فيينا ـ عادل سلامه
يُواجِه والدان إسلاميان متطرفان في النمسا، تهمًا بإرغام أطفالهما الخمسة على مشاهدة مقاطع فيديو لتنظيم "داعش"، حيث ارغم الأم والأب، 29 و 39 عامًا على التوالي، أطفالهما على مشاهدة الهجمات الإرهابية "لتحويلهم إلى جهاديين ". ويبدو أن الزوجين اللذين لم يُعلن اسمهما علنا، عُرضَا أمام محكمة في مدينة "غراتس" في النمسا هذا الأسبوع بتهمة إساءة المعاملة.
واستمعت المحكمة إلى كيفية أخذ الزوجين الأطفال إلى سورية حيث أجبراهم على "مشاهدة أشرطة الفيديو الفظيعة وقطع رؤوس داعش بشكل يومي". وبعد ذلك أجبر الوالدان ابنهما البالغ من العمر ثماني سنوات على المشاركة معهما في التدريب على الأسلحة العسكرية من أجل "الدفاع عن النفس".
وقال الوالد في المحكمة إنه "حتى الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات بدأوا التدريب بالأسلحة النارية المتماثلة في إطار تدريبات تنظيم داعش". وسمع القضاة أن بعض الأطفال الخمسة وصفوا مقاطع الفيديو المروعة بأنها "رائعة"، في حين وجد آخرون أنها كانت "بشعة". وادعى محامو الدفاع أن العائلة لم تزر سورية إلا في "العطلة"، لكن المدعين أثبتوا أن الوالد باع سيارته لتمويل الرحلة، وزعم أن هذا كان دليلا على أنها كانت "رحلة مخططًا لها" لتسللهم للمشاركة مع "الجهاديين". وسأل المدعون العامون: "هل تبيع سيارتك قبل كل عطلة؟"
وادعى الوالد أنه "كان مخدوعًا" من قبل طائفة متطرفة في مسجده المحلي، قائلا: "في المسجد سمعت أنني أستطيع العيش في سورية وفقا للشريعة الإسلامية، وأن هناك حرية للزوجة والأطفال". وقال إنه يريد أن يترك حياته القديمة خلفه، وأيضا يستطيع أن يستمر في المطالبة بمزايا الخدمات الاجتماعية السخية في النمسا. وعلى الرغم من انه يُنكر كونه عضوًا في "داعش"، إلا أنه اعترف بأنه تلقى سيارة، وشقة ووظيفة من الجماعة الإرهابية.
وفي عدة نقاط في جلسة الاستماع، فاجأ المحكمة بالضحك على الأدلة. وقال: "أنا آسف، فالكثير يدور في رأسي، ماذا كان علينا القيام به". فأجاب القاضي: "وأنت تضحك بسبب ذلك؟" وادعت والدة الطفل أنها لم تر أي خطأ في أن يحمل زوجها بندقية "كلاشينكوف" أمام أطفالهما. وقالت: "كان الجميع لديه واحدة". وستستمر المحكمة في الاستماع للقضية خلال هذا الأسبوع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر