الدار البيضاء ـ جميلة عمر
تشهد خلال هذه الأيام المؤسسة العسكرية المغربية، أكبر عمليـة إحالـة على التقاعـد، بعدما حول العاهل المغربي الملك محمد السادس، العشرات من رتبة كولونيل ماجور إلى جنرال دوبريكاد، مع ترقية 24 جنرال دو ديفيزيون، ومس قرار الإحالة على التقاعد في ما بعد مسؤولين عسكريين وازنين كان يستحيل تصور أن يطالهم التغيير، مثل رئيس الصحة العسكرية مولاي إدريس عرشان، و مدير لادجيد أحمد حرشي، وقائد البحرية الملكية الأميرال محمد التريكي، والجنرال محمد علام الذي كان على رأس مدرسة تكوين أطر وزارة الداخلية في القنيطرة، والجنرال دليل، أحد رؤساء المحكمة العسكرية، والجنرالات: باموس المسؤول عن مدارس التكوين، القنابي، بنسعيد، العزاوي، الجنرال زريات عن مصلحة الاتصالات، الجنرال بنحموش من المكتب الثاني، والجنرال إدريس المنور الذي اشتغل لسنوات بالقيادة المتقدمة في الصحراء، والجنرال العمراني، أحد كبار مسؤولي القوات البحرية، والجنرال التامدي، المسؤول عن المكتب الرابع، والجنرال بلحسن، قائد حامية وقائم سابق على مديرية التسليم والإيصال، بالإضافة إلى جنرالات بالدرك الحربي، مثل الجنرال بنعمر والجنرال سربوت والجنرال معطيش، أو القوات المساعدة مثل الجنرال كوريما.
وحسب مصادر عليمة ، أن عملية الإحالة على التقاعد، التي قادها الجنرال الوراق، هي الأكبر من نوعها، من جهة لأنها شملت قسمًا واسعًا من الضباط السامين، ومن جهة أخرى لجمود عملية الترقية لدى طابور كبير من المسؤولين الشباب الذين سدت أمامهم سلالم الرتب العليا في قمة الهرم التنظيمي للمؤسسة العسكرية، فالجنرال عبد الفتاح الوراق، الذي تحمل مسؤولية قسم شؤون الضباط بالقيادة العليا بالرباط، وعمل مدة طويلة بمصلحة الموارد البشرية، أكسبته خبرة بالجانب الإنساني والمهني والاجتماعي لاختناق مسارات الترقي والتدرج السلس في رتب الجيش وفق مبدأ الاستحقاق والكفاءة.
وأضافت مصادرنا، أن هناك وجهًا مزدوجًا لعملية الإحالة على التقاعد في المؤسسة العسكرية، فمن جهة تعتبر أداة قانونية لتشبيب النخب العسكرية بالأجيال الجديدة، التي بزغ نجمها وسط الجيش في زمن اللاحرب واللاسلم بعد 1991، أي بعد أطر جيل الاستقلال وجيل حرب الرمال وجيل الانقلابين، وجيل حرب الصحراء، جيل جديد يجد في الملك محمد السادس آماله في الإنصاف وفتح المجال لإبراز مواهبه وكفاءته وسط المؤسسة العسكرية، كما أن للإحالة على التقاعد وظيفة أخرى، وهي "العقاب" و"الغضبة'' من ارتكاب أخطاء مهنية جسيمة، كان الملك الراحل الحسن الثاني يعبر عنها بعبارة "سير تجلس فدارك"، وفي هذا الإطار يجب فهم الحركية التي بصمها الجنرال الوراق من حيث حجم المحالين على التقاعد من مختلف الرتب العسكرية للضباط السامين، أو من حيث السياق الذي يتجه الملك لإعطائه لوظائف وأدوار بعض المصالح والأقسام داخل الجيش.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر