الولايات المتحدة تحث الناتو على تجهيز قوات ردع ضد أي هجوم روسي
آخر تحديث GMT 18:14:19
المغرب اليوم -

مع التوتر الذي زادت حدته بسبب التدخل في سورية واقتطاع جزيرة القرم

الولايات المتحدة تحث "الناتو" على تجهيز قوات ردع ضد أي هجوم روسي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الولايات المتحدة تحث

وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو)
واشنطن ـ رولا عيسى

يلتقي وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل، اليوم الخميس، للموافقة على تعزيز قدرة الحلف على تحريك قوات سريعة في حال اندلاع أزمة، في غياب المؤشرات على تراجع المخاوف بسبب التوتر القائم مع روسيا، والذي زادت حدته خلال الأعوام الأخيرة منذ تدخله في سورية واقتطاع شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

وسيعمل الحلف على خطة عسكرية للتدخل السريع، لمجابهة الخطر الروسي، سيتم اعتمادها في قمة الشهر المقبل والمعروفة باسم 30 - 30 - 30 - 30، والتي تعني تجهيز 30 كتيبة من القوات البرية و30 سربا من المقاتلات الجوية و30 سفينة للانتشار في غضون 30 يوما من وضعها في حالة تأهب، ولا تتطرق الخطة إلى أعداد القوات بالتحديد أو الموعد النهائي لوضع الإستراتيجية، ويتراوح قوام الكتيبة في حلف شمال الأطلسي بين 600 و1000 جندي.

ويقول مسؤولون من الحلف إن الولايات المتحدة تضغط على حلفائها الأوروبيين لتجهيز المزيد من كتائب الحلف وسفنه وطائراته للقتال وذلك في مسعى جديد لتعزيز قوته على ردع أي هجوم روسي، فيما أكّد دبلوماسي كبير في الحلف اطلع على الخطط الأميركية، في تصريحات صحافية  "لدينا خصم (روسيا) يمكنه أن يتحرك بسرعة ويدخل البلطيق وبولندا لشن هجوم بري، ليست لدينا رفاهية الحشد في شهور"، فيما لفت مسؤول أميركي إلى أن المبادرة تهدف بالأساس إلى مواجهة روسيا وتنفيذ استراتيجية وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للدفاع الوطني لعام 2018 والتي تتهم موسكو بالسعي "لتحطيم حلف شمال الأطلسي".

وسيوافق وزراء الدفاع رسميا على إقامة مركزين قياديين، الأول لحماية خطوط الملاحة الأطلسية ومقره نورفولك بولاية فرجينيا الأميركية، والثاني لتنسيق حركة الجنود في أنحاء أوروبا ومقره مدينة أولم بجنوب ألمانيا.

وأكّد أربعة مسؤولين من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في تصريحات صحافية  أن وزير الدفاع الأميركي، جيم ماتيس، سيسعى وراء موافقة واسعة النطاق على الخطة في بروكسل خلال اجتماع اليوم عندما يلتقي وزراء دفاع الناتو وذلك لتمهيد الطريق أمام إقرار زعماء الحلف للخطة خلال قمة مقررة في يوليو (تموز)، لكن يبدو أن الخلاف بين الدول الأوروبية والحليف الأميركي سيهيمن على الاجتماع الذي يأتي قبل خمسة أسابيع فقط من موعد قمة لقادة الحلف.

لكن أكد الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس الأربعاء أنه يبذل جهودا حثيثة لمنع الخلاف المتصاعد بين أوروبا والولايات المتحدة من أن يمتد إلى الحلف، مشيرا إلى وجود "خلافات جدية" بين الدول الأعضاء، ويتصاعد الخلاف بين الدول الأوروبية وواشنطن بسبب فرض رسوم جمركية أميركية على واردات الصلب والألمنيوم، وكذلك بسبب قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ومن معاهدة باريس للمناخ، وقال ستولتنبرغ للصحافيين: "توجد الآن خلافات جدية بين حلفاء الحلف الأطلسي على مسائل خطيرة"، مضيفا أنه يبذل جهودا كبيرة لتقليل التداعيات على الحلف، وقال: "ما دام لا يتم التوصل إلى حل لتلك المشكلات، على أن أركز على كيفية تقليل وحصر التداعيات السلبية على الحلف".

وشدّد ستولتنبرغ، كما جاء في تقرير الصحافة الفرنسية، على أن "الروابط على جانبي الأطلسي" لا تزال قوية، مشيرا إلى تخطي الحلف الأطلسي خلافات كبيرة بين الأعضاء على خلفية حرب العراق في 2003 وأزمة السويس في 1956، وأضاف "الذي نراه مرة بعد مرة هو أننا تمكنا دائما من التوحد حول المهمة الجوهرية للحلف، المتمثلة بحماية بعضنا البعض والدفاع عن بعضنا البعض رغم تلك الخلافات".

وأثارت مناورات حربية أجرتها روسيا العام الماضي، وشارك فيها 100 ألف جندي على حد قول مسؤولين غربيين، المخاوف من صراعات عارضة يمكن أن تثيرها مثل هذه التدريبات أو أي توغل في مناطق تتحدث الروسية في البلطيق، وينفي الكرملين بشدة مثل هذه الأهداف ويقول إن حلف شمال الأطلسي هو التهديد الأمني في شرق أوروبا، وقال فلاديمير تشيجوف السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي للصحافيين ردًا على سؤال عن الاقتراح "حتى إذا انتشرت هذه الفكرة، وهو ما لا أتمناه، فإنها ستزيد فحسب من التوترات في جزء حساس على نحو متزايد من أوروبا".

وتشعر الولايات المتحدة بالحرج بسبب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 وتدخلها في الحرب السورية منذ عام 2015 لذلك لا تثق في التصريحات الواردة من الكرملين وتريد أن تكون مستعدة لأي احتمال.

يتجاوز قوام قوات حلف شمال الأطلسي مليوني جندي فهي بذلك أكبر من قوات روسيا التي يبلغ عدد أفرادها الموجودين في الخدمة نحو 830 ألف جندي وفقا للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية وهو مؤسسة بحثية عسكرية مقرها بريطانيا، ودفع ضم روسيا للقرم الناتو إلى تشكيل قوة رد سريع صغيرة وإرسال أربع كتائب للبلطيق وبولندا بدعم من قوات وعتاد من الولايات المتحدة على أساس التناوب، لكن لم يتضح كم من الوقت سيستغرق الحلف لإرسال أعداد كبيرة من القوات إلى جناحه الشرقي وإلى متى سيستطيع دعمها، في حين أوضح مسؤولون أن فرنسا مضغوطة بالفعل بخوض معارك في أفريقيا كما أن تخفيضات بريطانيا في الإنفاق تحد من حجم القوات التي يمكن نشرها.

وخلصت دراسة أجرتها مؤسسة "راند كوربوريشن" عام 2016 إلى أنه يمكن لكل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا أن تحشد لواء مكونا من ثلاث كتائب أو أكثر ومزودا بدبابات وغيرها من المدرعات في غضون نحو شهر، لكن مواردها ستتأثر سلبا للغاية مما سيحد كثيرا من قدرتها على خوض أي صراعات أخرى، ولم يتضح أيضا إن كان الاقتراح الأميركي سيتماشى مع مبادرات أخرى تهدف إلى رفع درجة الاستعداد الأوروبي للقتال ومعالجة نقص في الأسلحة وغيره من الأدوات العسكرية.

وصاغ الاتحاد الأوروبي معاهدة دفاعية في ديسمبر (كانون الأول) لتطوير قوات للرد في حالة الأزمات والعمل معا لتطوير طائرات هليكوبتر وسفن جديدة، فيما يهدف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتشكيل "قوة تدخل" أوروبية بقيادة فرنسا، بينما قال دبلوماسي كبير في حلف شمال الأطلسي "لدينا عدد معين من القوات في أوروبا ولا يمكنها الالتزام بكل اقتراح عسكري".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الولايات المتحدة تحث الناتو على تجهيز قوات ردع ضد أي هجوم روسي الولايات المتحدة تحث الناتو على تجهيز قوات ردع ضد أي هجوم روسي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 02:37 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأسهم الأوروبية تنهي تداولات الأسبوع على انخفاض طفيف

GMT 03:49 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

كيف يمكن إحلال 40 مليار دولار واردات سنوية من مجموعة بريكس

GMT 21:29 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الدولار عند أعلى مستوى في شهرين ونصف والين يتراجع

GMT 01:10 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بعض دول الـ«بريكس» لها مؤشرات اقتصادية عالية

GMT 02:26 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع الاحتياطي النقدي المصري 279% في 10 سنوات

GMT 02:41 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

دبي تطلق مشروع أكبر مكتبة في العالم العربي

GMT 03:05 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

ساندي تُبدي سعادتها بدورها في فيلم "عيش حياتك"

GMT 00:30 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عبد الحق الخيام يلقي نظرة الوداع على والدته

GMT 15:43 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة بيجو 301 في المغرب

GMT 02:03 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بالوتيلي يقود نيس للفوز على ديغون ومهدد بعقوبة مشددة

GMT 17:36 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بسمة وهبة تتعرض لهجوم حاد بعد حضورها عزاء والدة لطيفة

GMT 14:13 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

داري يُنقل إلى مصحة خاصة لتشخيص إصابته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib