صنعاء ـ خالد عبدالواحد
يحتفل اليمنيون، رغم مرارة العيش والفقر المزمن، بـ عيد الأضحى المبارك ويتصنعون ابتسامة الفرح والسرور، فقد تعودوا على الحياة الصعبة سواء في زمان السلم أو الحرب، لكنهم رغم ما تعانيه البلاد من كوارث وحروب إلا أن الأمل لازال يحدوهم ويجدون في الأعوام المقبلة مستقبلا زاهرًا، في الأعوام السابقة كان اليمنيون يحتفلون بالعيد قبل قدومه وتستمر الاحتفالات والألعاب العيدية من كل ليلة حتى عاشر أيام العيد، فتضرب الطبول ويخرج الرجال للرقص وغناء المواويل الشعبية القديمة، لكنهم اليوم يكتفون بالزيارات والسلام على الأهالي فالظروف الأمنية والاقتصادية والسياسية منعتهم من ذلك.
وتوقف محمد مارش، 30عامًا، عن الاحتفال بالعيد، وأصبح يجلس في بيته بعد تدهور العادات والتقاليد القديمة التي كانت تمارس قبل الحرب فقد اصبح الناس في حالة متكدرة، وأوضح مارش أنّه "كنا في السابق نحتفل يوم العيد ونزور الأهالي قبل ذبح الأضاحي لكن اليوم اصبحنا نتوجه من المسجد إلى المقبرة لزيارة الموتى الذين فارقناهم بسبب الحرب، ومن ثم نذبح الأضاحي ونقعد في البيت، لقد حرمنا الفقر والحرب التي حصدت أرواح العشرات متعة العيد والاستمتاع به فأصبحت أيامنا كلها أحزان ولا نفكر كيف نستمتع بالحياة ، ولكن جل التفكير كيف نحصل على وجبة اليوم الآخر".
ويبدأ أطفال اليمن بالاحتفالات، والأسى يكسو وجوههم ومظهرهم الذي يوحي بفقر أثقل كاهل أسرهم فلم يستطيعوا شراء كساء العيد، واضحى الكثير منهم، لا يخرج يوم العيد في حال عدم حصوله على ملابس العيد واصبح يلازم المنزل خوفا من شماتة أصدقائه ويتمنى انه لا يرى العيد ، وقبل 3 أيام أقدم الطفل عمار محمد على الانتحار لعدم حصوله على كسوة العيد وخوفًا من الخروج بملابس قديمة أمام أصحابه .
ونشر ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صورة الطفل بعد عمليه الانتحار، ويعتبر عبدالله عبد الواحد يوم العيد أسوأ أيام العام حيث أصبحت أسرته عاجزة عن شراء ملابس العيد له لكنه يخرج لصلاة العيد بملابسه القديمة والألم يعتصره ، لكنه يبتسم رغم مرارة الحياة، ويقول عبد الله "12عاما" إنّه "تعودت أن أعيش بدون ملابس في هدا العيد باعتباره العيد الثاني ، واني قد أصبحت كبيرا ولم اعد كالأطفال ويجب عليا أن افكر بشيء أكبر من ملابس العيد، لقد فقدت أبي منذ10اعوام ويكفلنا أخي الأكبر مع إخواني الـ8 منذ صغرنا ولقد اثقل الإيجار والمصروفات كاهله بعد ارتفاع الأسعار بنسبة كبيرة"، وتستمر معاناة اليمنيين في هذا العيد الذي سلبت الحرب وانقطاع المرتبات فرحتهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر