس قال العميد محمود زقل: "هذا لقاء لم نكن نتوقع أن يتم... فكيف يلتقي السراج مع حفتر، بعد أن رأى العالم كله عمليات القتل بدم بارد، وانتهاك حرمات الجثث بسبب الحرب التي يشنها في بنغازي، فهذه أعمال لا يرتكبها جيش. وكنا نتمنى ألا يتغاضى السيد كوبلر عن ذلك، وأن تجري حكومة الوفاق تحقيقات في هذه الأمور وتعاقب المسؤولين عليها لا أن تلتقي بهم.

وبخصوص موقفه إذا ما حدث تقاسم لتولي السلطة في طرابلس بين السراج وحفتر، قال العميد زقل: لن أرضى لحفتر أن يكون في المشهد... هذا أسير حرب، وهو يطمع في السيطرة على السلطة... وقد انقلب على السلطة الشرعية عام 1969 (ضد النظام الملكي)، وفي 2014 (ضد البرلمان السابق)، بعد أن كانت ليبيا تسير في الطريق الديمقراطي، مشددًا على أن الشعب يريد حكومة ليبية تكون ديمقراطية ومدنية، ويكون دور الجيش مقتصرا على حماية الوطن، دون أن يتدخل في الأمور السياسية. أعتقد أن بعض الأطراف الدولية تريد لحفتر أن يكون بديلا للقذافي.

وقالت قناة "ليبيا روحها الوطن" إن الجانبين اقرا مبدأ العمل للتجهيز لانتخابات رئاسية وبرلمانية عامة في موعد أقصاه آذار /مارس 2018. وورد في مسودة الاتفاق بين الطرفين ان الجيش الليبي سيوحد ويعمل تحت اشراف حكومة الوفاق. ومن المقرر أن يجتمع فريقا عمل للاتفاق علی تفاصيل تشكيلة حكومية و رتيبات عسكرية بين ضباط القوات المسلحة العربية الليبية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإمارات تجمع فايز السراج وخليفة حفتر سعيًا وراء اتفاق ينهي الأزمة الليبية الإمارات تجمع فايز السراج وخليفة حفتر سعيًا وراء اتفاق ينهي الأزمة الليبية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل

GMT 14:45 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني بطلة جي مورجان للإسكواش للمرة الأولى

GMT 05:25 2015 الأربعاء ,14 كانون الثاني / يناير

11 حالة إغماء داخل مؤسسة تعليمية في تمارة

GMT 11:44 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمر القزابري يحيي حفل تأبين الوزير الراحل باها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib