كانبيرا ـ ريتا مهنا
أكّد رئيس الوزراء الأسترالي، مالكولم تيرنبول، أن الهجوم المتطرّف الذي تم التخطيط لتنفيذه يوم عيد الميلاد، من قبل متطرّفين لتفجير العديد من القنابل في ملبورن، كان من بين أخطر الهجمات التي تم الكشف عنها في أستراليا، واصفا المؤامرة بأنها "واحدة من المؤامرات الإرهابية الأكثر تأثيرًا من بين تلك المؤمرات التي كشف عنها في السنوات الأخيرة"، ومشيرًا إلى أن المتآمرين الذين ساروا على نهج "داعش" كانوا يهدفون إلى إلحاق أكبر قدر من الخسائر وإجبار البلاد على "التخلي عن طريقته في الحياة".
واستنكر تيرنبول ما يسعى إليه المتطرّفون، والذي يتجلى في القتل، مشيرًا إلى أنهم "يسعون أيضا إلى إفزاع البلاد، واثارة البلبلة والحرب الأهلية فيما بيننا، لكننا لن نسمح بذلك"، وصرّحت الشرطة أنها أحبطت مؤامرة كانت تنطوي على شبكة من المتطرفين يخططون إلى شنّ هجمات انتحارية في مواقع مختلفة في ملبورن، وشارك في إلقاء القبض على 7 من هؤلاء المتطرّفين أكثر من 400 رجل شرطة وضباط مخابرات من خلال مداهمات قاموا بها في أنحاء المدينة لإحباط تلك الهجمات.
وقررت الشرطة القيام بغارات في ملبورن مساء الخميس بعدما قام بعض المشتبه بهم بتنفيذ المراقبة النهائية لمعالم المدينة التي ينتوون تفجيرها بما في ذلك ميدان الاتحاد، وكاتدرائية القديس بولس الانجيلية ومحطة شارع فلندرز، ويشك ضباط المخابرات أن الخطة تشمل ضربة ثانوية على مركز استجابة الشرطة لنداءات الطوارئ، ووجّهت إلى 3 من المعتقلين في محكمة ملبورن تهمة التخطيط إلى شن هجوم متطرّف، وتم حبس عبد الله شارانزي، 26 عامًا ، وحمزة عباس 21 عامًا ، وأحمد محمد 24 عامًا، ومن المقرر أن يقدموا إلى المحكمة مرة أخرى يوم 28 أبريل/نيسان، تم تقديم اثنين من النساء اللواتي يرتدين النقاب كانوا يقومون بدعم هؤلاء المشتبه بهم، تم التعرّف على المتهم الرابع البالغ من العمر 22 عامًا ووجّه له الاتهام، ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة، السبت، وتم الإفراج عن 3 آخرين، بينهم امرأة عمرها 20 عامًا، من دون تهمة.
وأفاد قائد شرطة ولاية فيكتوريا، غراهام اشتون، أن "الضباط صادروا المعدات التي كانوا يجهزونها لعمل عبوة ناسفة"، ويجري أيضا البحث عن أجهزة الكمبيوتر وصلاتها بمواقع متطرّفة، كما فحصت فرق الطب الشرعي المنازل التي تم مداهمتها بحثًا عن آثار متفجرات، وكان بعض المعتقلين على قائمة مراقبة الشرطة من بين حوالي 300 مشتبه بهم، ويعتقد المحققون أن بعض المشتبه بهم أصبحوا متطرفون من خلال داعية "داعش" في الأسابيع الأخيرة.
وأوضحت الشرطة أنها تعمل على تأمين مباراة اختبار اليوم العالمي للملاكمة في ملعب ملبورن للكريكت، والذي من المتوقّع أن يحضر في اليوم الأول من الاختبار بين أستراليا وباكستان حوالي 60 ألف شخص، وتدعو "داعش" مؤيديها في جميع أنحاء العالم لإستهداف الكنائس والمحلات التجارية والتجمعات العامة خلال عيد الميلاد، وجاءت تلك المداهمات في ملبورن لإحباط مؤامرة مزعومة لشن هجمات متطرّفة في جاكرتا، في العاصمة الاندونيسية، وقتل 3 متطرّفين مشتبه بهم على يد الشرطة بعد أن ألقيت قنبلة على ضباط خلال مداهمة منزل في جنوب تانجيرانج.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر