موقع أثري يخلو من العلماء بعد قرار حظر الرحلات الجوية عن كردستان العراق
آخر تحديث GMT 15:56:46
المغرب اليوم -

موقع أثري يخلو من العلماء بعد قرار حظر الرحلات الجوية عن كردستان العراق

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - موقع أثري يخلو من العلماء بعد قرار حظر الرحلات الجوية عن كردستان العراق

موقع أثري
بغداد ـ المغرب اليوم

يولي علماء الآثار اهتماما كبيرا بموقع رانيه الأثري في شمال العراق، ولم تفارقه الفرق العاملة فيه رغم كل المخاطر التي أحدقت بالمنطقة في السنوات السابقة..أما اليوم فقد تُرك خاويا، بعدما غادره الأثريون خوفا من تبعات قرار بغداد حظر الرحلات الجوية إلى كردستان العراق.

يجول اسماعيل نور الدين البالغ من العمر 62 عاما في هذا الموقع الذي كان على ما يبدو معبدا قبل ألفي عام، ويقول "هنا عثرنا على تمثال للإسكندر الكبير"، مشيرا إلى الأرض بيده.

قبل أسبوع، كان ضجيج الآلات وأصوات العلماء المتحمسين للعثور على كنوز تاريخية، يملأ المكان. أما اليوم فيسود فيه صمت الحجارة والصخور.

فبعد الاستفتاء الذي نظّم على استقلال كردستان  في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر، حظرت الحكومة المركزية في بغداد الرحلات الدولية من هذا الإقليم وإليه.

إثر ذلك، فضّل علماء الآثار الأجانب مغادرة الإقليم على وجه السرعة خوفا من أن يعلقوا فيه.

ويقول رزكار قادر بوسكيني وهو طالب في الآثار في الحادية والعشرين من العمر وعضو في فرق التنقيب في موقع مجاور "إنها المرة الأولى التي يغادر فيها باحثون أجانب، حتى مع اقتراب داعش لم يغادروا بل ظلّوا هنا".

وجاءت هذه المستجدات السياسية في الوقت الذي كانت تستعد فيه الفرق لسبر أسرار تاريخية في هذه المنطقة الجبلية المحاذية لإيران.

وبانتظار أن تحدث تغيّرات إيجابية جديدة تعيد أفواج علماء الآثار إلى كردستان، يتولى اسماعيل نور الدين حراسة هذا الموقع في مدينته رانيه.

وهذا الرجل العصامي الذي تعلّم بنفسه، هو صاحب الفضل في اكتشاف موقع "قلعة دربند"، وهي مدينة قديمة ممتدة على ستين هكتارا، يرجّح أن تكون أنشئت قبل ألفين و300 سنة على يد الإسكندر المقدوني.

 

- طرقات العالم القديم -

ويقول نور الدين "في الربيع، عثر على تمثالين، لرجل وامرأة، واحد يشبه أفروديت إلهة الجمال عند اليونان، والثاني ألكسندر الكبير".

في القرن الثالث قبل الميلاد شهدت المنطقة الحدودية بين ما يشكل اليوم كردستان العراق وتركيا واحدة من أشهر معارك التاريخ القديم، تواجه فيها جيش الاسكندر مع جيش داريوس الثالث الذي مني بهزيمة قاضية.

ويتطلّب الأمر سنوات عدة قبل أن يثبت المتحف البريطاني، المسؤول عن أعمال التنقيب، نسبة هذه الآثار إلى الإسكندر، لكن هذا الموقع المجاور لبحيرة يشكّل في كل الأحوال اكتشافا كبيرا بحسب علماء الآثار.

وتقول جيسيكا جيرو مديرة البعثة الفرنسية العاملة في الموقع "إنها مدينة إستراتيجية، ربما كانت عاصمة إقليمية تقع على الطرقات التي تصل العالم ببعضه، من بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس إلى اليونان القديمة".

لم يتطلّب الأمر وقتا طويلا قبل أن تدرك جيرو، فيما كانت برفقة نور الدين في العام 2013، أن الموقع ذو أهمية كبيرة، بسوره الذي يطل على النهر وصولا إلى الجبال المجاورة، حيث عثر أيضا على آثار أخرى.

 

- صور لوكالة الاستخبارات الأميركية -

 سهّلت صور التقطها أقمار اصطناعية للتجسس تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية أعمال التنقيب في المنطقة. وكانت الولايات المتحدة تولي أهمية لمراقبة هذه المنطقة الفاصلة بين مناطق حلفائها ومناطق نفوذ المعسكر الشرقي.

أظهرت هذه الصور التي التقطت في شباط/فبراير من العام 1967 واطّلعت عليها وكالة فرانس برس آثارا للسور، وطرقات قديمة، وما يبدو أنه قلعة ومعبد.

وتقول جيرو "الآن، نستخدم هذه الصور في كل أعمالنا، بفضل هذه الصور ازدادت سرعة أعمال التنقيب خمسة أضعاف، ووتيرة اكتشاف المواقع الأثرية ستة أضعاف".

تمكّنت البعثة الأثرية المشتركة بين فرنسا والعراق من تحديد 354 موقعا أثريا في المنطقة.

ويفسّر برزان اسماعيل مدير جهاز الآثر هذا الاكتظاظ بأربعة عوامل.

ويقول "هناك كهوف كثيرة، كانت تتيح للإنسان في القِدم أن يستخدمها كمخابئ، وهناك عامل آخر هو خصوبة الأراضي، والغنى بالماء، إضافة لكون المنطقة واقعة بين الشرق والغرب".

بدأت بعثة المتحف البريطاني عملها في خريف العام 2016، ومن المقرر أن تنتهي في العام 2020، ويؤمل أن تخرج بإجابات حول تاريخ هذه المنطقة الواقعة على تقاطع طرق الحضارات القديمة.

لكن الموقع الآن يخلو من أي حركة، سوى من اسماعيل ورزكار، يجلسان مع صياد يشرب الشاي في ظل شاحنته.

ويقول رزكار "في حال استمرّ تعليق الرحلات الجوية، أخشى أن يؤثر ذلك على عملنا".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موقع أثري يخلو من العلماء بعد قرار حظر الرحلات الجوية عن كردستان العراق موقع أثري يخلو من العلماء بعد قرار حظر الرحلات الجوية عن كردستان العراق



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين

GMT 16:57 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاح كورونا سيكون مجانًا للجميع في المغرب تحت إشراف "الصحة"

GMT 23:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظر التجول في جميع الولايات التونسية ابتداء من الثلاثاء

GMT 12:59 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يكتشفون آثار ماء على سطح كويكب "بينو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib