موسكو ـ ريتا مهنا
أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه على المملكة المتحدة استكمال تحقيقاتها بشأن التسمم المزعوم للعميل الروسي المزدوج السابق في سالزبوري، قبل إجراء محادثات رسمية مع روسيا، وتأتي تعليقاته في الوقت الذي تكشف فيه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن معلومات جديدة بشأن محاولة ارتكاب جريمة قتل مزدوجة ضد العميل، في خطاب أمام مجلس العموم في الساعة الخامسة مساء الثلاثاء، ومن المتوقع أن تربط رسميًا بين الهجمات على سيرغي سكريبال وابنته يوليا، وعلاقة روسيا بها، ويمكن أن تعلن أيضا عن إجراءات انتقامية أولية ضد موسكو.
وترأست ماي هذا الصباح اجتماعًا لمجلس الأمن القومي، عندما تم تحديثه من قبل ممثلي المخابرات البريطانية والقوات المسلحة والشرطة، ويأتي ذلك في الوقت الذي حذّر فيه أحد كبار أعضاء البرلمان من أن روسيا ستستهدف عشاق إنجلترا خلال كأس العالم 2018، إذا اتخذت الحكومة إجراءات صارمة ضد الكرملين، وقال توم توغندهات، رئيس حزب المحافظين المُختار في لجنة الشؤون الخارجية، إن هناك خطرًا من رد فعل روسيا تجاه المشجعين البريطانيين، إذا ما انتقمت ماي من موسكو، في هذه الأثناء، أوضح اللورد ريكيتس، مستشار الأمن القومي البريطاني السابق، أن خطط المسؤولين البريطانيين وكبار الشخصيات لمقاطعة البطولة التي ستبدأ في يونيو/ حزيران ستكون غير فعالة، ومع ذلك، أوضح أن اتخاذ قرار منسق بالابتعاد من جانب عدد من الدول من شأنه أن يبعث "برسالة قوية للغاية".
وأشار وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، في أعقاب حادثة سالزبوري مباشرة إلى أن مشاركة إنجلترا في كأس العالم قد تكون موضع شك إذا كانت روسيا مرتبطة بالتسمم، فيما تستعد ماي للإعلان عن تغييرات في القانون تجعل من السهل طرد الروس المشتبه في ارتكابهم انتهاكات حقوق الإنسان، ومن شأن ذلك أن يبسط عملية طرد المواطنين الأجانب الذين ليس لديهم سجل جنائي ولكن يعتبرون خطرا على الأمن القومي.
وقال توغندهات إن أي رد بريطاني يحتاج إلى التركيز على "التأكد من أننا نجعل فلاديمير بوتين يدرك ما نقوم به ويجعل الناس الذين يدعمونه يدركون أن دعمه ليس فكرة عظيمة"، ولكنه اقترح أن أي رد قد يكون له عواقب على مشجعي إنجلترا، موضحا "لست مؤمنا في استخدام الرياضة كسلاح سياسي ولكن يجب أن أقول أننا بحاجة إلى أن نكون حذرين للغاية بالنسبة للمشجين البريطانيين الذين يسافرون إلى هناك حيث إنهم ليسوا بأي طريقة محاصرين في العملية السياسية"، كما أكد اللورد ريكيتس أن احتمال عدم قيام المملكة المتحدة بإرسال ممثلين رسميين إلى كأس العالم "لن يغير شيئا في موسكو، ولكن المقاطعة الواسعة من قبل عدد من البلدان في كأس العالم من شأنه أن يرسل رسالة قوية جدا إلى روسيا، فهي لم تعد تعتبر دولة مسؤولة، ولكن لا أعرف مدى احتمال ذلك بصراحة."
وجاء ذلك عندما اقترحت مذيعة أخبار روسية أن المملكة المتحدة ربما كانت وراء التسمم، وقال دميتري كيسليوف إن الحادث يخلق الكثير من الاحتمالات، مثل المقاطعة الدولية لكأس العالم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر