أنقرة - وكالات
أكد عدد من مديري شركات السفر والسياحة العاملة في الدولة أن 50% من حجوزات الخليجيين إلى تركيا قد تم إلغاؤها من جرّاء الأحداث التي تشهدها تركيا في الوقت الحالي، وبصفة خاصّة في إسطنبول، في الوقت الذي ألغى فيه عددٌ من أفواج السياحة الثقافية وسياحة الاعمال برامجهم في المدينة خشية تجدُّد الاشتباكات العنيفة، مشيرين إلى أن 35% من الحجوزات الملغية قررت اختيار دبي كوجهتهم المفضلة.
وأشاروا إلى أن تركيا كانت خلال السنوات الماضية، الوجهة الأولى للخليجيين عموماً وللإمارات والسعودية بصفة خاصة، لكن الأحداث التي تشهدها ساحة جيزي وسط ميدان تقسيم بإسطنبول وانتشارها لتشمل أزمير وأنقرة وعدد من المدن الرئيسية الأخرى، ترجح احتمالية تخلي تركيا عن المركز الأول لصالح دبي والإمارات، خصوصاً وأنها الوجهة الأكثر أمانا واستقراراً في المنطقة بالوقت الراهن.
وأضافوا بأن المرحلة الحالية تشهد موجات إلغاء وتأجيل طويل الأمد للرحلات خصوصاً بالنسبة للسياح القاصدين اسطنبول وهم يشكلون الغالية العظمى، بالإضافة إلى جميع السياح الذين يزورون تركيا لأول مرة، مؤكدين على أن هناك نسبة كبيرة منهم قد قرروا بالفعل تغيير وجهتهم السياحية لهذا الموسم الصيفي، والوجهات البديلة تصدرتها دبي والإمارات بشكل عام، أو بلدان شرق آسيا كماليزيا وتايلند. الجدير بالذكر أن السياحة تشكل أحد القطاعات الأساسية للاقتصاد التركي، حيث كان من المتوقع أن تصل إيرادات القطاع 25 مليار دولار خلال العام الحالي.
وقال علي زيد أبو منصر، رئيس شركة الرؤية للسفر والسياحة، إن الاحتجاجات التي تشهدها تركيا في الوقت الراهن حولت الأنظار السياحية إلى وجهات أخرى، وأصبح من شروط السفر اليوم الأمان والاستقرار السياسي، بالإضافة إلى البنية التحية والسياحية الجاهزة.
ودبي تملك كل هذه المقومات وأكثر منها بكثير، ما دفع 35% من الحجوزات الملغية إلى اختيار دبي كوجهتهم المفضلة، مشيراً إلى أن أغلب سياح الخليج غيروا وجهاتهم نحو الإمارات بالدرجة الأولى، ونحو وجهات شرق آسيوية وأوروبية بالدرجة الثانية".
وأكد بأن الفترة ما بين 20 يونيو وقبل بداية شهر رمضان تعتبر من الآن فترة من الذروة في دبي، حيث إن شركات السياحة تعاني لتجد غرفاً متاحة في الفنادق، سواءً الساحلية أو القريبة على المراكز التجارية الرئيسية.
مشيراً إلى أن قبل سنوات كان فصل الصيف موسماً منخفضاً مقارنة بالمواسم الأخرى في السنة، أما اليوم، فمعدل الإشغال يقترب من 90%، وهو نفس الرقم الذي تتميز به باقي المواسم، مرجعاً هذا الأداء إلى الفعاليات الرائعة التي تقدمها حكومة دبي ممثلة في دائرة السياحة ومكتب الفعاليات وباقي المؤسسات".
من جهته قال محمد جاسم الريس، نائب الرئيس التنفيذي لشركة الريس للسياحة والعطلات، إن الاحتجاجات الحاصلة في تركيا إعادة لسيناريو مصر وتونس "سياحياً"، حيث بعد أن بدأت الاحتجاجات في هذه البلدان حتى بدأت الحجوزات بتغيير وجهاتها.
وكانت تركيا آنداك في المركز الأول كوجهة مفضلة لدى السياح العرب، متبوعة بدبي، ثم بيروت، أما اليوم، فبعد الاضطرابات السياسية التي حدثت في لبنان، وما يحدث حالياً في اسطنبول التي تعد القلب النابض للسياحة التركية، فدبي أصبحت الملاذ الآمن لسياح المنطقة، خصوصاً وأنها تتمتع بكل ما يلزم.
وأضاف "الإمارة تملك كل المقومات التي تجعلها في الطريق الصحيح لتحافظ على مكانتها كالوجهة السياحية الأولى في المنطقة، سواءً من المرافق السياحية المتنوعة أو البنية التحتية أو شبكة المواصلات العامة، أو المطارات وغيرها، مشيراً إلى أن هذه البنية ستتعزز بشكل قوي بالمشاريع الضخمة التي أعلنت عنها الحكومة.
وأضاف بأن دبي بالفعل جاهزة سياحياً، مشيراً إلى أن في كثير من الأوقات تضطر شركات السفر والسياحة لإرسال وفود إلى إمارات أخرى بسبب الإشغال الكامل لفنادق دبي، وهو الأمر الذي يضعنا أمام ضرورة العمل بسرعة على زيادة عدد الغرف الفندقية".
وقال غسان العريضي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفا تورز السياحية "شخصياً، لا أرى أن دبي تحتاج لأن يحدث في تركيا احتجاجات حتى تستفيد سياحياً، فبالنظر إلى السنوات الخمس الماضية، نجد أن الخط التصاعدي الذي تسجله الإمارة في كل عام يضعنا أمام حقيقة واحدة، هي أنها الوجهة السياحة المفضلة والجاهزة حالياً، وذلك بالنظر لما تتمتع به من بنية تحتية قوية تصنف من بين الأفضل عالمياً، وجودة فنادقها، بالإضافة إلى مواصلاتها من المطار والميناء البحري والمترو والمواصلات العامة، وفي الأخير الفعاليات العديدة التي تنظمها الإمارة في كل شهر.
أشار إلى أن دبي تمثل حالياً منتجاً سياحياً ذات جودة عالية، ووجهة تنافسية من الدرجة الأولى، وهو الأمر الذي يؤكد كفاءة العمل المقدم من طرف دائرة السياحة بالإمارة خصوصاً في مجال تنظيم الفعاليات والأحداث الكبرى، بالإضافة إلى التعاون الكبير الذي يجمع بين القطاعين العام والخاص، من أجل رفع اسم الإمارة عالياً وترسيخ اسمها بقوة ضمن خارطة السياحة العالمية.
وأضاف "اليوم نحن أمام موسم صيف مميز للغاية وهذا أمر استثنائي، وهذا يبرهن أن دبي تخطو خطوة أولى في سبيل تحقيق المبادرة التي أطلقتها الإمارة بخصوص تحقيق 20 مليون سائح بحلول 2020، والتي جاءت لتؤكد من جديد الأهمية المتزايدة للقطاع السياحي بالنسبة لاقتصاد دبي، مشيراً إلى أن الإمارة جاهزة اليوم للقفز خطوة جديدة في مستقبلها المميز، وهي تملك كل المقومات لتحقيق الرؤية".
من جانبه قال شعبان طعيمة، المدير العام لشركة الواحة الدولية للعطلات، إن شركته قد سجلت نسبة إلغاء حجوزات من الإمارات والسعودية على تركيا بنسبة 90%، مشيراً إلى أن الوجهات البديلة بالترتيب هي دبي، ثم ماليزيا، ثم المغرب، فتايلاند وأوروبا، حيث أن سياح الخليج وخصوصاً من السعودية يرون في دبي دائماً الوجهة الأنسب لقضاء العطلة".
وأضاف " تشهد الإمارة حالياً طفرة مهمة في القطاع السياحي والضيافة بشكل عام، وما تحقيق دبي لـ10 ملايين نزيل في منشآتها الفندقية خلال العام 2012، إلا دليل واضح على قوة خطط الحكومة الاستراتيجية المتعلقة بهذا القطاع، مضيفاً بأن البنية التحتية لإمارة دبي جاهزة من الآن لاستقطاب أي عدد كان من السياح، خصوصاً في ظل المشاريع الضخمة التي تعلن عنها توالياً الحكومة ومنها المطار الجديد ومدينة محمد بن راشد، التي قال عنها إنها ستكون مفتاح المستقبل. مشيراً إلى أن دور شركات السفر والسياحة سيتركز على التسويق والترويج للبعد التراثي للإمارة إلى جانب عمقها الحضاري المعاصر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر