القمة الأميركية العربية الإسلامية في السعودية تؤسّس لخطة واشنطن في الشرق الأوسط
آخر تحديث GMT 06:43:46
المغرب اليوم -

عادل الجبير أكّد أنّ زيارة ترامب إلى المنطقة “تعكس الدور المحوري للمملكة"

القمة الأميركية العربية الإسلامية في السعودية تؤسّس لخطة واشنطن في الشرق الأوسط

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - القمة الأميركية العربية الإسلامية في السعودية تؤسّس لخطة واشنطن في الشرق الأوسط

وصول قادة وممثلي 43 دولة إلى الرياض للمشاركة في قمتين مع ترامب
الرياض ـ سعيد الغامدي

تحمل القمة "الأميركية – العربية – الإسلامية"، المزمع عقدها “الأحد” الكثير من الدلالات من حيث الزمان والمكان؛ إذ إنه وإضافة إلى اختيار السعودية أول محطّة في زيارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخارجية، فإن أهميتها وتحدياتها تكمن في أنها ستؤسس أو تضع حجر الأساس لخطة واشنطن في الشرق الأوسط بعد الانكفاء الأميركي في العهد السابق، وإذا كانت إيران ودورها في الشرق الأوسط ستشكّل البند الرئيسي في اجتماعات القمة، فإن أمورا كثيرة أخرى ستكون حاضرة في اللقاءات التي ستشهدها الرياض، ولا سيما تلك المتعلقة بالأزمات والحروب المستمرة في بعض الدول العربية.

واعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ، أن زيارة ترامب إلى السعودية “تاريخية بكل المقاييس وتعكس الدور المحوري للمملكة في العالمين العربي والإسلامي”، ووصف مساعدو ترامب في البيت الأبيض بأنها “استعراض رمزي للعزم وعهد جديد في السياسة الخارجية للولايات المتحدة”.

ويحدد سفير لبنان السابق في واشنطن، الدكتور رياض طبارة، أهداف أو تحديات القمة الأميركية بأربعة عناوين رئيسية، هي أولا تفعيل دور الدول المعتدلة في المنطقة وعلى رأسها السعودية والخليج العربي بعدما أدى الغياب الأميركي إلى دخول كل من إيران وحليفاتها وظهور تنظيم داعش، وثانيا تحييد الدور الإيراني الذي تمدّد في السنوات الأخيرة، وثالثا محاولة إيجاد حل للمشكلة الفلسطينية، وأخيرا صفقة الأسلحة التي من المتوقع أن يتم توقيعها بين واشنطن والرياض.

ويرى مدير معهد المشرق للبحوث الاستراتيجية، الدكتور سامي نادر، أن زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية غنية بالدلالات؛ فهي إضافة إلى كونها تأتي تحت عنوان ما سبق أن أعلنه ترامب ومسؤولون أميركيون لجهة مبدأ إحياء الشراكات الأميركية القديمة، وتكريس لنهج الحزب الجمهوري التقليدي، من شأنها أن تشكّل أو تكرّس التحول الجذري في سياسة الانفتاح السابقة على إيران بعد إنهاء واشنطن سياسة الانكفاء في الشرق الأوسط، وبشكل أساسي مواجهة “مواجهة طهران” التي باتت على وشك تنفيذ “الهلال الفارسي” في المنطقة، في وقت بدأت بمحاولة إيجاد صيغة شراكة جديدة مع موسكو.

واعتبرت صحيفة “واشنطن تايمز” الأميركية، أن زيارة ترامب إلى السعودية، كونها أول زيارة خارجية له بصفته رئيسًا، “هي توبيخ واضح لسياسات سلفه باراك أوباما، الذي وقّع اتفاقًا نوويًا مع إيران تعارضه الرياض”، وأن الزيارة محاولة من الرئيس ترامب للاعتذار عن الخطاب المعادي للمسلمين الذي استخدمه في حملته الانتخابية بكثافة، وتبعه بقرار حظر للسفر على مواطني سبع دول إسلامية إلى أميركا، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تعتبر كسرًا للبروتوكول المتّبع في البيت الأبيض بحيث كان الرؤساء يبدأون زياراتهم الافتتاحية إلى دول الأميركتين، أو أحد حلفاء واشنطن في أوروبا.

وأوضح طبارة أن “صفقات عسكرية واقتصادية ستوقع خلال الزيارة ستكون الأكبر في تاريخ واشنطن، ومن شأنها تغيير موازين القوى، ومن هنا سيكون التحدي الأهم العمل على تحييد دور إيران في المنطقة بعدما كان سلفه قد عمد إلى توقيع اتفاق نووي مع طهران، والاعتماد على الدول العربية منها كما ومحاسبة إيران على المشكلات التي تسببت بها”، وفي حين يرى أن القضية الفلسطينية حاضرة على طاولة القمة وفتح باب التفاوض على حل يبدأ من مبادرة السلام العربية التي كانت الرياض عرابتها”، يستبعد نادر إحداث تغيرات جذرية في هذه القضية في ظل وجود الحكومة اليمينية، مبيّنًا أنّه “لا يبدو أن هناك أي حل قريب لإقامة دولتين، وإن كان تغير موقف “حركة حماس” مؤشرا على تراجع الدور الإيراني وعودة الدور المصري بشكل أكبر على خط القضية”.

وأبدى ترامب خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أسبوعين، ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، معتبرا أن ذلك لن يكون صعبا، ولافتا إلى أنه سيكون وسيطا بين الطرفين من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق. 

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي إتش.آر مكماستر، إن ترامب سيعبر عن دعمه لحق “تقرير المصير” للفلسطينيين خلال جولته الشرق أوسطية، بما يشير إلى أن ترامب منفتح على حل الدولتين للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، رغم أنه لم يتبن الفكرة علنا حتى الآن، ويتوافق كل من طبارة ونادر على أن الخطة الأميركية في الشرق الأوسط وتحديات واشنطن العائدة إلى هذه الساحة ستكون عبر التخطيط للمزيد من الانخراط العسكري بعدما كانت قد بعثت برسائل في العراق وسوريا واليمن عبر غارات عسكرية محدودة، في حين لا لم تسجّل أي خطوات مماثلة في أفغانستان لغاية الآن، وفي حين يرى طبارة، أن الخطوات العملية الأميركية ستظهر عبر المزيد من التدخل الأميركي السياسي واللوجيستي والعسكري التدريجي في هذه الدول بشكل مباشر أو غير مباشر،

يقول نادر إنّ “هذه العودة ستساهم من الناحية السياسية في إعادة تصحيح موازين القوى، التي من شأنها أن تشكّل عنصر استقرار في الشرق الأوسط بعدما أطاح به الانسحاب أو الانكفاء الأميركي لصالح التدخل الإيراني”، ولم يستبعد أن يبدأ تدخل أميركي فعلي في اليمن بعدما بقيت الولايات المتحدة بعيدة إلى حد ما عن الصراع، مكتفية بمحاربة تنظيم القاعدة عبر سلسلة من الغارات والضربات الجوية، كذلك أن يتكرر السيناريو العسكري الأميركي الذي اعتمد في العراق في سوريا أيضا تحت عنوان محاربة “داعش” الذي بات أساسا قاب قوسين من الانتهاء، وبشكل خاص لإنهاء التمدّد الإيراني عبر معارك في بعض الجبهات العراقية والسورية للتضييق على المجموعات التابعة لطهران وضمان إبعادها عن المناطق التي ستتحرّر من قبضة “داعش”،

مع العلم، أن السعودية هي واحدة من دول التحالف الدولي الذي شكّلته الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش، وسبق للطيران السعودي أن نفّذ العشرات من الضربات الجوية على معاقل التنظيم في كل من العراق وسورية.

وأفاد مستشار الأمن القومي هربرت ريموند ماكماستر، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيطالب باتخاذ موقف قوي ضد “الآيديولوجية المتطرفة”، على حد تعبيره، خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية، موضحًا أن “جولة ترامب ستبدأ بزيارة السعودية، حيث سيشجع شركاءنا العرب والمسلمين على اتخاذ خطوات جديدة من أجل تعزيز السلام ومواجهة هؤلاء، من تنظيم "داعش" إلى "القاعدة" إلى إيران إلى نظام الأسد، الذين يثيرون الفوضى والعنف ويتسببون في الكثير من المعاناة عبر العالم الإسلامي وخارجه”.

ووجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الدعوات لقادة الدول العربية والإسلامية لحضور القمتين اللتين تأتيان في وقت يشهد فيه العالم أوضاعا دقيقة وتحديات واسعة، وتسعى فيه السعودية إلى مواجهتها وجمع الصف العربي والإسلامي مع الولايات المتحدة، وذكرت مصادر أن القمة العربية - الإسلامية - الأميركية “العزم يجمعنا” ستشهد قرارات ضد التحديات التي تشهدها المنطقة، وستتوج بعد نهاية الجلسة بإطلاق قادة الدول المشاركة المركز العالمي لمواجهة التطرف في الرياض، وهو المركز الذي سيقوم بتجميع الموارد لمواجهة المعركة الآيديولوجية، بهدف إيجاد التسامح والتعايش والعمل من أجل التقدم والازدهار.

 ورأت المصادر أن القمة تسعى إلى أن تكون العلاقة بين الغرب والعالم الإسلامي علاقة شراكة وليست علاقة توتر، وتوضح لمن يريد أن يخلق عداوة بين هذين العالمين سواء في الغرب أو العالم الإسلامي أنهم يسيرون في الاتجاه المعاكس، ومن المنتظر أن تساهم القمة الخليجية - الأميركية في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون، وهي مؤشر واضح للعالم بأن هناك علاقة استراتيجية تربط الطرفين، كما يتوقع أن يشهد اللقاء مبادرات كثيرة تشمل التسليح والجانب الأمني والجانب الاقتصادي، فضلا عن مواجهة الإرهاب وتمويله بالإضافة إلى نقاشات أخرى تشمل التعاون في المجال التعليمي، ووصل زعماء وقادة وممثلو الدول الخليجية والعربية والإسلامية المشاركة في القمتين إلى العاصمة السعودية مساء أمس.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القمة الأميركية العربية الإسلامية في السعودية تؤسّس لخطة واشنطن في الشرق الأوسط القمة الأميركية العربية الإسلامية في السعودية تؤسّس لخطة واشنطن في الشرق الأوسط



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib